القاهرة- نبأ العرب:

من نفس التصنيف: سيول الإسكندرية تسبب قطع الكهرباء وتدمير المنازل والمحلات.. تفاصيل ما حدث
صباح الجمعة في إيران كان مليئًا بالتوتر، إذ استيقظ ملايين المواطنين على دوي انفجارات مدوية هزت العاصمة طهران ومدن أخرى، وذلك بعد هجوم جوي واسع شنته إسرائيل، استهدف منشآت نووية وعسكرية وصاروخية حساسة في قلب البلاد، هذه الأحداث غير المسبوقة أدخلت إيران في حالة من الصدمة والخوف والترقب، ولا تزال تداعياتها تتكشف بشكل مستمر.
تحدث شهود عيان من طهران عن لحظات رعب غير مسبوقة، إذ قال عزام، البالغ من العمر 35 عامًا، والذي يعيش في منطقة سعدت آباد، إحدى المناطق المستهدفة، لشبكة CNN الأمريكية: “استيقظتُ والبيت يهتز، كنتُ خائفًا جدًا ولا أعرف ما حدث”.
توالت الشهادات، حيث عبّر سام، البالغ من العمر 29 عامًا، عن قلقه من التصعيد المستمر، قائلاً: “أنا قلق بشأن ما يعنيه هذا لنا في طهران، هناك شائعات بأن هذا سيحدث كل ليلة، هل نبقى في منازلنا؟ هناك حالة من عدم اليقين”.
كما تحدث عدد من السكان عن مشاهد فوضى وذعر في الشوارع، حيث وصف شاب يبلغ من العمر 17 عامًا كيف “كان الناس يصرخون في الشوارع” والمباني تهتز من شدة القصف، وأعرب بهرام، أحد سكان طهران البالغ من العمر 50 عامًا، عن إحباطه قائلاً: “عندما لا يتمكن هؤلاء القادة العسكريون من الاهتمام بأنفسهم، فكيف من المفترض أن يهتموا بنا ضد الهجمات الإسرائيلية؟”.
ممكن يعجبك: تحذيرات مصر من انفجار الإقليم تتجسد في واقع “عربية النواب”
الثقة في قدرة النظام على الرد أو الحماية تلقت ضربة قاسية، خاصة بعد الإعلان عن مقتل اثنين من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة.
ضربة موجعة للقيادة العسكرية
أعلنت طهران مقتل اثنين من أبرز القادة العسكريين، الجنرال حسين سلامي، واللواء محمد باقري.
شبّهت بيث سانر، المحللة الأمنية في شبكة CNN، مقتل سلامي بـ”إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية”، معتبرة أن إيران أصبحت الآن تحت “تهديد وجودي” وأن “الرد الإيراني سيكون على الأرجح غير مسبوق”.
بعد مقتل القادة، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي أن المرشد الأعلى علي خامنئي عيّن اللواء عبدالرحيم موسوي رئيسًا لهيئة الأركان، والعميد محمد باكبور قائدًا للحرس الثوري، والعميد علي شادماني قائدًا لمقر خاتم الأنبياء.
وصف المرشد الأعلى علي خامنئي هذا الهجوم بأنه “جرم دموي” و”عدوان جبان”، مهددًا بأن “من ارتكب هذه الجريمة رسم لنفسه مصيرًا مريرًا”، مشيرًا إلى وجود نية للرد “القاسٍ والرصين”.
في تطور لاحق، تعرضت مدينة تبريز شمال غرب إيران لهجوم جديد، حيث أفادت وكالة تسنيم بأن مطار تبريز “يتعرض لهجوم إسرائيلي عنيف”، بينما أشارت وكالة فارس إلى استهداف نحو 10 مواقع في محافظة أذربيجان الشرقية.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن مصنعًا لإنتاج الصواريخ في مدينة شيراز كان بين الأهداف الجديدة.
من جانبها، أعلنت حالة الطوارئ ونشرت قوات الأمن في كافة المناطق، كما وطّدت طهران انتشارًا جويًا مكثفًا للطائرات العسكرية.
وفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن العملية التي شنها فجر الجمعة شملت أكثر من 200 طائرة مقاتلة ألقت نحو 330 ذخيرة موجهة على أكثر من 100 هدف حيوي داخل إيران، من بينها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، والتي تُعد حجر الأساس في البرنامج النووي الإيراني.
جاء القصف في إطار ما وصفته مصادر إسرائيلية بـ”عملية الأسد الصاعد”، وهي عملية عسكرية تهدف إلى توجيه ضربة استراتيجية شاملة تقلّص القدرات النووية والصاروخية الإيرانية.
في أول تعليق دولي، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تسجل أي تسرب إشعاعي حتى الآن، لكنها حذّرت من أن استهداف منشآت نووية يعد تجاوزًا خطيرًا للقانون الدولي ولقواعد استخدام القوة.