أصدرت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتابًا جديدًا بعنوان “قراءات في النقد الأدبي” للمفكر والناقد الراحل الدكتور جابر عصفور، الذي يُعتبر من أبرز رموز الثقافة والفكر العربي في العقود الأخيرة.
من نفس التصنيف: احتفال مبهج بالعيد داخل قطار الصعيد مع المسافرين.. دعوات للأمن والأمان
يتناول الكتاب علاقة الأدب بالنقد، ويؤسس لرؤية معمقة لدور اللغة في العمل الإبداعي والممارسة النقدية، منطلقًا من فكرة أن الأدب “كلام مخصوص” يتسم بتشكيله التخييلي، بينما النقد يُعتبر “كلام عن الكلام”، أي خطاب لغوي يهدف إلى تحليل الأدب وتفسيره وتقويمه.
يبرز عصفور في فصول الكتاب الفارق الجوهري بين اللغة الإبداعية التي تتميز بالذاتية والمجاز، واللغة النقدية التي تسعى إلى الحياد والتصور المفاهيمي، مشيرًا إلى أن النقد لا يقتصر على التطبيق على النصوص، بل يتضمن بُعدًا تنظيريًا يسعى لتأصيل مبادئ عامة لماهية الأدب ووظيفته وأداته التعبيرية.
يتناول الكتاب أيضًا ما يسميه الكاتب بـ”نقد النقد”، وهو مستوى ثالث من الخطاب النقدي يتجاوز تحليل الأعمال الأدبية إلى تحليل الخطابات النقدية نفسها، حيث يقوم بمراجعة مناهجها ومصطلحاتها وفعاليتها، ويستعرض عصفور في هذا السياق مفهومي “النقد الشارح” و”نقد النقد”، مرجحًا استخدام المصطلح الثاني لما يحمله من دلالة واضحة على المساءلة والتقييم.
من نفس التصنيف: بابا الفاتيكان يناشد بإنهاء حرب غزة ويعبر عن حزنه على الأطفال الضحايا
يعود الكتاب بجذور هذا التوجه إلى فلسفة اللغة الشارحة كما طوّرها الفيلسوف رودلف كارناب، موضحًا أن النقد الشارح ينشأ من الحاجة إلى تأطير الخطاب النقدي ضمن لغة شارحة، قادرة على ضبطه منهجيًا، وتقييم أثره المعرفي والوجودي.
يؤكد الدكتور جابر عصفور أن فعل “نقد النقد” ضرورة معرفية وممارسة فلسفية تسعى لتطوير أدوات النقد وتوسيع آفاقه، خاصة في مواجهة المتغيرات الإبداعية التي قد تعجز بعض الخطابات التقليدية عن ملاحقتها.
اقرأ أيضاً: