أشعلت الضربات الجوية المتبادلة بين إسرائيل وإيران قلقًا كبيرًا في الأسواق العالمية، ومع تصاعد التوترات، ارتفعت أسعار النفط والغاز بشكل غير متوقع، بينما تراجعت مؤشرات الأسهم العالمية، وازداد الإقبال على الذهب والدولار كملاذات آمنة في ظل هذه الظروف المضطربة.

مقال مقترح: إيران تعين قائدًا جديدًا للقوة الجوفضائية في الحرس الثوري على يد المرشد الأعلى
في فجر يوم الجمعة، نفذت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع حساسة داخل إيران، شملت منشآت عسكرية ونووية، بالإضافة إلى اغتيالات استهدفت شخصيات بارزة في القيادات العسكرية والعلماء في المجال النووي، في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدتها المنطقة منذ بدء التصعيد المتبادل بين الطرفين.
ولم يتأخر رد إيران، حيث شنت هجومًا مضادًا باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت عدة مدن داخل إسرائيل، مما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين، وهو ما ينذر بإشعال صراع إقليمي أوسع.
النفط والغاز
بعد الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف في إيران، شهدت أسعار النفط قفزة بنسبة وصلت إلى 13%، مما أثار مخاوف من اندلاع مواجهات جديدة في منطقة تُنتج ثلث الإمدادات العالمية من النفط، وفقًا لتقارير “بلومبرج”.
ومع انتهاء تعاملات يوم الجمعة، استقرت أسعار النفط على ارتفاع بلغ 7%، مما زاد من قلق المستثمرين بشأن احتمال تعطيل صادرات النفط من الشرق الأوسط بشكل كبير.
كما شهدت أسعار الغاز الطبيعي رد فعل سريع بعد الضربات، حيث ارتفعت في أوروبا بنسبة 3.23%، لتصل إلى 37.34 يورو لكل ميجاواط في الساعة، وسط مخاوف من تصاعد الصراع في منطقة تعتبر محورية لإمدادات الطاقة العالمية.
كما قفزت العقود الآجلة القياسية في القارة بنسبة 5.7%، مسجلة أكبر ارتفاع منذ أكثر من خمسة أسابيع.
وفي ظل هذه الأزمة، أمرت إسرائيل بإغلاق مؤقت لحقل “ليفياثان”، وهو أكبر حقول الغاز لديها، بعد الضربة الإيرانية وما تبعها من مخاوف أمنية متزايدة، مما أثر على إمدادات الغاز المصدرة إلى مصر، لذا قامت وزارة البترول والثروة المعدنية بتفعيل خطة الطوارئ المعدة مسبقًا الخاصة بأولويات إمدادات الغاز الطبيعي، وذلك بإيقاف إمدادات الغاز لبعض الأنشطة الصناعية وزيادة استهلاك محطات الكهرباء للمازوت إلى الحد الأقصى، والتنسيق لتشغيل بعض المحطات بالسولار في استجابة للأعمال العسكرية التي اندلعت في المنطقة وتوقف إمدادات الغاز من الشرق.
البورصات العالمية
افتتحت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض يوم الجمعة، بعد الضربة الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، والتي أججت التوتر في الشرق الأوسط الغني بالنفط وأثرت على شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، وفقًا لتقارير “cnn الاقتصادية”.
واستمرت المؤشرات في خسائرها، حيث أغلقت على انخفاض حاد بعد إطلاق إيران صواريخ نحو إسرائيل ردًا على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قدرات طهران على تطوير أسلحة نووية.
تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 68.92 نقطة، أو بنسبة 1.14%، ليغلق عند 5,976.34 نقطة، كما انخفض مؤشر ناسداك المركب بمقدار 254.13 نقطة، أو 1.29%، ليصل إلى 19,407.49 نقطة.
اقرأ كمان: بتر هوم تحتفل بتسليم مشروع صولو.. تعرف على ثاني مشروعاتها بعد نجاح ميدتاون فيلا في العاصمة
أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد خسر 768.73 نقطة، أو 1.79%، ليغلق عند 42,198.89 نقطة.
وقفزت أسهم شركات الطاقة الأميركية، بما في ذلك «إكسون موبيل» و«دايموند باك إنرجي»، نتيجة ارتفاع أسعار النفط بنسبة قريبة من 7% مع تزايد المخاوف من أن يؤدي النزاع إلى تعطيل إمدادات الخام من الشرق الأوسط.
الذهب
شهد سعر الذهب عالميًا تأثيرًا ملحوظًا مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، حيث تجاوز سعره 3400 دولار للأوقية.
ارتفع سعر الذهب عالميًا في بداية التعاملات بنسبة 1.10%، ليصل إلى نحو 3423 دولارًا للأوقية، وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بالطلب المتزايد على الملاذات الآمنة مع تصاعد التوترات.
واختتمت التعاملات بارتفاع بنسبة 1.37%، ليصل إلى نحو 3432 دولارًا للأوقية.
أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب في السوق المصري، نظرًا لارتباط سعر الذهب في مصر بالبورصات العالمية، حيث شهد ارتفاعًا بنحو 132 جنيهًا خلال يوم الجمعة.
الدولار
ارتفع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، بما في ذلك اليورو والين، يوم الجمعة مع إقبال الأسواق على أصول الملاذ الآمن في ظل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، وفقًا لوكالة “رويترز”.