تقاليد عيد الأضحى في السويس.. اكتشف أسرار تربية الأضاحي والمقلقل

السويس- حسام الدين أحمد:

تقاليد عيد الأضحى في السويس.. اكتشف أسرار تربية الأضاحي والمقلقل
تقاليد عيد الأضحى في السويس.. اكتشف أسرار تربية الأضاحي والمقلقل

تتميز التركيبة السكانية في محافظة السويس بتنوع فريد، حيث أُطلق عليها اسم بلد الغريب ليس فقط مجازًا، بل بسبب تدفق الوافدين من مختلف المحافظات، وقد أثّر هذا التنوع على عادات أهلها في الاحتفالات واستقبال الأعياد، وخاصة عيد الأضحى الذي يجمع بين الفرحة والطعام الشهي.

يتبع العربان في السويس نهجًا متميزًا في عاداتهم وطرق إعداد اللحوم خلال عيد الأضحى، على الرغم من اندماجهم في مجتمع المدينة، إلا أنهم حافظوا على تراثهم الثقافي، وينتشر العربان على الشريط الساحلي المتاخم لخليج السويس، بالقرب من الوديان المنحدرة من جبل عتاقة والجلالة، بالإضافة إلى بعض المناطق في حي الجناين.

يقول محمد سليمان، أحد شباب قبيلة العمارين، إن أبناء القبيلة رغم التحضر وتحديث منازلهم، إلا أنهم لا يزالون متمسكين بعاداتهم في العيد، سواء في اختيار الأضحية أو طريقة تجهيزها.

وأوضح محمد سليمان أن العربان يشترون الخراف والماعز في بداية شهر رجب، حيث لا يزيد عمر الضأن عن 4 شهور، والماعز عن 8 شهور، نظرًا لأن الخراف تكون جاهزة بعد 6 شهور، والماعز بعد سنة، ويتم تغذيتها لمدة 130 يومًا على القمح والفول، مع تجنب الذرة للحفاظ على دهونها خفيفة، مما يضمن سلامة المطعم وصحته.

وأشار إلى أن العربان يفضلون لحم الأغنام، خاصة الضأن، على الأبقار والجاموس، حيث يقوم البدوي بنحر الأضحية بنفسه دون الاستعانة بجزار، كما أن الأضحية تُفصل بطريقة معينة باستخدام السكين من عند مفاصل الأطراف وسلسلة الظهر، دون كسر العظام بالساطور.

يقول الشيخ محمد خضير، شيخ قبيلة العمارين، “بعد تقسيم الأضحية، تعد السيدة البدوية طبق المقلقل”، وهو مكون من الكبد والطحال والقلب وقطعة من “لية” الخروف، تُقطع إلى أجزاء صغيرة وتُطهى بالبصل، وتؤكل مع خبز الفراشيح، وهو خبز طري ورقيق تُعدّه ربة المنزل صباح يوم العيد، ويعتبر المقلقل وجبة الإفطار الرئيسية.

بعد الإفطار، يتبادل العربان الزيارات في “المقعد”، الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف، حيث يتناولون الشاي الأخضر المغلي الذي يُعد على الفحم ويقدم في أكواب صغيرة.

على الرغم من أن لحم الرقبة يعد من أكثر القطع طراوة، إلا أن تقديم رقبة الخروف أو الماعز للضيف يعد أمرًا غير مقبول، ويُعتبر إهانة، حيث يُلام صاحب البيت على ذلك.

يوضح شيخ قبيلة العمارين أن الرقبة تُفصل بالسكين من عند الكتفين، وتُقدم لأهل الدار، ولا تُقدم للضيف، لأن ذلك يُعتبر من المحرمات، ويعكس عدم احترام للضيف، حيث يُعتبر وضع الرقبة أمامه إهانة له، وكأن صاحب المنزل يقلل من شأنه.

ويضيف أن تقديم الرقبة للضيف يُظهر عدم الاحترام، بينما تُقدم للسيدات في المنزل، وفي حال تقديمها للضيف، قد يتعرض صاحب المنزل لمساءلة عرفية، تُعقد لها جلسة تحكم عليه بغرامة.