أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائيل وكيف يمكن أن تؤثر علينا

بي بي سي.

أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائيل وكيف يمكن أن تؤثر علينا
أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائيل وكيف يمكن أن تؤثر علينا

في الوقت الراهن، يبدو أن الصراع بين إسرائيل وإيران محصور بين البلدين فقط، بينما تتوالى الدعوات في الأمم المتحدة وغيرها لضبط النفس، لكن ماذا لو لم تجد هذه الدعوات صدى؟ وماذا لو تصاعدت الأحداث وخرجت عن السيطرة؟

فيما يلي بعض السيناريوهات الأكثر سوءًا التي قد تحدث.

تورط الولايات المتحدة.

رغم نفيها، فإن إيران تعتقد أن القوات الأمريكية دعمت الهجمات الإسرائيلية بشكل ضمني، وقد تلجأ إيران لاستهداف أهداف أمريكية في أنحاء الشرق الأوسط، مثل قواعد القوات الخاصة في العراق، والبعثات الدبلوماسية، ورغم تراجع قوة حزب الله، فإن الميليشيات الموالية لإيران في العراق لا تزال نشطة.

توقعت الولايات المتحدة هذه الهجمات وسحبت بعض قواتها كإجراء احترازي، ووجهت تحذيرات شديدة لإيران من عواقب أي اعتداء على أهداف أمريكية، لكن ماذا لو قُتل أمريكي في تل أبيب أو في أي مكان آخر؟

قد يُجبر دونالد ترامب على اتخاذ إجراء، حيث اتُهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة جر الولايات المتحدة إلى صراع مع إيران، ويشير المحللون العسكريون إلى أن الولايات المتحدة وحدها تمتلك القاذفات والقنابل اللازمة لاختراق المنشآت النووية الإيرانية، مثل منشأة فوردو.

وعلى الرغم من وعد ترامب بعدم الدخول في حروب جديدة في الشرق الأوسط، فإن العديد من الجمهوريين يدعمون إسرائيل ويعتقدون أن الوقت قد حان لتغيير النظام في طهران، ولكن إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل فعلي، فسيكون لذلك عواقب وخيمة وطويلة الأمد.

تورط دول خليجية.

إذا فشلت إيران في استهداف المواقع العسكرية المحصنة داخل إسرائيل، فقد تتجه نحو دول الخليج، مستهدفة الدول التي ترى أنها دعمت أعداءها، وتوجد العديد من الأهداف المتعلقة بالطاقة والبنية التحتية في المنطقة، حيث اتُهمت إيران في السابق بقصف حقول النفط السعودية واستهداف الإمارات.

إذا تعرضت دول الخليج لهجوم، فقد تطلب التدخل الأمريكي للدفاع عنها، إلى جانب الدفاع عن إسرائيل.

1

فشل إسرائيل في تدمير القدرات النووية الإيرانية.

ماذا لو فشل الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية؟ وماذا لو كانت هذه المنشآت محمية بشكل جيد وعميقة في الأرض؟ وماذا لو لم يتم تدمير 400 كغم من اليورانيوم المخصب الذي يمكن أن يُستخدم في صنع عشر قنابل نووية؟

يُعتقد أن هذا اليورانيوم قد يكون مخبأ في أماكن سرية، ورغم جهود إسرائيل في تصفية بعض العلماء، إلا أن المعرفة والخبرة الإيرانية لا يمكن تدميرها بسهولة، وماذا لو دفع الهجوم الإسرائيلي القيادة الإيرانية للتسريع في الحصول على قدرة نووية؟

إذا أصبح القادة العسكريون الجدد أكثر تهورًا، فقد يُجبر ذلك إسرائيل على شن مزيد من الهجمات، مما قد يؤدي إلى دوامة من الضربات المتبادلة، حيث تُعرف هذه الاستراتيجية الإسرائيلية بـ”جزّ العشب”.

حدوث صدمة اقتصادية عالمية.

يشهد سعر النفط بالفعل ارتفاعًا كبيرًا، وماذا لو حاولت إيران إغلاق مضيق هرمز؟ وماذا لو كثف الحوثيون في اليمن هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر؟ فهم حلفاء إيران ومستعدون لتحمل مخاطر عالية.

تواجه العديد من الدول حول العالم أزمة في تكاليف المعيشة، وارتفاع أسعار النفط سيزيد من التضخم في نظام اقتصادي عالمي يعاني بالفعل، ولا ننسى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار النفط، حيث سيحصل على مليارات الدولارات لتمويل حربه في أوكرانيا.

فراغ ناجم عن سقوط النظام الإيراني.

ماذا لو نجحت إسرائيل في إسقاط النظام الثوري الإسلامي في إيران؟ وقد أشار نتنياهو إلى أن هدفه هو تدمير القدرات النووية، لكنه أوضح أيضًا أنه يسعى لتغيير النظام، حيث قال “للشعب الإيراني الفخور” إن هجومه “يمهّد الطريق أمامكم لنيل حريتكم”.

قد يؤدي إسقاط الحكومة الإيرانية إلى ردود فعل إيجابية من بعض الأطراف، لكن ما الفراغ الذي سيتركه ذلك؟ وما العواقب غير المتوقعة التي قد تنجم عنه؟ وكيف سيكون شكل الصراع الداخلي في إيران؟

تبقى ذكريات أحداث العراق وليبيا حاضرة بعد إسقاط النظام في كلا البلدين، لذا سيتوقف الكثير على كيفية تطور الأحداث في الأيام المقبلة، وكيف سترد إيران، وما مدى ضبط النفس الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة على إسرائيل.

ستكون الإجابة على هذين السؤالين مفتاحًا لفهم ما قد يحدث لاحقًا.