بي بي سي.

اقرأ كمان: اختراق المنصة الموحدة لخدمات الكهرباء يكشف حقائق جديدة.. تعرف على التفاصيل من مصدر موثوق
أعربت ساسكيا كلويت، مقررة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، عن قلقها العميق تجاه الأوضاع في قطاع غزة، مشيرة إلى أن ما يحدث هناك قد يصل إلى مستوى تطهير عرقي وإبادة جماعية، ووصفت الوضع الراهن بأنه مأساة هائلة، وأكدت على ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية التي تعاني منها النساء والأطفال والأسرى في غزة، مشددة على أن هذه المأساة من صنع الإنسان، وأن المجتمع الدولي قد تركها تحدث دون تدخل.
سلطت كلويت الضوء على الحصار الشامل الذي يفرض على القطاع، حيث تم منع دخول الإمدادات الإنسانية الأساسية منذ الثاني من مارس، مما أدى إلى احتجاز الفلسطينيين في مساحة تتقلص باستمرار، مع تزايد انعدام الأمن في ما يُعرف بالمناطق الآمنة.
وأوضحت أن التصريحات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية بشأن سكان غزة تجعل من الصعب تجاهل حقيقة أن هذه الإجراءات قد ترقى إلى تطهير عرقي وإبادة جماعية، مشددة على ضرورة إنهاء العقاب الجماعي وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم على الفور.
كما أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تحترم القانون الإنساني الدولي، الذي ينص على تقديم المساعدات الإنسانية دون قيود، وضرورة توفير الإمدادات الكافية لضمان صحة السكان.
وطالبت كلويت إسرائيل بوقف عمليات قتل سكان غزة بشكل فوري، والامتثال للقانون الدولي، ومنح المنظمات الإنسانية إمكانية الوصول بشكل مستقل ودون عوائق، وضمان توفير السلع الأساسية في القطاع على الفور.
ودعت إلى التراجع عن الخطط التي تهدف إلى طرد سكان غزة، مما يحرم الأطفال من حقهم في مستقبل داخل وطنهم، مشددة على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بدوره في قول الحقيقة واحترام التزاماته القانونية بموجب اتفاقيات جنيف، بما في ذلك اتفاقية الإبادة الجماعية.
مواضيع مشابهة: تصاعد الهجمات بالطائرات المسيرة بين روسيا وأوكرانيا في جولة جديدة من الصراع
كما حثت الدول الأعضاء في مجلس أوروبا على بذل كل جهد ممكن لضمان وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي.
منذ فجر الجمعة، استشهد أكثر من 30 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، وأفاد مسعفون وشهود عيان بأن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود أعداد كبيرة من العالقين تحت ركام المنازل المدمرة.
وأوضحوا أن الغارة الأولى استهدفت منزلاً في بلدة جباليا، بينما الثانية طالت مجموعة من السكان في حي الشجاعية شرق غزة، وفي سياق متصل، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مقرات وزارة الداخلية التابعة لحماس، مما أدى إلى سقوط إصابات في صفوف النازحين الذين يعيشون في خيام قريبة.
وفي المقابل، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه هاجم “مجمعات عسكرية ومنشآت لتخزين الأسلحة ومواقع للقناصة” في غزة، مضيفاً أن سلاح الجو قصف أكثر من 75 هدفاً إرهابياً في أنحاء القطاع.
كما أكد الجيش الإسرائيلي دخول 107 شاحنات مساعدات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى إلى غزة، تحمل الدقيق والأغذية والمعدات الطبية، إلا أن برنامج الأغذية العالمي أفاد بأن 15 شاحنة تعرضت للنهب أثناء توجهها إلى مخابز مدعومة من البرنامج، مما يشير إلى أن وصول الإمدادات إلى السكان يتم بشكل متقطع.
وذكر مسؤولون فلسطينيون أن المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي لتعويض النقص الناجم عن الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً، وأوضحت شبكة تضم جماعات إغاثة فلسطينية أن 119 شاحنة مساعدات دخلت غزة منذ تخفيف الحصار، لكن عمليات النهب عطلت توزيعها.
وفي سياق متصل، انتقد المتحدث باسم الحكومة الألمانية قلة المساعدات التي سمحت إسرائيل بدخولها، داعياً إلى زيادة الكميات بشكل كبير لضمان وصولها إلى المحتاجين.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق من الأوضاع في غزة، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يعانون من أسوأ فترة في النزاع، مع تصاعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية.
وفي مداخلة خلال الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية، حض رئيس المنظمة إسرائيل على التحلي بالرحمة وإنهاء التدمير المنهجي للنظام الصحي في غزة، مشدداً على أن الحرب لن تجلب حلاً دائماً.
كشفت منظمة الصحة العالمية عن نقص حاد في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية، حيث اضطرت أربعة مستشفيات رئيسية لتعليق خدماتها بسبب قربها من مناطق الأعمال العدائية، مما أدى إلى تضرر 94% من المستشفيات في غزة بشكل شبه كامل.
اتهمت حركة حماس الجيش الإسرائيلي بقصف مستودع الأدوية في مستشفى العودة، معتبرة أن هذا الهجوم يستهدف القطاع الصحي، واستؤنف القصف على غزة بعد تعثر المفاوضات غير المباشرة مع حماس.
ومنذ بداية الحرب، بلغ عدد القتلى في غزة 53,762، وفقاً لأحدث حصيلة، بينما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بعض حلفائه بالوقوف في “الجانب الخطأ من الإنسانية” بسبب انتقاداتهم لسلوك إسرائيل في غزة.
ورد نتنياهو على تصريحات قادة الدول الثلاث، مشيراً إلى أن تلك المطالب تعني أنهم يريدون بقاء حماس في السلطة، مؤكداً أن ذلك يعزز أمل حماس في إقامة دولة فلسطينية تسعى لتدمير الدولة اليهودية.
وفي بيان مشترك، حذر ماكرون وستارمر وكارني من أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء الأفعال المشينة لحكومة نتنياهو، مشيرين إلى استعدادهم لاتخاذ إجراءات ملموسة إذا لم تتوقف العمليات العسكرية.
كما أكدوا على التزامهم بالاعتراف بدولة فلسطينية في إطار حل الدولتين، مع الإشارة إلى مؤتمر مقرر في يونيو لتحقيق هذا الهدف.
ورفضت فرنسا بشدة الاتهامات الموجهة إليها بالتحريض، مؤكدة ضرورة عدم الخلط بين الشعب الإسرائيلي وسياسات الحكومة الحالية، وداعية إلى خفض التوتر بين الدولتين.
وزير الخارجية الفرنسي أشار إلى التزام بلاده بأمن إسرائيل، مؤكداً عزم فرنسا على مكافحة معاداة السامية، وأن الاتهامات ضد مؤيدي حل الدولتين هي أمور سخيفة ومفترى عليها.