تدخلت حكومة دبي لإجراء إصلاح شامل في نظام الحوكمة وحل النزاعات داخل مجموعة “ماجد الفطيم”، وهي واحدة من أكبر شركات التجزئة في المنطقة، وذلك بعد ثلاث سنوات من وفاة مؤسسها، بهدف ضمان استقرار المجموعة واستمرار نجاحها.

اقرأ كمان: إجازة عيد الأضحى 2025 للقطاعين العام والخاص: موعد وعدد الأيام المنتظرة
وحسب ما أفادت به صحيفة “فايننشال تايمز”، فقد قامت دبي بتشكيل “لجنة قضائية خاصة” بناءً على طلب الورثة العشرة لمؤسس المجموعة، وتم تعيين مجلس إدارة جديد للإشراف على الشركة الأم، وفقًا لمصادر مطلعة على التفاصيل.
ماذا نعرف عن ماجد الفطيم؟
تعتبر ماجد الفطيم واحدة من أكبر الشركات الخاصة في الخليج، حيث تعمل في مجالات متعددة تشمل مراكز التسوق والفنادق والعقارات والترفيه، كما تدير إقليميًا علامات تجارية مرموقة مثل كارفور وليجو وهوليستر، وقد تجاوزت إيراداتها 9 مليارات دولار في العام الماضي.
وليس هذا التدخل الأول من نوعه، ففي بداية عام 2022، قام حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتعيين لجنة قضائية للإشراف على ميراث المؤسس بعد وفاته، بالإضافة إلى تدخلاته السابقة في تسعينيات القرن العشرين، حيث ساهم في حل نزاع بين ماجد الفطيم وابن عمه، مما أدى إلى تقسيم الشركة إلى كيانين.
أسباب تدخل حكومة دبي
تزايدت المخاوف من أن تؤدي الخلافات بين المساهمين في المجموعة العائلية إلى التأثير سلبًا على الأعمال، كما أفاد أشخاص مطلعون على الوضع لصحيفة “فايننشال تايمز”.
ممكن يعجبك: مصر تحقق خطوات إيجابية نحو استقرار الاقتصاد الكلي وفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي
وقد استجابت اللجنة القضائية الخاصة، التي يرأسها عيسى كاظم، بإعادة تشكيل مجلس إدارة “ماف كابيتال” ليتكون من خمسة ممثلين عن الحكومة وأربعة ممثلين عن العائلة، تحت رئاسة رجل الأعمال الإماراتي والمنظم المالي فاضل العلي، كما تم تحويل شركة “ماف كابيتال” من شركة ذات مسؤولية محدودة إلى شركة مساهمة عامة، مما ساهم في تقليص الحد الأدنى للاتفاق على اتخاذ القرارات.
بيان المجموعة
أصدرت مجموعة ماجد الفطيم بيانًا لصحيفة “فايننشال تايمز”، أكدت فيه أن التغييرات تعكس جهود المساهمين لتطوير الحوكمة بما يتماشى مع المصالح طويلة الأجل للمجموعة، وأوضحت أن ماجد الفطيم تظل شركة إماراتية خاصة ومستقلة ذات استراتيجية واضحة وأداء قوي وحوكمة مستقرة، كما أكدت أن هذه التغييرات لن تؤثر على عمليات أو حوكمة ماجد الفطيم القابضة.
وأشار أحد المطلعين على الوضع إلى أن الشركة تتمتع الآن بفترة من الاستقرار قد تمهد الطريق لإدراجها في البورصة، تحت قيادة المؤسس الراحل، اكتسبت مجموعة ماجد الفطيم سمعة طيبة في الإدارة التقدمية، حيث قامت بجمع الديون في أسواق السندات الدولية لتمويل التوسع المحلي والإقليمي.
تشهد دبي حاليًا طفرة اقتصادية بفضل تدفق الوافدين الأثرياء، إلا أن سوق التجزئة في المدينة يواجه منافسة شديدة، وغالبًا ما تواجه الشركات العائلية في منطقة الخليج تحديات وجودية بعد وفاة المؤسسين، مما يجعل هذه التغييرات في مجموعة ماجد الفطيم خطوة مهمة نحو تعزيز استقرارها واستمرار نجاحها.