أكد الدكتور مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وإمام وخطيب مسجد عمر مكرم، أن العبادة لا تُقبل إلا إذا تمت وفق أمر الله في الظاهر والباطن، مشددًا على ضرورة الالتزام بالنظام الإداري والوظيفي خلال سفر الدعاة وأئمة المساجد لأداء فريضة الحج، وأوضح أن السفر بدون إذن رسمي من جهة العمل يُعتبر مخالفة للنظم الإدارية التي يجب احترامها، خاصةً لمن يدعون الناس إلى الالتزام والقدوة الحسنة، وأشار شاهين إلى أن الإذن الوظيفي للسفر ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو ضرورة تنظيمية تحمي حقوق العمل وتضمن استمرار المرافق العامة دون الإضرار بالمصلحة العامة، كما لفت إلى أن التهاون في هذا الجانب يُعتبر تعطيلًا لحق الغير وتجاوزًا للوظيفة، مما ينافي مقصود الحج ويدخل النية في دائرة الريبة، وأوضح: “العلماء وأئمة المساجد هم أولى الناس بالالتزام والانضباط، فهم القدوة التي يحتذى بها في احترام القانون والأنظمة، فلا يجوز أن يعلموا الناس احترام النظام ثم يخالفوه بأنفسهم”، وشدد على أن الحج المجاني لا يبرر مخالفة النظام أو إسقاط الحقوق، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات”، وأن الأعمال لا تُقبل إلا إذا كانت الوسائل والغايات طاهرة ومشروعة، وحذر الدكتور مظهر شاهين من استخدام العبادة كذريعة للتحايل على النظام، مؤكدًا أن الدولة لها الحق في التنظيم والمحاسبة لضمان سير العمل وعدم هدر المصلحة العامة، وأن الداعية يجب أن يكون قدوة في الامتثال للقانون لا متعللاً باسم الدين للخروج عليه، واختتم بيانه قائلاً: “هذه الكلمات نصيحة خالصة ومحبة، فالدين عظيم ومنبره أقدس من أن يُستغل لتبرير الخطأ، والمبادئ لا تُحمى على حساب المصالح، وأدعو الجميع لأن يكونوا أمناء على دينهم صادقين في دعوتهم قدوة في أقوالهم وأفعالهم”.
شوف كمان: تشييع جثمان نجل الشيخ مصطفى إسماعيل في مسقط رأسه بالغربية مع لقطات مؤثرة