أربعة عوامل تحدد مستقبل انتعاش الجنيه أمام الدولار في الفترة القادمة

أجمع عدد من المصرفيين الذين تحدثوا إلى “نبأ العرب” على أن سعر الجنيه المصري سيستمر في تحقيق الزخم مقابل الدولار خلال الفترة القادمة من العام الحالي، وذلك بفضل التحسن الملحوظ في موارد النقد الأجنبي وتراجع ضغوط الدين الخارجي في عام 2025.

أربعة عوامل تحدد مستقبل انتعاش الجنيه أمام الدولار في الفترة القادمة
أربعة عوامل تحدد مستقبل انتعاش الجنيه أمام الدولار في الفترة القادمة

خلال الشهرين الماضيين، استعاد سعر الجنيه 4% من قيمته مقابل الدولار، حيث ارتفع من حوالي 51.73 جنيه لكل دولار في 9 أبريل الماضي إلى نحو 49.61 جنيه لكل دولار خلال تعاملات اليوم في البنوك.

استعاد الجنيه عافيته مقابل الدولار بعد عودة المستثمرين الأجانب إلى أسواق الدين المحلية، مما أدى إلى تحولهم من صافي بيع إلى شراء أذون وسندات الخزانة المصرية.

جاء هذا التحسن بعد إعلان دونالد ترامب عن تعليق العمل بالرسوم الجمركية على واردات نحو 180 دولة لمدة 3 أشهر باستثناء الصين، مما ساهم في انتعاش الأسواق.

تحسن أداء الجنيه

توقع محمد عبد العال، الخبير المصرفي، أن يشهد الجنيه تحسنًا خلال الفترة المقبلة نتيجة لزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي غير المباشر وانتعاش تحويلات المصريين العاملين بالخارج.

ورجح عبد العال أن يتراوح سعر الجنيه بين 49 و51 جنيهًا لكل دولار خلال العام الحالي، بشرط استقرار الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة والعالم كما هي.

انتعاش تدفقات النقد الأجنبي

شهدت تدفقات النقد الأجنبي من الاستثمار الأجنبي غير المباشر انتعاشًا بعد أول 10 أيام من أبريل، مما ساعد في تعزيز قوة الجنيه مقابل الدولار، وفقًا لما ذكره بعض مسؤولي الخزانة والمعاملات الدولية لـ”نبأ العرب” في وقت سابق.

عادة ما يؤدي خروج الأموال الساخنة من أذون وسندات الخزانة إلى زيادة الضغط على الطلب على العملة، نتيجة تخارج الأجانب من استثماراتهم بالجنيه وزيادة الطلب على الدولار لتحويله إلى حساباتهم بالخارج، أو العكس.

وبحسب بيانات البنك المركزي المصري، تجاوزت تدفقات الاستثمار الأجنبي في أدوات الدين نحو 38.1 مليار دولار حتى نهاية مارس الماضي.

انتعاش تحويلات المصريين بالخارج

انتعشت تحويلات المصريين العاملين بالخارج، والتي تُعد ثاني أكبر مورد للنقد الأجنبي بعد الصادرات، خلال آخر 15 شهرًا بعد توحيد سعر الصرف والقضاء على السوق السوداء لتجارة العملة في مارس 2024.

قفزت تحويلات المصريين العاملين بالخارج إلى مستوى تاريخي غير مسبوق، حيث سجلت 82.7% خلال أول 9 أشهر من العام المالي الحالي “يوليو إلى مارس”، لتصل إلى نحو 26.4 مليار دولار مقارنة بـ 14.4 مليار دولار بنفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لبيانات البنك المركزي.

تراجع ضغوط الدين الخارجي

ترى سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية ونائب رئيس بنك مصر سابقًا، أن تراجع عبء خدمة الدين الخارجي خلال عام 2025 سيكون عاملاً مساعدًا في تخفيف الضغط على الدولار وتحسين أداء الجنيه بجانب انتعاش تدفقات النقد الأجنبي.

وترجح الدماطي أن يتراوح سعر صرف الجنيه مقابل الدولار عند 49.5 جنيه و50 جنيهًا لكل دولار خلال العام الجاري.

تراجع عبء الدين

تراجع عبء خدمة الدين الخارجي على مصر من نحو 40 مليار دولار خلال عام 2024 إلى نحو 22 مليار دولار خلال عام 2025، وفقًا لآخر بيانات البنك المركزي.

يعني تراجع عبء خدمة الدين تخفيف الضغوط على طلب العملة لسداد المستحقات التي حان وقت سدادها.

تدفقات مرتقبة

توقعت الدماطي أن يساهم استلام مصر الشريحة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي في تخفيف الضغوط على الجنيه.

كان أحمد كجوك، وزير المالية، قد صرح سابقًا بأن مصر ستتسلم الشريحة الخامسة بقيمة 1.2 مليار دولار من قرض صندوق النقد الدولي في يوليو المقبل بعد اعتماد المراجعة الخامسة من الرؤساء التنفيذيين للصندوق.

كما تترقب مصر استلام الشريحة الثانية بقيمة 4 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم الاقتصاد الكلي لمصر وعجز الموازنة خلال العام الحالي.