أكثر الدول تأثرًا بإغلاق إيران لمضيق هرمز وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي

مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، تزداد المخاوف حول مضيق هرمز، وهو الممر الحيوي لتجارة النفط عالمياً، حيث تثير احتمالية إغلاقه أو تعطيل الملاحة فيه قلقاً كبيراً من أزمة طاقة قد تؤثر على الاقتصاد العالمي، فما هي السيناريوهات المحتملة لإغلاقه، ومن هي الدول الأكثر تأثراً بهذه الأزمة؟

أكثر الدول تأثرًا بإغلاق إيران لمضيق هرمز وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي
أكثر الدول تأثرًا بإغلاق إيران لمضيق هرمز وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي

معلومات أساسية عن مضيق هرمز

بحسب ما ذكرته “BBC”، يُعتبر مضيق هرمز قناة تربط بين إيران وسلطنة عمان، ويبلغ عرضه عند المدخل والمخرج حوالي 50 كيلومتراً، بينما تصل أضيق نقطة في منتصفه إلى نحو 40 كيلومتراً، ومع ذلك، فإن الجزء الأوسط من المضيق عميق بما يكفي لاستيعاب السفن الكبيرة، وتُقدّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن حوالي 20 مليون برميل من النفط تمر عبر المضيق يومياً خلال النصف الأول من عام 2023، وهو ما يعادل قيمة تصل إلى 600 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن أي خلل في هذا الممر المائي قد يؤدي إلى تأخيرات كبيرة في نقل النفط على مستوى العالم، مما يؤثر بشكل مباشر على الأسعار.

المحللون يحذرون من أن تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران قد يحمل عواقب وخيمة، حيث يمكن أن تستقطب الدول الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تعتمد على واردات النفط من دول الخليج.

كيف يمكن لإيران إغلاق مضيق هرمز؟

تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكي عام 2012 أشار إلى أن إيران قد تتبع نهجاً تدريجياً لإغلاق المضيق، حيث يتضمن ذلك:

إعلان حظر الملاحة في مضيق هرمز دون تحديد عواقب انتهاكه بشكل واضح، والإعلان عن خضوع السفن المارة للتفتيش أو المصادرة، وإطلاق عيارات تحذيرية على السفن، واستهداف سفن محددة، وزرع الألغام البحرية في المضيق والخليج، واستخدام الغواصات والصواريخ لاستهداف السفن التجارية والعسكرية، وخلال الحرب العراقية – الإيرانية، قامت إيران بنشر صواريخ وزرع ألغام بحرية في مياه الخليج، حيث أصاب أحد هذه الألغام المدمرة الأمريكية “يو إس إس صامويل بي روبرتس”، مما دفع الجيش الأمريكي للرد، ورغم أن إيران لم تنجح في إغلاق المضيق بالكامل، إلا أنها تسببت في زيادة أقساط التأمين على الشحن البحري وازدحام بحري مكلف عند مخرج الخليج.

من هي الدول الأكثر تضرراً في حال إغلاق المضيق؟

أبحاث شركة التحليلات “فورتيكسا” تشير إلى أن المملكة العربية السعودية تصدر حوالي 6 ملايين برميل من النفط الخام يومياً عبر مضيق هرمز، وهو أعلى رقم بين الدول المجاورة، بينما تُعتبر الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية من أكبر مستوردي النفط الخام الذي يمر عبر المضيق، وتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تشير إلى أنه في عام 2022، كان نحو 82% من النفط الخام والمكثفات التي غادرت المضيق متجهة إلى الدول الآسيوية، وفي 16 أبريل 2025، أي قبل ثلاثة أيام من الضربات الصاروخية الإسرائيلية على الدفاعات الجوية الإيرانية، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” عن الرئيس الكوري الجنوبي قوله إن 60% من إمدادات بلاده من النفط تمر عبر مضيق هرمز، كما أن الولايات المتحدة تستورد نحو 700 ألف برميل من النفط الخام والمكثفات من المضيق يومياً، مما يمثل نحو 11% من إجمالي وارداتها من النفط و3% من استهلاكها من البنزين.

بالنظر إلى ذلك، يبدو أن الدول العربية والآسيوية ستعاني أكثر من غيرها في حال حدوث إغلاق محتمل لمضيق هرمز، مقارنةً بالولايات المتحدة أو القوى الأوروبية التي تحالفت سياسياً مع إسرائيل خلال التصعيد الأخير، بينما تحتفظ عدد من الدول الآسيوية بعلاقات جيدة أو ربما وثيقة مع إيران.