مليونا فلسطيني في غزة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة وفقاً لخبير سياسي

أكد “البرغوثي” خلال مداخلة تليفزيونية أن المركز افتتح في أواخر مايو 2025 في منطقة رفح جنوب قطاع غزة بمبادرة يقودها ياسر أبو شباب، وهو شخصية عشائرية معروفة، حيث يُقدم المركز خدمات إغاثية عاجلة تشمل توزيع الأغذية الجافة، الماء النظيف، الرعاية الطبية الأولية، والخيام المؤقتة للعائلات التي فقدت منازلها في القصف.

مليونا فلسطيني في غزة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة وفقاً لخبير سياسي
مليونا فلسطيني في غزة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة وفقاً لخبير سياسي

وأشار إلى أن اللافت في هذه المبادرة ليس فقط حجم المساعدات، بل تنظيمها وتوسّعها بوتيرة متسارعة، إضافة إلى كونها متاحة لكل من يحتاج دون شرط الولاء السياسي أو الانتماء التنظيمي.

وأضاف أن استجابة سكان غزة لهذه المبادرة جاءت نتيجة الوضع الإنساني الكارثي الذي بلغ مستويات مروعة، حيث توقفت معظم المستشفيات عن العمل، والعيادات الميدانية قليلة أو بلا معدات، بالإضافة إلى إغلاق المخابز بسبب نقص الطحين، واستخدام المياه المالحة غالبية الوقت، والنزوح الداخلي الذي طال مئات الآلاف الذين يبيتون في العراء، وتدمير المدارس.

وأكد أن مركز أبو شباب أصبح بالنسبة للكثيرين المتنفس الوحيد في ظل العيشة غير الإنسانية، مشيرًا إلى أن عشرات العائلات تزور المركز يوميًا ليس فقط للحصول على المواد الأساسية، بل أيضًا لشعورهم بأن هناك من يهتم بهم في وقت تخلّى فيه الجميع.

وأوضح أن المركز لا يُدار من قبل فصيل أو حكومة، مما أكسبه مصداقية فورية، بالإضافة إلى أن إدارته تتم من قبل متطوعين محليين وأبناء المنطقة، مما سهّل عمليات التوزيع، حيث يصر القائمون على المركز على أن يحصل كل شخص على ما يحتاجه دون إذلال أو انتظار طويل، وهو أمر نادر في بيئة النزاع.

وتابع قائلاً: ربما للمرة الأولى منذ سنوات، يشعر بعض السكان بأن هناك فرصة لرؤية خيارات أخرى في إدارة الشأن العام بعيدًا عن الاحتكار السياسي، وقد شكّلت هذه التجربة لدى البعض قناعة بأن بدائل جديدة قد تكون ممكنة، وأن تقديم الخدمات لا يجب أن يكون حكرًا على جهة واحدة، وهذا الشعور المتصاعد قد يكون مؤشرًا على تغيّر بطيء في وعي السكان تجاه شكل السلطة والمساءلة

ونوه المحلل السياسي إلى أنه رغم الإشادة الشعبية، فإن وجود المركز لا يخلو من الجدل، فبعض الأصوات تخشى من استخدامه لاحقًا في سياقات سياسية، خاصة مع التقارير التي تتحدث عن تعاون غير مباشر مع أطراف دولية، كما أن غياب التنسيق مع المؤسسات الرسمية قد يثير حساسية أو توترًا سياسيًا على الأرض، ومن ناحية أخرى لا يزال الأمن المحيط بالمركز هشًّا، خصوصًا مع تنامي حالات النهب أو التدافع في مراكز الإغاثة الأخرى، مما يستدعي إجراءات أكثر صرامة لحماية المتطوعين والمستفيدين على حد سواء.

ورغم حداثة التجربة، فإن مركز أبو شباب الإنساني يُثبت أن الحلول “المنخفضة الكلفة والعالية الإنسانية” قادرة على تغيير المشهد مؤقتًا، في وقت يزداد فيه التسييس والتجاذب حول المساعدات، وقد برزت هذه المبادرة تحت عنوان: “يمكن إنقاذ الأرواح بدون حسابات”

وأكد أن الأمل يبقى معقودًا على أن تحفز هذه المبادرة قوى أخرى، محلية أو دولية، لتقديم مساعدات ذات طابع إنساني خالص، تكون قائمة على الكرامة والشفافية والحياد، مشيرًا إلى أن غزة لا تحتاج فقط إلى الطعام، بل لمزيد من الأمل.