خسائر البورصة تتواصل مع هبوط 7%.. ما الذي ينتظرنا في الأيام القادمة؟

في فجر يوم الجمعة، شنت إسرائيل غارات جوية استهدفت مواقع داخل إيران، حيث طالت المنشآت العسكرية والنووية الحساسة، بالإضافة إلى اغتيالات استهدفت شخصيات بارزة من القيادات العسكرية والعلماء المتخصصين في المجال النووي، مما يعتبر من أعنف الهجمات منذ بدء التصعيد بين الجانبين.

خسائر البورصة تتواصل مع هبوط 7%.. ما الذي ينتظرنا في الأيام القادمة؟
خسائر البورصة تتواصل مع هبوط 7%.. ما الذي ينتظرنا في الأيام القادمة؟

ولم تتأخر إيران في الرد، حيث قامت بشن هجوم مضاد مستخدمة صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت عدة مدن داخل إسرائيل، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين، في تطور ينذر بإشعال صراع إقليمي واسع، وأشار سعيد الفقي، العضو المنتدب لشركة أصول القابضة، إلى أن الوضع الراهن لا يمكن قياسه بمقاييس اقتصادية أو بعوامل تتعلق بقوة أو ضعف سوق الأوراق المالية، بل إن العامل الأساسي المؤثر هو التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن الوضع الحالي يتسم بحالة من الترقب لدى المستثمرين، الذين ينتظرون ما إذا كانت هناك تداعيات إضافية وتصعيد في التوترات، وهو ما قد يدفع البعض إلى البيع أو التوقف عن التداول مؤقتًا لحين اتضاح الرؤية.

وأوضح الفقي أن البورصة المصرية شهدت تراجعًا حادًا بنحو 1500 نقطة، بما يعادل 4.6%، واصفًا هذا الهبوط بأنه كبير جدًا، لدرجة أن أسواق دول طرفي الصراع – إيران وإسرائيل – لم تشهد تراجعات مماثلة، بل لم تسجل حتى ربع هذه النسبة، مضيفًا أن أسواق الخليج كذلك لم تتأثر بنفس القدر.

وتابع الفقي أن هذا التراجع الحاد ناتج عن حالة من الهلع أصابت المستثمرين، نتيجة المخاوف من حالة الضبابية التي تسيطر على المشهد السياسي، ولفت إلى أن تفاقم هذه المخاوف بين المستثمرين المحليين يرجع إلى غياب التوعية الكافية، وضعف الدراسة والتأهيل في كيفية التعامل مع مثل هذه الأزمات.

وأشار إلى أن أحجام التداول اليوم كانت أقل من المعتاد، حيث سجلت نحو 4 مليارات جنيه، مؤكدًا أن زيادة أحجام التداول مرهون بما سيحدث خلال نهاية اليوم وحتى نهاية جلسة الغد، وفسر كلامه قائلًا: “إنه في حال حدوث تصعيد جديد، قد تشهد مؤشرات البورصة مزيدًا من التراجعات، أما إذا ساد الاستقرار النسبي، فمن المتوقع أن يتحسن الأداء”

وأشار الفقي إلى أن السوق أغلق اليوم عند مستوى 31 ألف نقطة، مؤكدًا أن مستويات الدعم والمقاومة تصبح “هشة” في أوقات الأزمات، إذ لا يكون لها التأثير المعتاد، فعلى سبيل المثال، مستوى الدعم الذي يفترض أن يمثل نقطة ارتداد، قد لا يصمد أمام حالة الذعر السائدة في السوق.

وأوضح حسام عيد، عضو مجلس إدارة شركة “كابيتال فاينانشال” القابضة، بأنه في حال تراجع حدة الأزمة وعودة الاستقرار النسبي إلى المنطقة، فمن المتوقع أن ينعكس ذلك إيجابيًا على أداء المؤشر الرئيسي، ويدعم ارتداد أغلب الأسهم القيادية في مختلف القطاعات.

واستكمل أن أداء السوق المحلي خلال الفترة المقبلة سيكون مرهونًا بمدى تراجع التداعيات السلبية للتوترات الجيوسياسية، وأضاف أن البورصة المصرية باتت على صفيح ساخن، تزامنًا مع تصاعد حدة الصراع في منطقة الشرق الأوسط واندلاع تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل، ما ألقى بظلاله السلبية على أداء السوق منذ بداية جلسة التداول.

وأوضح عيد أن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية شهد هبوطًا حادًا بأكثر من 2400 نقطة، مسجلاً تراجعًا تجاوز 7%، إلا أنه تمكن لاحقًا من تقليص جزء كبير من خسائره بارتداد تجاوز 800 نقطة، ليغلق عند مستوى 31016 نقطة، وأشار إلى أن هذا الارتداد جاء بفضل تعافي عدد من الأسهم القيادية رغم الاتجاه البيعي للمؤسسات المالية المحلية والعربية والأجنبية، والتي قامت بجني الأرباح، ما أثر سلبًا على أداء السوق بشكل عام.

اقرأ أيضًا :