قال الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن حديث المرأة التي قالت للنبي الكريم: “يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟”، وأجابها النبي: “نعم”، يحمل دلالات عميقة في البلاغة، والفقه، والأدب، وأصول الاستنباط

شوف كمان: تفاصيل جديدة حول تطوير المنطقة بين مطار سفنكس الدولي وهرم سقارة في الجيزة
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال برنامج “أعرف نبيك” المذاع على قناة الناس اليوم الجمعة، أن هذه المرأة قدمت مثالاً رائعًا في الإيجاز والبلاغة، إذ جمعت المعنى في عبارات قصيرة وواضحة.
وأشار إلى أن كلماتها كانت معدودة لكنها حملت معانٍ دقيقة مثل: ‘فريضة’، ‘أبي شيخًا’، ‘لا يثبت على الراحلة’، ‘أفأحج عنه؟’، مما يعكس فصاحة العرب ووعيهم بمقام النبوة وضرورة عدم الإطالة في الخطاب
وأضاف: من الأدب مع النبي أنها لم تُطل في السؤال، بل أوجزت وأنجزت، وهذا يدل على فقه المرأة وأدبها مع رسول الله ﷺ، كما أن النبي أجابها بكلمة واحدة: ‘نعم’، وهذا يعتبر غاية في البلاغة والوضوح
وأشار إلى أن هذا الحديث يُعتبر أصلاً في جواز الإنابة في الحج، وأن الأئمة الأربعة تناولوه بتفسيرات مختلفة، موضحًا أن المالكية قالوا إن الإنابة لا تجوز في الفريضة لمن لم تتحقق فيه الاستطاعة، لأن والدها في الحديث لم يكن قادرًا بدنيًا، وبالتالي لا تجب عليه الحجة أصلاً، فتكون النيابة عنه في حج نافلة.
شوف كمان: مارينا ميلاد تفوز بجائزة سمير قصير بفضل تحقيقها عن وصم “نساء سوريات” وسط 157 عملًا متميزًا
أما الشافعية والأحناف والحنابلة، فقد فهموا من الحديث أن الإنابة جائزة في الحج الفرض والنافلة على السواء، بدليل أن النبي ﷺ لم ينكر على المرأة قولها ‘فريضة’ بل أقرها، وقال لها: ‘نعم’، مما يدل على قبول الحج عنها كفريضة، لا كنافلة فقط
وأوضح أن المالكية استندوا إلى قاعدة فقهية تقول إن العبادات البدنية المحضة لا تقبل النيابة، مثل الصلاة والصوم، في حين أن الزكاة – باعتبارها عبادة مالية – يجوز فيها التوكيل، وأكد أن الحج عبادة مركبة: بدنية ومالية، فمن نظر إلى تغليب البدن قال بعدم جواز الإنابة، ومن نظر إلى اجتماع الجانبين أجازها بشروط
ممكن يعجبك: إجراء الفحوصات الطبية لـ 117 ألف مواطن للحصول على كارت الخدمات المتكاملة لتعزيز الصحة العامة