تعيش غزة أوضاعًا إنسانية كارثية، ومع تصاعد الانتقادات الدولية حول تسييس المساعدات، أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية” عن تعيين القس الإنجيلي الأمريكي جوني مور رئيسًا جديدًا لها، وهو القرار الذي جاء بعد استقالة المدير التنفيذي السابق جيك وود، الذي أعرب عن مخاوفه من عدم حيادية المنظمة، حيث قال في بيان استقالته: “لم يعد بالإمكان تنفيذ خطة المنظمة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية التي لن أتنازل عنها”.
مقال مقترح: توقعات حالة الطقس ودرجات الحرارة ليوم الاثنين 26 مايو 2025
من هو جوني مور؟
مور هو عضو في لجنة الولايات المتحدة للحرية الدينية الدولية ومؤسس شركة الاستشارات المتخصصة “كايروس”، وقد تم تعيينه رئيسًا للمؤسسة بعد الهجمات التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 27 شخصًا وإصابة أكثر من 150 آخرين أثناء محاولتهم الوصول إلى موقع مساعدات تابع لـ”غزة الإنسانية”.
زعم مور أن المؤسسة قد سلمت أكثر من 7 ملايين وجبة في الأسبوع الماضي، وهي أرقام لم يتم التحقق منها بشكل مستقل، كما انتقد التقارير الإعلامية حول التمويل الغامض والتوزيع الفوضوي لمراكز توزيع المساعدات في القطاع، وذكر في بيان للمنظمة: “تثبت مؤسسة غزة الإنسانية أنه من الممكن نقل كميات هائلة من الطعام إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه، بأمان وكفاءة وفاعلية”، مضيفًا: “تؤمن المؤسسة بأن خدمة سكان غزة بكرامة ورفق يجب أن تكون الأولوية القصوى”.
دعم مور علنًا اقتراح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن تتولى واشنطن السيطرة على قطاع غزة، وزار إسرائيل بعد نحو 3 أشهر من بدء الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023، وعلق قائلًا: “لم أر مثل هذا الرعب من قبل”، وبعد الزيارة بأسبوعين، نشر مقطعًا مصورًا بعنوان “تعالوا لزيارة غزة الجميلة”، وذلك بعدما قال ترامب في فبراير الماضي إن غزة ستصبح “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد أن تشتريها الولايات المتحدة.
مور، الذي يُعتبر “صديق إنجيلي بارز لإسرائيل”، لعب دورًا مهمًا في التواصل الأمريكي مع حكومات الشرق الأوسط، بما في ذلك إبرام “الاتفاقات الإبراهيمية” لتطبيع العلاقات بين إسرائيل، وفق ما تصفه سيرته الذاتية على الموقع الالكتروني لشركة “كايروس”، وكان أيضًا المستشار الإنجيلي السابق للبيت الأبيض خلال فترة ولاية ترامب الأولى.
ممكن يعجبك: عمال ميناء فرنسي يتوقفون عن شحنة أسلحة لإسرائيل تضامنًا مع غزة
نتيجة للشكوك الكثيرة حول طبيعة أعمال المؤسسة ومصادر تمويلها، تخلى شركاء رئيسيون عنها، بما في ذلك مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG)، التي أعلنت عن إلغاء عقدها مع “غزة الإنسانية”، حيث كانت تتولى التخطيط اللوجستي الرئيسي للمشروع، وأفاد ممثل للشبكة بأن “أعمال المتابعة غير المعتمدة المتعلقة بغزة كانت تفتقر إلى الدعم من أصحاب المصلحة المتعددين وتم إيقافها في 30 مايو”.
تعيين مور قد يثير مخاوف الأمم المتحدة
قد يثير تعيين جوني مور مخاوف منظمة الأمم المتحدة، نظرًا لدعمه سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة ورفضه الانتقادات الموجهة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، التي رفضت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى التعامل معها في مهمة توزيع المساعدات، وفق وكالة “رويترز”.
كما اتهم مور الأمم المتحدة بتجاهل من وصفهم بـ”الأشرار” الذين يسرقون المساعدات في قطاع غزة، في إشارة لحركة حماس، التي لطالما اتهمتها إسرائيل والولايات المتحدة بسرقة المساعدات، ولم ترد المنظمة الدولية على هذا الاتهام حتى الآن، وفي مجزرة مروعة، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين جائعين كانوا يحاولون الحصول على طعام من موقع لتوزيع المساعدات تديره “مؤسسة غزة الإنسانية”، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين، وسط اتهامات دولية بأن الاحتلال يستخدم التجويع كسلاح.
يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من أوضاع إنسانية مأساوية جراء الحرب الإسرائيلية التي شنها جيش الاحتلال على القطاع في أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 54 ألفًا و607 شخصًا وإصابة 125 ألفًا و341 آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.