وكالات.
أعلنت الحكومة الأمريكية عن توقيع شراكة مع شركتين كنديتين مالكتين لشركة وستنجهاوس إلكتريك، تهدف إلى إنشاء محطات نووية بقيمة لا تقل عن 80 مليار دولار. تمثل هذه الخطوة واحدة من أكثر الاستثمارات طموحًا في قطاع الطاقة النووية في الولايات المتحدة منذ عقود، كما تعكس جهود الرئيس دونالد ترامب لتعزيز الهيمنة على مصادر الطاقة المختلفة، بما في ذلك النفط والغاز والفحم والطاقة النووية.
تأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة نموًا ملحوظًا بسبب زيادة استخدام مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يضغط على بعض قطاعات شبكة الطاقة الوطنية. وبموجب الاتفاق، ستقوم الحكومة الأمريكية بترتيب التمويل وتسهيل الحصول على التصاريح اللازمة لبناء محطات الطاقة النووية التي ستستخدم مفاعلات وستنجهاوس.
وفي المقابل، ستحصل الحكومة الأمريكية على حصة مشاركة تتيح لها الحصول على 20% من أي توزيعات نقدية تتجاوز 17.5 مليار دولار تصدرها شركة وستنجهاوس. ورغم عدم تحديد موعد استحقاق الحصة، أكدت الشركتان ضرورة اتخاذ الحكومة قرارًا استثماريًا نهائيًا وإبرام اتفاقات لبناء المحطات.
تم الإعلان عن هذه الخطة بعد تصريح ترامب خلال زيارته لآسيا، حيث أشار إلى أن اليابان ستقدم دعمًا يصل إلى 332 مليار دولار للبنية التحتية في الولايات المتحدة، بما في ذلك بناء مفاعلات وستنجهاوس. وقد شهدت أسهم شركة كاميكو المدرجة في الولايات المتحدة ارتفاعًا بنسبة تزيد عن 25% يوم الثلاثاء، رغم عدم اليقين بشأن نجاح الاتفاقية.
تواجه جهود بناء مفاعلات نووية جديدة في الولايات المتحدة تحديات عدة، تتضمن ارتفاع التكاليف والقلق العام بشأن الحوادث المحتملة. وقد تأخر تشييد آخر مفاعلين من وستنجهاوس في ولاية جورجيا، حيث استغرق المشروع نحو سبع سنوات إضافية، وتجاوزت تكلفته 35 مليار دولار، وهو ما يزيد عن ضعف التقدير الأصلي البالغ 14 مليار دولار.
يُذكر أن وستنجهاوس قد أعلنت إفلاسها في عام 2017 بسبب تجاوز التكاليف، وتم الاستحواذ عليها لاحقًا من قبل بروكفيلد، التي تمتلك 51% من الشركة، بينما تمتلك كاميكو النسبة المتبقية. حاليًا، لا توجد مفاعلات كبيرة قيد الإنشاء في الولايات المتحدة.
وفي مايو الماضي، أصدر ترامب توجيهًا إلى اللجنة التنظيمية الأمريكية للطاقة النووية لتقليص اللوائح التنظيمية وتسريع إصدار التراخيص الجديدة للمفاعلات، بهدف تقليص فترة العملية من عدة سنوات إلى 18 شهرًا، مع دعوة لبناء عشرة مفاعلات كبيرة جديدة بحلول عام 2030. وصرح وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت بأن ترامب يفي بوعده بإعادة إحياء قطاع الطاقة النووية.
ومع ذلك، يشير النقاد إلى أن النفايات المشعة، التي تبقى خطرة لآلاف السنين، تُخزن حاليًا في أحواض تبريد داخل المحطات النووية قبل نقلها إلى براميل صلبة، مما يثير مخاوف بشأن سلامة هذه الممارسات.


تعليقات