القاهرة- نبأ العرب:
حذّر الكاتب المتخصص في العلوم السياسية إدريس آيات من أن أي تصعيد جديد من جانب إسرائيل، خاصة إذا استهدف منشآت الطاقة أو البنية التحتية الاقتصادية في إيران، قد يدفع طهران لتفعيل أدوات ردع جيوسياسية قصوى، تشمل استهداف الاقتصاد الإسرائيلي بشكل مباشر، بالإضافة إلى احتمال إغلاق مضيقي هرمز وباب المندب
وأشار آيات عبر منشور على صفحته بموقع فيس بوك إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على طهران، والتي استؤنفت قبل دقائق وفقًا لتقارير ميدانية، تُنبئ بتحوّل نوعي في قواعد الاشتباك، حيث لم تعد طهران تكتفي بالدفاع بل تتجه نحو خيارات رد واسعة النطاق ذات طابع اقتصادي واستراتيجي
وأوضح أن عملية “الوعد الصادق 3” كانت نقطة تحول في العقيدة العسكرية الإيرانية، حيث انتقلت من الدفاع المحدود إلى الرد الميداني المؤثر، ومع التطورات الأخيرة وعودة القصف على العاصمة، قد يُفتح الباب أمام استهداف منشآت حيوية إسرائيلية، تشمل موانئ ومناطق صناعية ومراكز طاقة

مواضيع مشابهة: الحكومة تؤكد للنواب أهمية تطوير الطرق رغم حادث الدائري الإقليمي
شوف كمان: الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير ثلث منصات الصواريخ الإيرانية في 4 أيام فقط
وأضاف آيات أن الرد الإيراني المرتقب، في حال تجاوز الخطوط الحمراء، لن يكون عسكريًا فقط، حيث أن طهران قادرة على ضرب العمق الاقتصادي الإسرائيلي، مستفيدة من هشاشة الجبهة الداخلية، وبنية الاقتصاد المعتمد على التكنولوجيا والنقل والطاقة
وأوضح إدريس آيات أن بين السيناريوهات المطروحة إيرانيًا إغلاق مضيق هرمز أو باب المندب، وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي، حيث يمر عبر مضيق هرمز نحو 20% من صادرات النفط عالميًا، بينما يُعد باب المندب ممرًا رئيسيًا لأكثر من 6 ملايين برميل يوميًا من النفط والغاز، وبالتالي فإن أي إغلاق قد يُصيب التجارة العالمية بالشلل، ويرفع تكلفة الشحن والتأمين لمستويات غير مسبوقة
واعتبر أن طهران تلوّح بهذا الخيار كورقة ردع قصوى، وليست مجرد تهديد إعلامي، محذرًا من أن توسيع نطاق الضربات الإسرائيلية ليشمل المنشآت الاقتصادية الإيرانية قد يدفع نحو هذا السيناريو الكارثي
واختتم آيات تحليله بالقول إن الأخطر الآن هو أن الطرفين يرفضان التهدئة، ولا يوجد سقف سياسي واضح للمواجهة، وكل ساعة تمرّ تُقرّب المنطقة من اشتباك شامل قد لا تُعلن فيه الحرب، لكنه يُخاض بكل الوسائل، في حالة من الانفلات الاستراتيجي الكامل.