إطلاق أكبر مشروع لجينوم الرياضيين في الشرق الأوسط مع تسليم عينات مبتكرة

شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي احتفالية تسليم جينوم الرياضيين ضمن المرحلة التنفيذية لمشروع الجينوم المصري، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والدكتور جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور محمد الجوهري مدير مركز البحوث الطبية والطب التجديدي.

إطلاق أكبر مشروع لجينوم الرياضيين في الشرق الأوسط مع تسليم عينات مبتكرة
إطلاق أكبر مشروع لجينوم الرياضيين في الشرق الأوسط مع تسليم عينات مبتكرة

أكد الدكتور خالد عبدالغفار الأهمية الكبيرة لمشروع الجينوم المصري في تعزيز التميز الرياضي، وأثره الإيجابي على الصحة العامة، مشيرًا إلى أن تحليل جينات أبناء الشعب المصري سيساعد في تطوير برامج صحية تساهم في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض.

وأشار الوزير إلى توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي تؤكد أن العلم هو أساس النهضة، وأن الإنسان هو محور التنمية، مؤكدًا دعم الدولة الكامل لهذا المشروع العلمي الوطني الذي يعكس إيمانًا راسخًا بأن إعداد الإنسان يبدأ من فهمه جينيًا وصحيًا وذهنيًا، وصولًا إلى إطلاق طاقاته.

وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار أن مشروع الجينوم الرياضي يعكس تكاملًا حقيقيًا بين مؤسسات الدولة، ويعتبر امتدادًا لمشروع الجينوم المصري، مؤكدًا أن وزارة الصحة والسكان تُسخر إمكانياتها لدعم البنية الجينية والصحية للرياضيين.

قال نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية إن مشروع الجينوم الرياضي ليس مجرد مبادرة لتحسين الأداء الرياضي، بل هو نقلة نوعية في التفكير الاستراتيجي للدولة المصرية، حيث يستند إلى العلم الحديث في بناء أبطال المستقبل، مشيرًا إلى استخدام أحدث تقنيات تحليل الحمض النووي لفهم القدرات الفسيولوجية لكل رياضي، ووضع برامج تدريبية وغذائية تتناسب تمامًا مع خصائصه الجينية الفريدة.

وفي كلمته، أوضح الدكتور أيمن عاشور اعتزاز وفخر الوزارة بهذا المشروع الذي يُعد الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، بتكلفة استثمارية تصل إلى 2 مليار جنيه، كما يمثل نقلة نوعية في تاريخ البحث العلمي والطب في مصر، ويعكس التزام الدولة المصرية بدعم البحث العلمي والابتكار كأحد ركائز رؤية مصر 2030، وقدم الوزير التحية للدكتور أشرف صبحي للإنجاز الذي يتم الاحتفال به اليوم بتسليم عينات جينوم الرياضيين.

أوضح الوزير أنه تم بدء العمل في المشروع منذ عام 2021 تحت إشراف وزارة التعليم العالي وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ضمن فريق عمل يضم 15 جامعة ومركز أبحاث ومنظمات غير حكومية، والجهة المنفذة هي مركز البحوث الطبية والطب التجديدي، مشيرًا إلى أن توجيهات القيادة السياسية ودعمها الكبير لهذا المشروع جعلت مصر على أعتاب مرحلة جديدة من الطب الدقيق والعلاج الجيني.

استعرض الدكتور أيمن عاشور التقدم المحرز في هذا المشروع العملاق، مشيرًا إلى أهدافه المتعددة، والتي تشمل إنشاء مركز الجينوم المصري ليكون الأول في إفريقيا، وتوفير خدمات الدراسات والتحاليل الجينية، ووضع محددات جينية تساعد في التشخيص المبكر للأمراض، وتطوير علاجات مخصصة للمواطنين بناءً على تركيبهم الجيني، واستكشاف الخريطة الجينية لقدماء المصريين.

وأشار الوزير إلى المحاور الرئيسية للمشروع، وهي الجينوم السكاني لوضع خريطة جينية للمصريين، والجينوم المرضي لدراسة الأمراض الشائعة والنادرة، وجينوم قدماء المصريين لفهم التكوين الجيني للحضارة المصرية القديمة، والجينوم الرياضي لتحليل العوامل الوراثية للرياضيين المتميزين.

كما أوضح الدكتور أيمن عاشور أبرز إنجازات المشروع حتى الآن، منوهًا إلى أنه تم عقد العديد من الاجتماعات لمتابعة الخطة التنفيذية، وتحديد الاحتياجات الفنية للبرنامج، وتوفير الأجهزة والمستلزمات اللازمة.

وأوضح النتائج المتوقعة للمشروع حيث يستهدف جمع وتحليل أكثر من 25,700 عينة جينية من مختلف أنحاء الجمهورية، وإنشاء البنية التحتية للحوسبة عالية الأداء لدعم تحليل البيانات الجينية، بجانب البدء في دراسة الجينوم الرياضي لاكتشاف المواهب الرياضية وراثيًا، وإنشاء قاعدة بيانات للرياضيين المصريين العالميين الحاليين والسابقين، بالإضافة إلى تعزيز مكانة مصر في الأبحاث الجينية الخاصة بالابتكار والإبداع.

يشمل الموقف الحالي للمشروع جمع 2833 عينة للجينوم السكاني، و1152 عينة للجينوم المرضي، و341 عينة لأمراض الكبد، و(111+24+70) عينة للجينوم الرياضي، من مختلف الأقاليم السبعة، مؤكدًا كذلك التطور في النشر الدولي في مجال الجينوم.

أعلن الوزير إطلاق مسار دراسة جينومات النوابغ والموهوبين للوصول إلى فهم العوامل الوراثية المرتبطة بالذكاء والإبداع، مما يسهم في تطوير مناهج تعليمية مخصصة لرعاية العقول المصرية الواعدة.

وأشار الوزير إلى قيمة مشروع الجينوم المصري في تمكيننا من إنشاء ركيزة جديدة لمشروع جينوم متخصص للطلاب الموهوبين والنوابغ، لفهم العوامل الجينية المرتبطة بالذكاء، والإبداع، والتفوق الأكاديمي، مما يساهم كذلك في تطوير برامج تعليمية تعزز قدراتهم العلمية والمهنية.

شرح الوزير الرؤية الكاملة للوزارة والآليات التي وضعتها لاكتشاف ودعم المبتكرين والنوابغ، وخلق بيئة تحث على الإبداع من خلال الجامعات ومراكز البحث والتطوير، ودعم المبدعين نحو التنمية.

نوه الدكتور عاشور إلى العديد من البرامج التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع الجامعات والجهات البحثية مثل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، ومنها مشروع (I Club) لاكتشاف ودعم المبتكرين في المرحلة قبل الجامعية، حيث شارك 628 طالبًا وطالبة من المرحلة الثانوية، و19 ناديًا للابتكار في مدارس المتفوقين، و200 طالب مبتكر تم تأهيلهم، و42 فريقًا طلابيًا بمرحلة الإرشاد والتوجيه، و4 ورش تدريبية للطلاب، بالإضافة إلى برنامج جامعة الطفل بمشاركة 39 ألف طفل.

أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن مشروع “NEXT GENE” يمثل نقلة نوعية في مسار تطوير الرياضة المصرية، من خلال دمج العلم الحديث في بناء أجيال رياضية تعتمد على التحليل الجيني والبيانات الدقيقة، مما يسهم في تقديم نموذج متكامل يربط بين الطب الرياضي والأداء البدني المتميز.

وأضاف وزير الشباب والرياضة أن المشروع يمكّن من تصميم برامج تدريب وتأهيل فردية لكل رياضي بناءً على تركيبته الجينية، مما يعزز الأداء، ويقلل معدلات الإصابات، ويوجه الناشئين إلى الرياضات الأنسب لقدراتهم الوراثية، وهو ما يعكس توجه الدولة نحو الاستثمار في الإنسان كأحد أهم محاور التنمية المستدامة.

وأشار الدكتور أشرف صبحي إلى أن إطلاق المشروع يعكس التزام الدولة بتطبيق منظومة رياضية علمية شاملة ترتكز على البحث والتطوير، بالتكامل مع القطاعات الصحية والتعليمية والبحثية، لتحقيق التفوق الرياضي محليًا ودوليًا، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، أن مشروع الجينوم القومي المصري يمثل نقلة حقيقية منذ انطلاقته، مثمنًا الدعم الكبير من القيادة السياسية للمشروع، الذي يعتبر طفرة علمية كبرى تُضاف إلى إنجازات مصر في مجال البحوث الطبية والوراثية، ويواكب التوجه العالمي لدراسة التركيبة الجينية، خاصة الجينات المرتبطة بالأمراض الخطيرة مثل السرطان.

كما أشاد الدكتور عوض تاج الدين بمشروع الجينوم الرياضي، واصفًا إياه بأنه إضافة كبيرة ستسهم في اكتشاف المواهب الرياضية وتطوير الأداء البدني من خلال تحليل البنية الجينية للرياضيين، مما يعزز فرص مصر في المنافسات الدولية.