شهدت أسعار تصدير البرتقال المصري هذا الموسم ارتفاعات قياسية، حيث تراوحت أسعار الطن بين 800 و1000 دولار في عدة أسواق، ويعود ذلك إلى استمرار الطلب الدولي رغم اقتراب نهاية الموسم، مع وجود نقص ملحوظ في الكميات المتاحة للتصدير محليًا، وفقًا لما ذكره رئيس شركة السادات أجرو فروت، هيثم السعدني، في حديثه مع “العربية Business”.

مواضيع مشابهة: ارتفاع أسعار الذهب في المساء اليوم الاثنين 26 مايو 2025
وأشار السعدني إلى أن أسعار تصدير البرتقال شهدت قفزات كبيرة هذا العام، حيث ارتفعت أسعار المحصول محليًا إلى مستويات غير مسبوقة، إذ وصل سعر البرتقال المصري إلى حوالي 20 جنيها للكيلوجرام من المزرعة، مقارنة بـ3.5 جنيها في الموسم الماضي، مما يعني زيادة قدرها 4.7 مرة.
يبدأ موسم تصدير البرتقال في ديسمبر من كل عام وينتهي في يونيو من العام التالي له.
لماذا ارتفعت أسعار البرتقال؟
أرجع رئيس لجنة الموالح بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، محمد خليل، ارتفاع أسعار البرتقال في مصر إلى زيادة الطلب المحلي من قطاع تصنيع العصائر، حيث تم التوسع في إقامة منشآت تصنيع جديدة مؤخرًا، كما أوضح أن أسعار العصائر عالميًا شهدت ارتفاعًا كبيرًا، مما يعكس أن مصر، كونها واحدة من أكبر المصدرين عالميًا، ستستفيد من العوائد الأفضل بالعملة الصعبة.
قفزت أسعار عصائر البرتقال عالميًا بنحو ثلاثة أمثال خلال العامين الماضيين، لتتجاوز 5 دولارات للرطل بنهاية العام الماضي، وذلك بسبب نقص المعروض من البرازيل، قبل أن تنخفض بنحو 50% مرة أخرى هذا العام، وفقًا لبيانات موقع تريدنج إيكونوميكس.
تُعتبر البرازيل أكبر منتج للبرتقال وعصائره في العالم، حيث تنتج حوالي 13 مليون طن، وتتحكم في 75% من تجارة العصائر عالميًا، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأميركية.
توقع خليل أن تنخفض صادرات البرتقال هذا العام بنحو 10% نتيجة ارتفاع الطلب المحلي، لكن عائدات التصدير لن تتأثر، بل قد ترتفع مع نهاية الموسم، خاصة مع الارتفاع الكبير في أسعار التصدير خلال الأسابيع الأخيرة.
تحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا في تصدير البرتقال طازجًا منذ عام 2019 تقريبًا، حيث بلغت صادرات العام الماضي نحو 2.4 مليون طن، ما يعد مستوى قياسيًا بإجمالي إيرادات تجاوزت 1.1 مليار دولار، وفقًا لبيانات المجلس التصديري للحاصلات الزراعية.
مواضيع مشابهة: وزير البترول يطلق محطة “طاقة غاز” الجديدة لتغذية مدينة الخارجة في الوادي الجديد
تشير بيانات الأسعار التي حصلت عليها “العربية Business” من شركات التصدير إلى أن أسعار تصدير البرتقال بدأت في الارتفاع بشكل قوي منذ منتصف أبريل الماضي، حيث ارتفعت حاليًا إلى ما يتراوح بين 800-900 دولار للطن، بينما تصل في بعض الأسواق إلى 1000 دولار.
قال العضو المنتدب لشركة الكريم للحاصلات الزراعية، كريم الشوربجي، إن مصانع العصير حاليًا تحصل على الكيلوغرام من البرتقال محليًا بسعر يتراوح بين 25-27 جنيها، مما يعني أن الحصول على الكميات المناسبة للتصدير وبالجودة المناسبة قد يصل السعر إلى 30 جنيها للكيلو، وبعد إضافة تكاليف التعبئة والفرز ونقل الشحن المحلي والدولي، يمكن أن يصل سعر الطن إلى 1000 دولار، مقارنة بأسعار تراوحت بين 450-500 دولار في الموسم الماضي، حسبما أفادت “العربية”.
أوضح الشوربجي أن التوجه الحالي هو التصنيع بدلاً من التصدير الطازج، حيث تدرس شركة الكريم للحاصلات الزراعية الاستثمار في مصنع عصير، مشيرًا إلى إمكانية تأجير إحدى المنشآت القائمة أو الدخول في شراكة مع مصنع قائم لتحقيق مكاسب أعلى من الصناعة ومواكبة التحديثات الجديدة للأسواق.
رغم ارتفاع سعر تصدير البرتقال المصري إلى المستويات الحالية، إلا أنه لا يزال أقل من أسعار تصدير البرتقال من الدول المنافسة، حيث يصل الفارق إلى نحو النصف، وأبرزها إسبانيا.