القاهرة- نبأ العرب:

مواضيع مشابهة: القبض على 4 آلاف متعاون مع قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بالسودان
أفاد تقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية بأن إيران بدأت مؤخرًا في اتخاذ خطوات واسعة لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية، في إطار استعداداتها لاحتمال تعرضها لهجمات عسكرية من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، في حال فشلت مفاوضاتها النووية الجارية مع واشنطن.
وبحسب التقرير، فإن عددًا من منظومات الدفاع الجوي الحديثة التابعة لإيران، بما في ذلك صواريخ أرض-جو ومنظومات الرادار المتقدمة، تعرضت لأضرار جزئية أو دُمرت كليًا جراء هجمات جوية إسرائيلية نُفذت في شهري أكتوبر وأبريل من العام الماضي، وتشمل هذه المنظومات، على وجه الخصوص، نظام الدفاع الجوي الروسي الصنع “إس-300” بعيد المدى.
إلى جانب استهداف إسرائيل المباشر لحلفاء إيران في المنطقة، يرى مراقبون أن طهران اليوم في واحدة من أكثر مراحل ضعفها الدفاعي، خاصة على صعيد الحماية الجوية، منذ عقود طويلة، ومع ذلك، يوضح خبراء تحدثوا للصحيفة أن جزءًا كبيرًا من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية لا يزال سليمًا، أو أنه تم ترميمه وإعادة تشغيله خلال الأشهر الأخيرة.
كما أظهرت تقييمات استخباراتية غربية، بالإضافة إلى صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، وأكدها محللون عسكريون مستقلون، أن إيران قامت مؤخرًا بإعادة نشر العديد من منصات إطلاق صواريخ أرض-جو، وبينها أنظمة “إس-300″، قرب منشآت نووية استراتيجية في البلاد مثل موقعي نطنز وفوردو.
وتعزز هذه التحركات القناعة بأن إيران تسعى لحماية مواقعها النووية ضد أي هجوم مفاجئ، ويدعم هذا التوجه كذلك قيام السلطات الإيرانية بعرض بعض هذه المعدات الدفاعية علنًا، خلال عروض عسكرية أقيمت في العاصمة طهران الشهر الماضي، في رسالة رمزية عن الجاهزية العسكرية.
وفي شهر فبراير، تم عرض وحدة من منظومة “إس-300” وهي تطلق صاروخ أرض-جو خلال مناورة عسكرية، لكن المفارقة كانت في استخدام رادار جديد من تصميم محلي، ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على تعطل الرادار الأصلي للنظام الروسي.
نيكول غرايفسكي، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط لدى مؤسسة كارنيغي للسلام في واشنطن، علقت على ذلك بقولها: “إيران تسعى بوضوح إلى دحض التصور القائل إن دفاعاتها الجوية المتقدمة قد تم تدميرها بالكامل”، وأضافت أن هذا الظهور العلني لأنظمة الدفاع الجوي جزء من استراتيجية نفسية وسياسية موجهة للخارج
من جهته، صرح رئيس أركان الجيش الإيراني، الجنرال محمد باقري، قبل أيام، بأن قواته في “حالة تأهب متقدمة” لأي احتمال لوقوع هجوم على البلاد، وأكد أن قدرات الدفاع الجوي الإيراني شهدت “تحسنًا كبيرًا وملحوظًا”، مشيرًا إلى مضاعفة الاستثمارات العسكرية وتطوير أنظمة التسليح.
وقال باقري: “على أعداء إيران أن يدركوا جيدًا أن أي انتهاك للمجال الجوي الإيراني سيُقابل برد قاسٍ ومؤلم، وسيلحق بهم أضرارًا جسيمة”، في تلميح مباشر إلى إسرائيل والولايات المتحدة
ورغم استمرار المفاوضات مع إدارة واشنطن حول مستقبل برنامجها النووي، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي خلال ولايته الأولى، كان قد كرر تهديداته بشن هجوم على إيران في حال انهيار المحادثات.
وتطالب الولايات المتحدة إيران بالتوقف الكامل عن تخصيب اليورانيوم، وهو ما تعتبره شرطًا أساسيًا لمنعها من امتلاك أي قدرة نووية عسكرية مستقبلًا، في حين تصر طهران على مواصلة التخصيب لأغراض مدنية، وفقًا لما تسمح به الاتفاقيات الدولية.
وفي خطوة عسكرية ذات دلالة، قامت واشنطن في أبريل الماضي بنشر ست قاذفات استراتيجية من طراز “بي-2″، في قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، في أكبر عملية نشر لهذه الطائرات في التاريخ، ما اعتُبر بمثابة تحضير لشن ضربات محتملة ضد أهداف إيرانية.
شوف كمان: 9 مصابين في انقلاب سيارة تمناية على طريق طناح بالدقهلية بالأسماء والتفاصيل
تزامنًا مع ذلك، تضغط الحكومة الإسرائيلية حاليًا على الولايات المتحدة لدعم توجيه ضربات عسكرية مباشرة ضد إيران، وأشار عدد من المحللين إلى أن إسرائيل قد تقدم على تنفيذ هذه الضربات من دون تنسيق مسبق مع واشنطن، خاصة في حال شعرت بأن ترامب على وشك توقيع اتفاق نووي جديد مع طهران، تعتبره تل أبيب تهديدًا وجوديًا.
وكانت الضربات التي شنتها إسرائيل العام الماضي، قد استهدفت مجموعة من مواقع الرادارات ومنصات الدفاع الجوي الإيرانية باستخدام صواريخ باليستية، لكن فعالية هذه الهجمات لا تزال محل جدل واسع بين الخبراء العسكريين.
ويشير مراقبون إلى أن ما يجري اليوم يعكس سباقًا بين التصعيد العسكري المحتمل والرهان الدبلوماسي، إذ تسعى إيران لتعزيز موقفها الدفاعي، بينما تظل خيارات الردع والهجوم مفتوحة أمام الأطراف المقابلة.