كيف ستتأثر أسعار النفط إذا نفذت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز؟

توقع خبراء في قطاع البترول واقتصاديون خلال حديثهم مع “نبأ العرب” أن تشهد أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة المقبلة، خاصة في حال تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث قد يؤدي إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20 مليون برميل من النفط يوميًا، إلى تفاقم الوضع، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

كيف ستتأثر أسعار النفط إذا نفذت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز؟
كيف ستتأثر أسعار النفط إذا نفذت إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز؟

منذ بداية الصراع بين إيران وإسرائيل، شهدت أسعار النفط زيادات كبيرة، حيث ارتفعت بنسبة 13% بعد أن قامت إسرائيل بشن موجة من الضربات العسكرية ضد أهداف في إيران، واستمرت في الارتفاع بعد أن ردت إيران بهجوم مضاد استهدف عدة مدن داخل إسرائيل باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، مما جعل كلا المؤشرين يشهدان أكبر تحركات لهما منذ عام 2022 عندما أدى غزو روسيا لأوكرانيا إلى زيادة أسعار الطاقة.

أزمة في إمدادات الطاقة، قال جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن أي تصعيد في التوترات العسكرية في المنطقة قد ينعكس سلبًا على حركة ناقلات النفط العابرة من بحر العرب إلى المحيط الهندي عبر مضيق هرمز، مما يؤثر مباشرة على أسعار الخام.

وأوضح القليوبي لـ”نبأ العرب” أن ارتفاع أسعار التأمين على الناقلات في حال تصاعد التهديدات وتأخير وصول الشحنات إلى الأسواق سيساهمان في نقص المعروض، مما يدفع الأسعار للزيادة.

وحذر القليوبي من أن إغلاق مضيق هرمز، إذا حدث، قد يدفع دولًا كبرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند والصين إلى أزمة في إمدادات الطاقة، مما قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية وانقطاعات كهرباء في هذه الدول.

وأشار إلى أن هذا قد يستدعي تشكيل تكتل عسكري لإعادة فتح المضيق وتأمين حركة الشحن، سواء للنفط الخام أو الغاز المسال.

كما أوضح أن أكثر من 30% من الإمدادات العالمية من الطاقة قد تتأثر في حال تعطلت حركة الملاحة عبر المضيق، مضيفًا أن اليابان تعتمد على نحو 45% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي والبترول الخام من هذا الممر، بالإضافة إلى اعتماد كوريا الجنوبية والهند عليه.

وتابع أن هذه الأحداث قد تدفع الطلب للارتفاع، مما قد يؤدي إلى وصول أسعار النفط إلى 85 دولارًا للبرميل.

الإمدادات مستقرة حتى الآن، قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن إمدادات النفط لم تتأثر حتى الآن بالأحداث بين إيران وإسرائيل، موضحًا أن ما يحدث في الأسواق هو مجرد مضاربات على الشاشات تم تصحيحها مؤخرًا.

وأوضح النحاس خلال حديثه مع “نبأ العرب” أن الأسعار كانت تتجه لكسر حاجز الـ60 دولارًا للبرميل، لكن حدث تصحيح، وصارت تتحرك حاليًا حول مستوى 70 دولارًا، سواء بالزيادة أو النقصان في حدود 5 دولارات حتى نهاية العام.

وأضاف أنه في حال تصاعدت وتيرة التوترات أو تم إغلاق مضيق هرمز، قد ترتفع الأسعار إلى مستويات تتراوح بين 90 و100 دولار للبرميل.

وأشار إلى أن زيادة الإنتاج التي تقررها منظمة أوبك قد تساهم في وقف المضاربات التي تسيطر حاليًا على السوق، دون وجود زيادة حقيقية في الطلب أو نقص في المعروض.

وأوضح أن نحو 85% من صادرات نفط الخليج الموجهة للصين، وقرابة 90% من النفط المتجه لليابان تمر عبر مضيق هرمز، مما يعني أن أي إغلاق سيؤثر بشكل مباشر على أكبر اقتصادين في آسيا، وهو ما قد يعقد الوضع في الأسواق العالمية.

كما لفت إلى أن دول الخليج المنتجة للنفط، في حال تعطل تصديرها عبر المضيق، قد تواجه صعوبة في توجيه منتجاتها إلى أسواق بديلة.

وأكد الخبيران أنه في حال ارتفعت الأسعار، ستتأثر مصر بشكل مباشر من خلال ارتفاع تكاليف الاستيراد، مما سيضغط على المخزون الدولاري، والذي تحاول مواجهته حاليًا بتأمين احتياجاتها من خلال استيراد شحنات الغاز والمازوت.