تشهد الفترة الحالية تزايد مشاعر القلق والرهبة بين الطلاب، مما يؤثر سلباً على تركيزهم وقد يهدد بإضاعة الجهود التي بذلوها طوال العام الدراسي، مع اقتراب انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة، حيث لم يتبق على بدايتها سوى 20 يوماً.
مقال له علاقة: عجول هاربة في 2025.. لحظات طريفة لعجل يقتحم محل أحذية بالإسكندرية
في هذا السياق، أشار الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي، إلى مجموعة من الإرشادات النفسية والتربوية التي يمكن أن تساعد طلاب الثانوية العامة على تقليل مستويات القلق والتوتر، وتعزيز الشعور بالطمأنينة والثقة بالنفس خلال هذه الفترة الحساسة.
وأوضح “شوقي” أن أولى خطوات التغلب على الرهبة تبدأ بالتفكير الإيجابي والتفاؤل بأن الامتحانات ستكون مباشرة وخالية من التعقيدات، مشيراً إلى أن الثقة بالله والاطمئنان بأن الجهد المبذول لا يضيع أبداً، هو مفتاح النجاح والتفوق.
وأشار إلى أن الطالب يجب أن يتذكر أن عدد امتحانات هذا العام أقل من السنوات السابقة، حيث لا يتجاوز خمس مواد فقط، وهو ما يعد عاملاً مريحاً نسبياً مقارنة بمن سبقوهم، كما لفت إلى أهمية إدراك أن الطالب يحتاج لاجتياز مادتين أو ثلاث فقط لتحقيق النجاح الأساسي، بينما تمثل بقية المواد فرصة لرفع المجموع وتحقيق التفوق، مما ينبغي أن يقلل من حجم الضغط النفسي.
ممكن يعجبك: الصين تستثمر 580 مليون يوان لتعزيز استراتيجيات مواجهة الفيضانات
ودعا أستاذ علم النفس التربوي الطلاب إلى الابتعاد عن المحبطين وأصحاب الشائعات السلبية الذين يزعمون أن الامتحانات صعبة أو يدعون أنهم لا يذاكرون، لأن ذلك ينقل إليهم طاقة سلبية تؤثر على استعدادهم النفسي، مؤكداً أن ما يشعر به الطالب من توتر هو أمر طبيعي ومشترك بين جميع زملائه، بل إنه في كثير من الأحيان يكون محفزاً على المذاكرة والانتباه، موضحاً أن الطالب الذي يشعر بالخوف هو من بذل جهداً ويخشى ضياعه، بعكس من لم يجتهد.
ومن بين النصائح التي شدد عليها، ضرورة ممارسة الحديث الإيجابي مع النفس مثل تكرار عبارات “أنا قادر، أنا أستطيع”، لما لذلك من دور في دعم الثقة بالنفس، فضلاً عن استحضار التجارب السابقة التي اجتازها الطالب بنجاح رغم ما صاحبها من ضغوط مماثلة.
وأضاف شوقي أنه على الطلاب أن يتذكروا أنهم قاموا بمراجعة أغلب أجزاء المنهج مرات عدة، وأن كثيراً من أسئلة الامتحانات قد تأتي من تلك الأجزاء، مؤكداً أن هذا من شأنه تقليل شعور الخوف، كما نصح بضرورة تغيير الأجواء من حين لآخر، مثل الخروج للتنزه لفترة قصيرة لكسر حدة الضغط النفسي، والعودة بعدها للمذاكرة بطاقة متجددة.
واختتم الدكتور تامر شوقي تصريحاته بتشجيع الطلاب على تخيل لحظة الإعلان عن النتيجة والنجاح والتفوق، التي لن تتأخر سوى شهر ونصف من الآن، مؤكداً أن ذلك يعزز الدافع الذاتي ويجعل الهدف أقرب إلى التحقق.