تستمر الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، مستهدفةً مواقع حساسة تشمل منشآت متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني وأهداف عسكرية استراتيجية، وتعتبر هذه الهجمات الأوسع نطاقًا منذ سنوات، تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات بين تل أبيب وطهران، حيث ترى إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديدًا وجوديًا مباشرًا.

مواضيع مشابهة: ترامب يوجه بنشر 2000 عنصر من الحرس الوطني لتعزيز الأمن في لوس أنجلوس
وجاءت هذه الهجمات بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن انتهاكات إيران لالتزاماتها المتعلقة بعدم انتشار الأسلحة النووية، وهو أول خرق يُعلن عنه بهذه الجدية منذ نحو عشرين عامًا.
في قرار صوّت عليه مجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة وتم اعتماده بأغلبية 19 صوتًا، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، أكدت الوكالة أن “إخفاقات إيران العديدة في تقديم التعاون الكامل وفي الوقت المناسب بشأن المواد والأنشطة النووية غير المعلنة في مواقع متعددة” تشكل عدم امتثال لاتفاقية الضمانات.
شوف كمان: ارتفاع عدد ضحايا قصف الاحتلال على مدرسة في غزة إلى 25 شخصًا
وعارضت القرار ثلاث دول فقط هي روسيا والصين وبوركينا فاسو، بينما امتنعت 11 دولة عن التصويت.
أعربت إيران عن رفضها القاطع، ووصفت القرار بأنه “سياسي”، متعهدةً بإنشاء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم كخطوة مباشرة ردًا على الضغوط الغربية.
جاء ذلك بعد إصدار الوكالة تقريرًا قويًا في أواخر مايو الماضي، أشار إلى أن ثلاثة من أصل أربعة مواقع نووية غير معلنة كانت جزءًا من برنامج نووي سري نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحالي، واستخدمت فيه مواد نووية لم يتم الإفصاح عنها.
واتهمت الوكالة والولايات المتحدة إيران بإدارة برنامج سري للأسلحة النووية، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، حيث تعتبر إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا وجوديًا، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، والذي تبعه تسريع خطوات إيران في تخصيب اليورانيوم.
أصبحت منشآت مثل فوردو ونطنز محورية في هذه العملية، مما جعلها أهدافًا مباشرة للهجمات الأخيرة، وسط تحذيرات دولية من اقتراب إيران من مستويات تخصيب تمكنها من تصنيع سلاح نووي.
تشير صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة “ماكسار” إلى تطور ملحوظ في البنية التحتية لتلك المواقع، حيث تقول مصادر إسرائيلية إن العملية العسكرية تهدف إلى “تقويض البنية النووية الإيرانية بشكل حاسم”.
تُستخدم عادة درجات منخفضة من اليورانيوم في إنتاج الطاقة، لكن رفع التخصيب إلى مستوى 90% يجعله صالحًا لصناعة الأسلحة النووية، وقد أكدت الوكالة أن إيران خزّنت يورانيومًا مخصبًا بنسبة 60%، مما يضعها على بُعد خطوة فنية واحدة من القدرة العسكرية.
قدّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن كمية اليورانيوم التي بحوزة طهران تكفي لتصنيع ما يصل إلى 7 قنابل نووية، مما أثار قلقًا دوليًا واسعًا.
علّقت الوكالة في تقريرها قائلة: “إن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية في العالم التي تنتج وتخزن اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهذا يظل مصدر قلق بالغ”
ورغم ذلك، تصر إيران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وتعتبر أي استهداف له بمثابة “عدوان على سيادتها”.
يبقى الهجوم الإسرائيلي، الذي أُطلق عليه اسم “عملية الأسد الصاعد”، بمشاركة أكثر من 200 طائرة مقاتلة، وإسقاط 330 ذخيرة موجهة على أكثر من 100 هدف، تحولًا استراتيجيًا في المواجهة الإقليمية، وقد يفتح الباب أمام تصعيد غير مسبوق في الخليج والشرق الأوسط.
لمتابعة كل ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على إيران ().