“بوتين أُصيب بالجنون تمامًا! ويقتل الكثير من الناس دون داعٍ”، بهذه العبارات القاسية، شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا عنيفًا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد الهجوم الأخير الذي شنته موسكو على العاصمة الأوكرانية كييف.

مقال له علاقة: ارتفاع عدد ضحايا انهيار محجر في إندونيسيا إلى 17 شخصًا مع استمرار عمليات الإنقاذ
وأشار ترامب، في منشور على منصة “تروث سوشيال” التي يمتلكها، إلى أنه “غير سعيد” بتحدي بوتين للجهود الرامية إلى تأمين وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وصف ترامب الهجوم الروسي الأخير بأنه أكبر هجوم جوي منذ بداية النزاع، حيث أطلقت موسكو 355 مسيرة و9 صواريخ كروز على عشرات المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف، وقد أسفر الهجوم عن مقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات.
وفي حديثه للصحفيين، قال ترامب يوم الأحد: “لا أعرف ماذا حدث لبوتين، أعرفه منذ زمن طويل، ودائمًا ما كنت على وفاق معه، لكنه يُطلق الصواريخ على المدن ويقتل الناس، وهذا لا يُعجبني إطلاقًا”، وعندما سُئل عما إذا كان سيفكر في فرض مزيد من العقوبات على روسيا، أجاب: “بالتأكيد”
تُظهر هذه التصريحات أن الرئيس الأمريكي قد نفد صبره من استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي بدأت في فبراير 2022، وهذه هي المرة السادسة التي يعبر فيها ترامب، الذي يزعم أنه يتمتع بعلاقة قوية مع بوتين، عن نفاد صبره أو انزعاجه من الرئيس الروسي.
في مارس الماضي، أعرب ترامب عن “غضبه” من بوتين لرفضه الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، ثم طالب في أبريل بـ”إيقاف فلاديمير”، بعد أن أسفرت ضربة صاروخية روسية على كييف عن مقتل 12 شخصًا، وفق شبكة “سي إن إن”.
“ربما لا يريد حقًا وقف الحرب، ويستغلني فقط”، هذا ما قاله ترامب، وكانت انتقاداته مصحوبة بتعبيرات عن خيبة الأمل وتهديدات بفرض عقوبات جديدة على روسيا، مثل فرض رسوم جمركية ثانوية على كل النفط القادم منها، أو “عقوبات إضافية” غير محددة.
منذ توليه الولاية الثانية، سعى ترامب إلى التقارب مع بوتين، معتمدًا لهجة تصالحية، إذ وصفه الأسبوع الماضي بعد مكالمة هاتفية جرت بينهما بأنه “جنتلمان لطيف المعشر”، قائلًا خلال حفل رسمي: “أجريت محادثة قصيرة مع رجل لطيف يُدعى بوتين… كانت جيدة وحققنا بعض التقدم”، لكن هذا التقارب لم يدم طويلًا بسبب تصعيد الهجمات الروسية على أوكرانيا
موقف الكرملين.
علقت الرئاسة الروسية “الكرملين” على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصف فيها نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالجنون، حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “الرئيس الأمريكي تظهر عليه علامات انفعالات عاطفية زائدة”.
وبرر بيسكوف الهجمات المكثفة الأخيرة التي شنها الدفاع الروسية على مدن أوكرانيا، بما فيها العاصمة كييف، قائلًا إنها ردًّا على الهجمات الأوكرانية على “البنية التحتية الاجتماعية” في روسيا.
بدوره، أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجمات الروسية على بلاده، حيث قال يوم الأحد الماضي إنه ليس هناك “معنى عسكري” للهجمات الجوية الروسية، بل كانت “خيارًا سياسيًا واضحًا من قِبل بوتين، خيارًا من جانب روسيا لمواصلة الحرب وتدمير الأرواح”.
جراء الهجوم الروسي، قامت ألمانيا وحلفاء آخرون لأوكرانيا برفع القيود على إطلاق كييف صواريخ بعيدة المدى على موسكو لأول مرة، وفق ما ذكرته السياسية الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الاثنين، وأوردته شبكة “سي إن إن”.
يمثل هذا تغييرًا كبيرًا في نهج الحلفاء الرئيسيين، الذين قاوموا حتى الآن طلبات أوكرانيا باستخدام الأسلحة التي يوفرها الغرب في عمق روسيا.
وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرز، خلال منتدى أوروبي عُقد في برلين، أن القيود المفروضة على نوعية الأسلحة المقدّمة إلى أوكرانيا “لم تعد قائمة”، موضحًا: “لا توجد قيود من قِبل البريطانيين، ولا الفرنسيين، ولا نحن، ولا حتى من الأمريكيين”
مقال له علاقة: تساؤلات حول لغة امتحان الجيولوجيا بعد دمجها في منهج البيولوجيا
يشير تصريح ميرز إلى أن أوكرانيا بات بإمكانها الآن الدفاع عن نفسها من خلال استهداف مواقع عسكرية داخل الأراضي الروسية.
في المقابل، أعرب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن رفض موسكو لهذا التوجه، واصفًا إعلان ميرز بأنه “ينطوي على درجة عالية من الخطورة”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس”.
واعتبر بيسكوف أن اتخاذ مثل هذه الخطوات يتعارض تمامًا مع تطلعاتنا إلى تسوية سياسية، ويقوّض الجهود المبذولة لتحقيق حل دبلوماسي.