(بي بي سي).

شوف كمان: شرطة التموين تنجح في إحباط ترويج 12 طنًا من الدقيق المدعم في الأسواق المحلية
يعتبر مضيق هرمز من أهم الممرات البحرية على مر العصور، حيث يربط بين الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب، ويشكل نقطة حيوية في التجارة العالمية، إذ يمر من خلاله حوالي 40% من الإنتاج العالمي من النفط، ويبلغ عرضه 50 كيلومتراً وعمق المياه فيه 60 متراً، ويستوعب ممرا الدخول والخروج عرضاً يصل إلى 10.5 كيلومتر، ويستقبل بين 20 إلى 30 ناقلة نفط يومياً، حيث تصدر السعودية 88% من إنتاجها النفطي عبر هذا المضيق، بينما العراق 98% والإمارات 99%، وكذلك كل نفط إيران والكويت وقطر، وتعتبر اليابان أكبر مستورد للنفط عبر مضيق هرمز.
إلى جانب أهميته الاقتصادية، يُعتبر مضيق هرمز معلماً طبيعياً أثرياً في سلطنة عمان، حيث يعد ممرًا بحريًا هامًا منذ 600 عام، وقد استخدمه السومريون في الألف الثالث قبل الميلاد، حيث توجد نقوش حجرية على صخور سفوح قدا في ولاية خصب وغمضاء في ولاية بخاء توضح أنواع السفن التي استخدمها السومريون، وعُثر في ولاية مدحا على درهم إغريقي يعود للقرن الثالث قبل الميلاد يحمل رسم الإسكندر المقدوني، وذلك وفقاً للبوابة الإعلامية لسلطنة عمان.
ويُعرف مضيق هرمز أيضاً باسم “فك الأسد”، لما له من أهمية في رسم شبكة الطرق في القرن السادس عشر الميلادي، فهو يعد منفذ الخليج إلى العالم الخارجي، ويؤثر بشكل كبير على المدخلات والمخرجات بالمحيط الهندي وغرب آسيا ومنطقة الشرق الأدنى القديم.
تختلف الآراء حول سبب تسمية مضيق هرمز بهذا الاسم، حيث ينسب البعض ذلك إلى الجزيرة التي تحمل نفس الاسم في مدخل المضيق، والتي كانت مركزاً مهماً للحكام الساسانيين وملوكهم، بينما يعتقد آخرون أن المنطقة وما يحيط بها كانت تُعرف باسم هرمز منذ عهد الملك الفارسي قوروش، حيث حُذفت الدال لتسهيل النطق، وتُنطق في اللغة الفارسية “هرموز”.
جزيرة هرمز
جزيرة هرمز هي جزيرة إيرانية جبلية تتسم بالقحط، وتقع على بعد 8 كيلومترات قبالة الساحل، وهي تعتبر نقطة استراتيجية بين الخليج وخليج عمان، وقد أصبحت هرمز بعد الفتح العربي سوقاً رئيسية لكرمان، حيث زُرعت فيها بساتين النخيل والحبوب والتوابل، وبحلول عام 1200 تقريباً، احتكرت تجارة الهند والصين، وقام الرحالة الشهير ماركو بولو بزيارتها مرتين.
وفي حوالي عام 1300، هجر حاكم هرمز العربي البر الرئيسي بسبب اللصوص، وأسس هرمز جديدة في الجزيرة، التي حلت تدريجياً محل جزيرة قيس (كيش) كمركز تجاري رئيسي في الخليج، حيث أصبحت سوقاً للهند، وهيمنت على جزر الخليج الأخرى وأحياناً على البر الرئيسي لعمان.
مقال مقترح: رد الداخلية على فيديو أجانب مدينة نصر حول مخدرات عيني عينك
استولى البرتغاليون على هرمز في عام 1514، وقاموا ببناء حصن، وظلت الجزيرة تحت السيطرة البرتغالية لأكثر من قرن، لكن صعود الإنجليز واستياء الشاه الفارسي من الاحتلال البرتغالي أديا إلى استيلاء القوات الأنجلو-فارسية المشتركة على هرمز في عام 1622.
تم تأجير هرمز، إلى جانب جزيرة جيشون الكبرى وميناء بندر عباس، لحكام مسقط وعمان بين عامي 1798 و1868، ولم يتبق من المدينة القديمة سوى جزء من الحصن البرتغالي.
من الذي يتحكم في المضيق؟
توجد عدة جزر في مدخل المضيق، مثل جزر قشم ولاراك الإيرانية وجزر طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، وهي محل نزاع بين إيران والإمارات.
في عام 1819، شملت معاهدة الحماية بين حكام الخليج وبريطانيا الجزر الثلاث، وحاولت إيران فرض سيطرتها على تلك الجزر عدة مرات في أعوام 1904 و1923 و1963، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.
عندما أعلنت بريطانيا انسحابها من الجزر عام 1968، كانت الفرصة سانحة لإيران لفرض سيطرتها، وأصبحت جزيرة أبو موسى تابعة لها، حيث كان يُطلق عليها في الخرائط القديمة “بوماوف”، أي “أرض المياه” بالفارسية.
في عام 1971، وقع حاكم الشارقة خالد القاسمي مذكرة تفاهم مع إيران برعاية بريطانيا، تنص على “تقاسم السيادة على جزيرة أبو موسى”، حيث نصت الاتفاقية على نشر قوة عسكرية إيرانية في نصف الجزيرة.
قامت إيران ببسط سيطرتها على جزيرتي طنب الكبرى والصغرى، مما أدى إلى نزوح بعض العائلات، ومنذ ذلك الحين، أصبحت الجزر موضع نزاع مستمر بين الطرفين.
تبلغ مساحة جزيرة طنب الكبرى نحو 9 كيلومترات مربعة، وتقع شرقي الخليج العربي بالقرب من مضيق هرمز، وتبعد حوالي 30 كيلومتراً عن إمارة رأس الخيمة، وكانت تتبع إمارة رأس الخيمة قبل تأسيس دولة الإمارات، وخضعت للسيطرة الإيرانية عام 1971 بعد الانسحاب البريطاني.
أما طنب الصغرى، فتقع على بعد حوالي 12.8 كيلومتراً غرب طنب الكبرى، وتبلغ مساحتها 2 كيلومتر مربع فقط، بينما تتمتع جزيرة أبو موسى بأهمية استراتيجية كبيرة، حيث بسطت إيران سيطرتها عليها عام 1971، قبل يومين من استقلال الإمارات عن بريطانيا، وتقع على بعد 94 كيلومتراً من مضيق هرمز، وتبلغ مساحتها 12.8 كيلومتراً مربعاً.
ترفض إيران التفاوض بشأن السيادة على الجزر الثلاث، وفي عام 1992، نصبت إيران صواريخ مضادة للسفن في الجزيرة، وأقامت قاعدة للحرس الثوري الإيراني وقاعدة بحرية.
توجد أيضًا جزيرة لاراك، التي تقع على الساحل الشرقي من المضيق، ويبلغ طولها حوالي 6 أميال وعرضها حوالي 4 أميال، وسُميت نسبةً إلى شجرة الأراك الموجودة بكثرة فيها، بينما جزيرة قشم، وهي أكبر جزيرة في الخليج، تبلغ مساحتها 1491 كيلومتراً مربعاً، وتقع عند مدخل الخليج في مضيق هرمز، وكانت تسكنها قبائل عربية، وحكمها القواسم الذين دخلوا في صراع ضد البريطانيين والفرس، وهي تابعة حالياً لإيران.
توجد أيضاً جزيرة هنيام (هنجام)، التي كانت تابعة لعمان، ولكن انتقال آل بوفلاسه إليها منذ عام 1826 عزز من مركزهم، وارتبطوا بحكام إمارة دبي، وتقع الجزيرة مقابل السواحل الجنوبية لجزيرة القشم، وتعيش فيها جالية كبيرة من العرب، خاصة من آل بوفلاسه، وفي أوائل عام 1928، أحكمت إيران قبضتها على الجزيرة، وغادر حاكم الجزيرة الشيخ عبيد بن جمعة الفلاسي إلى عمان.
إلى جانب الجزر التابعة لإيران، هناك مواقع عمانية تتحكم أيضًا في مدخل المضيق، مثل شبه جزيرة مسندم، التي تقع شمال الإمارات، وتبلغ مساحتها حوالي 1900 كيلومتر مربع، فضلاً عن مجموعة جزر صغيرة قريبة من رأس مسندم تتبع سلطنة عمان.
خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، كان المضيق من أكثر المواقع اشتعالًا، حيث شهد تدمير مئات السفن، ففي 24 يوليو/تموز 1987، اصطدمت ناقلة كويتية تحمل العلم الأمريكي بلغم إيراني، مما دفع الولايات المتحدة إلى نشر مزيد من القوات، وزادت التوترات بين الجانبين، وفي سبتمبر من نفس العام، هاجمت المروحيات الأمريكية سفينة إيرانية بعد مشاهدتها وهي تزرع الألغام ليلاً.
بعد ذلك، تعرضت فرقاطة أمريكية وسفن أخرى لتفجيرات، مما دفع القوات الأمريكية للرد بقوة، فدمرت قواعد الحرس الثوري الإيراني، وهاجمت السفن الحربية الإيرانية، وانتهت الحرب لكن ليس قبل أن يسقط الطراد الأمريكي، يو إس إس فينسنس، طائرة إيرباص A300 الإيرانية، ظناً منه أنها طائرة حربية، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب وطاقم الطائرة البالغ عددهم 290 شخصاً.
شهدت السنوات الأخيرة هجمات ضد سفن واحتجاز ناقلات نفط، وذلك في إطار الصراع الدائر في المنطقة بين طهران وواشنطن وحلفائها.