الأقصر – محمد محروس:

مقال له علاقة: بعد 20 عاماً من الانتظار.. السعودية تحقق حلم جزائرية بأداء فريضة الحج (فيديو)
قام الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بزيارة مشروع ترميم وتأهيل “المقاصير الجنوبية” لمعبد أخ منو في منطقة معابد الكرنك، حيث تم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك، وهو مشروع يعكس أهمية الحفاظ على التراث المصري القديم.
وأكد خالد أن هذا المشروع قد أسفر عن الانتهاء من ترميم موقع أثري جديد يستقبل الزوار، ويأتي هذا في إطار توجيهات السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار بفتح مزارات أثرية جديدة، مما يساهم في تعزيز الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، خاصة من محبي السياحة الثقافية.
كما أعرب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن تقديره للتعاون القائم مع الجانب الفرنسي في العديد من المشروعات الأثرية، حيث يعد هذا المشروع تجسيدًا لهذا التعاون الذي يساهم في الحفاظ على جزء من التراث المصري القديم.
وأضاف أن أعمال ترميم المقاصير الجنوبية تضمنت تنظيفًا وترميمًا إنشائيًا دقيقًا، بالإضافة إلى توثيق شامل للنقوش والمناظر الدينية الموجودة بالموقع.
من جهته، أوضح الأستاذ محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن عملية التنظيف ساعدت في إظهار عدد من النقوش المهمة، من بينها نقوش توضح الطقوس التي كان يقوم بها الملك تقربًا للإله آمون، بالإضافة إلى مشاهد من احتفال “حب سد” (عيد اليوبيل) لتحتمس الثالث، ونقش تأسيسي يصف المعبد بأنه “معبد لملايين السنين”، مخصص للإله آمون-رع وآلهة الكرنك.
وأشار الدكتور عبد الغفار وجدي، مدير عام آثار الأقصر ومدير المركز المصري الفرنسي من الجانب المصري، إلى أن أعمال التطوير بالمقاصير شملت أيضًا تحسين الخدمات المقدمة للزوار، حيث تم وضع لافتات إرشادية ومعلوماتية حول تاريخ المقاصير الجنوبية، كما تم تسهيل الزيارة لذوي الهمم عبر إنشاء رامبات خاصة لهم.
يعود تاريخ معبد الأخ منو إلى عهد الملك تحتمس الثالث (حوالي 1479–1425 ق.م)، ويُعتبر من أبرز المعابد المخصصة لعبادة الإله آمون-رع في الكرنك خلال الدولة الحديثة، وتوجد “المقاصير الجنوبية” إلى يمين المدخل الرئيسي للمعبد، وهي منطقة شعائرية تتكون من سبع مقاصير وغرفتين كبيرتين ذات أعمدة، متصلة عبر ممر داخلي.
مواضيع مشابهة: محافظ أسوان يقوم بجولة مفاجئة في محلات الجزارة والمخابز بكوم أمبو لمراقبة الأسعار
يمتاز هذا المبنى المعماري بحالة حفظ ممتازة، حيث لا تزال أجزاء كبيرة من الجدران والأسقف قائمة، والنقوش الملونة على الجدران تحتفظ بوضوحها وزهو ألوانها، مما يجعله من أبرز المعالم المحفوظة في معابد الكرنك.
كما حرص الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على تفقد أعمال الحفائر التي تجريها بعثات مصرية تابعة للمجلس في عدد من المواقع الأثرية، من بينها موقع حفائر البعثة المصرية بمنطقة العساسيف وحفائر البعثة الأثرية المصرية بمنطقة نجع أبو عصبة بالكرنك.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد أنه في العساسيف، تمكنت البعثة من الكشف عن مجموعة من التوابيت الخشبية الصغيرة المخصصة للأطفال، معظمها في حالة سيئة من الحفظ، وجميعها خالية من النقوش والكتابات، مشيرًا إلى أنه سيتم الاستعانة بمتخصص في العظام الآدمية والتوابيت الخشبية لتحديد العصر الذي تعود إليه هذه التوابيت، وكذلك دراسة العظام الموجودة بداخلها لتحديد العمر والجنس وأسباب الوفاة، مما يسهم في فهم أعمق لموقع الحفائر بشكل عام.
كما كشف الأستاذ محمد عبد البديع عن اكتشاف مجموعة من الأوستراكات من الحجر الجيري والفخار، وخاتمين مخروطين الشكل، بالإضافة إلى بئر يحتوي على تماثيل الأوشابتي الصغيرة من الفيانس الأزرق، فضلاً عن غرفة يتوسطها عمود عليه بقايا ملاط ولا يوجد عليه أي كتابات.
أما بالنسبة لحفائر البعثة المصرية في منطقة نجع أبو عصبة، فقد أوضح الدكتور عبد الغفار وجدي أن أعمال الحفائر أسفرت عن الكشف عن سور ضخم من الطوب اللبن يعود تاريخه إلى عهد الملك (من خبر رع) أحد ملوك الأسرة الـ 21، حيث تم العثور على بوابة من الحجر الرملي في قلب هذا السور، بالإضافة إلى بعض الورش وأفران صناعة تماثيل البرونز، وكذلك تماثيل أوزورية مصنوعة من البرونز، وبعض العملات والتمائم، كما تم العثور على ورشة كبيرة لصناعة الجعة، مما يوضح وظيفة المنطقة في فترات زمنية مختلفة، والتي ربما كانت تمثل منطقة صناعية.