وزيرة البيئة تطلق حملة “قللها” للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية وتعزيز الاستدامة البيئية

تصوير- هاني رجب:

وزيرة البيئة تطلق حملة “قللها” للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية وتعزيز الاستدامة البيئية
وزيرة البيئة تطلق حملة “قللها” للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية وتعزيز الاستدامة البيئية

أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزير البيئة، عن إطلاق الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام تحت عنوان “قلّلها”، وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم البيئة العالمي 2025، حيث جاء هذا الحدث بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) تحت شعار “التغلب على التلوث البلاستيكي”.

وفي كلمتها، قدمت الدكتورة ياسمين فؤاد شكرها لرئيس الجمهورية على دعمه المستمر وثقته بها في ملف البيئة، مشيدةً بالطفرة الكبيرة التي شهدها هذا الملف على المستويات الدولية والأفريقية والوطنية، وهذا نتيجة إيمان الرئيس بأهمية الحفاظ على البيئة للأجيال الحالية والقادمة، حيث اعتمد الاستراتيجية الوطنية للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، مما شكل خطوة مهمة في مواجهة التلوث البلاستيكي.

واستعرضت الوزيرة مسيرة ملف البلاستيك خلال السنوات الماضية، بدءًا من إطلاق الاستراتيجية الوطنية للحد من الأكياس البلاستيكية، وتحديد المواصفات المطلوبة، مع التركيز على تحقيق الانتقال الأخضر العادل، نظرًا لوجود عدد كبير من المصنعي والمستهلكين لهذه الأكياس.

وأكدت الوزيرة على أهمية تقليل استخدام البلاستيك، حيث يعد مادة خام مهمة، مشيرةً إلى خطوات وزارة البيئة الثابتة نحو التوافق مع قطاع الصناعة، مع الاستمرار في اتخاذ خطوات جادة في هذا الملف، خاصةً مع اقتراب التوصل إلى اتفاق دولي ملزم للحد من التلوث البلاستيكي، كما أن بعض الدول، مثل كينيا ورواندا، منعت استخدام البلاستيك تمامًا، بينما فرضت دول الاتحاد الأوروبي غرامات على استخدامه.

وتحدثت الوزيرة عن فوائد تقليل إنتاج الأكياس البلاستيكية، ومنها تقليل فاتورة استيراد المواد الخام، مما يعود بالنفع على المُصنع من خلال التوافق مع البيئة وإنتاج أكياس صديقة للبيئة، كما سيفيد المستهلك في استخدام الكيس أكثر من مرة، مما يقلل التكلفة ويخفض معدل الإنتاج.

وأشارت الوزيرة إلى الأضرار الكبيرة التي تسبب بها استخدام البلاستيك على الكائنات الحية، وتأثيره على الكائنات البحرية، مستعرضةً قصة تأثيره على الماعز في منطقة قلعان، حيث وُجدت نسبة كبيرة منه في معدته، مما دفع الوزارة للتوجه نحو إنتاج أكياس صديقة للبيئة وتقليل استهلاك الأكياس البلاستيكية بشكل عام لحماية البيئة والكائنات الحية.

وأوضحت ياسمين فؤاد أن التحول نحو استخدام الأكياس صديقة للبيئة يتطلب وضع مجموعة من الضوابط مع قطاع الصناعة، بالإضافة إلى استخدام تكنولوجيات حديثة ودورات تدريب للعاملين في هذا المجال، مما يعزز الاستثمار الأخضر، خاصةً مع تضمن قانون الاستثمار الجديد حوافز لعدد من المجالات، ومنها الاستثمار الخاص باستخدام بدائل البلاستيك، كجزء من سياسة الدولة لخلق مناخ داعم لتحقيق العدالة والتنمية.

وفي ختام كلمتها، أثنت وزيرة البيئة على جهود شركاء التنمية، مثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وسفارة اليابان، والبنك الدولي، مشيدةً بالتعاون المثمر مع وحدة البلاستيك بوزارة البيئة، والإعلاميين، وأعضاء مجلس النواب، والجمعيات الأهلية، الذين ساعدوا الحكومة والشركاء في الوصول إلى الفئات المستهدفة، مؤكدةً على التناغم بين الأطراف المشاركة في هذه المنظومة لتحقيق التنمية المستدامة.

كما أعربت عن شكرها لرئيس مجلس الوزراء على تعاونه ودعمه المستمر لهذا الملف، وقدمت شكرها لفريق عمل الوزارة والجهات المعنية بالدولة وشركاء التنمية على تعاونهم خلال السنوات الماضية، مؤكدةً أنها ستسعى خلال منصبها الجديد كأمينة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر لتسليط الضوء على الاحتياجات الأفريقية.

من جانبه، أعرب سفير اليابان في القاهرة عن امتنانه لجميع شركاء حملة “قللها”، مشيدًا بجهودهم في إطلاق هذه الحملة، مشيرًا إلى أن اليابان تتعاون مع وزارة البيئة لتقليل مخلفات البلاستيك، خاصةً أحادية الاستخدام، وذلك استنادًا إلى الاتفاقية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ 6 سنوات خلال قمة عام 2019، بهدف الوصول إلى اقتصاد أخضر صديق للبيئة في مصر.

وأشار السفير إلى أن مكونات الحملة تهدف إلى رفع القدرات وتقديم الدعم الفني للشركات الصغيرة والمتوسطة، ورفع الوعي لدى المواطنين للحد من الاستخدام المفرط للبلاستيك، متمنيًا أن تكون مصر مركزًا للتميز والاستدامة البيئية في القارة الأفريقية، وأن تكون حملة “قللها” نموذجًا للمجتمعات المستدامة.

كما أعرب الدكتور باتريك جيلابير، الممثل الإقليمي لمنظمة اليونيدو في مصر، عن سعادته بالمشاركة في إطلاق حملة “قللها”، وهنأ الدكتورة ياسمين فؤاد على منصبها الجديد، مؤكدًا أهمية الحملة في التوعية بضرورة الحد من الاستخدام المفرط للأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، من خلال مشروع مشترك مع وزارة البيئة بتمويل من دولة اليابان، مشيرًا إلى أن الحملة تسهم في تقليل الاستخدام المفرط للبلاستيك وزيادة الوعي بأضراره.

وأضاف أن اليونيدو تدعم الحكومة المصرية من خلال 23 مشروعًا لتعزيز الاستدامة البيئية، بما يعادل 3.5 مليار دولار، مع وجود مشاريع مستقبلية قادمة تقدر بحوالي 4.6 مليار دولار، لتحقيق رؤية مصر 2030، مؤكدًا التزام اليونيدو بالعمل مع الحكومة المصرية من أجل الاستدامة البيئية.

خلال حفل الإطلاق، تم عرض أفلام قصيرة عن أضرار الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، والهدف من حملة “قللها”، كما تم تنفيذ جلسة نقاشية حول تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري والإجراءات التنظيمية في سلسلة قيمة البلاستيك.

يأتي إطلاق حملة “قللها” في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحد من استخدام المنتجات البلاستيكية الضارة، ضمن جهود الدولة لحماية البيئة وصحة المواطنين، كما تأتي في إطار مشروع “تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري في سلسلة القيمة البلاستيكية أحادية الاستخدام”، بدعم من الحكومة اليابانية وتنفيذ منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

تتجلى أهمية حملة “قللها” في الحد من استخدام الأكياس أحادية الاستخدام، مما يسهم في تقليل التلوث الناتج عن المخلفات البلاستيكية، عبر استخدام بدائل قابلة لإعادة الاستخدام، مما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، ويساعد في الحفاظ على البيئة وصحة الإنسان، كما يفتح المجال أمام نمو الصناعات الخضراء وخلق فرص عمل جديدة في مجالات إعادة التدوير وإنتاج البدائل، مما يعزز الاقتصاد ويقلل الاعتماد على المنتجات المستوردة.