(بي بي سي).

مواضيع مشابهة: طريقة التسجيل الإلكترونية لاختبارات القدرات 2025 وكيفية القيام بها بسهولــة
أظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية التي راجعتها خدمة “بي بي سي لتقصّي الحقائق” أن أكثر من 30 طائرة عسكرية أمريكية تم نقلها من قواعد في الولايات المتحدة إلى أوروبا بين يومي السبت والثلاثاء، حيث تُستخدم جميع هذه الطائرات في عمليات تزويد المقاتلات والقاذفات بالوقود، ووفقًا لموقع Flightradar24، توقفت سبع منها على الأقل – وكلها من طراز “كاي سي-135” – في قواعد جوية أمريكية في إسبانيا واسكتلندا وإنجلترا.
تأتي هذه الرحلات الجوية العسكرية الأمريكية في وقت تتواصل فيه الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، بعد عملية شنتها إسرائيل يوم الجمعة لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، ولم يتضح ما إذا كانت هذه التحركات الأمريكية مرتبطة بشكل مباشر بالصراع، لكن أحد الخبراء أشار إلى أن رحلات طائرات التزويد بالوقود كانت “استثنائية للغاية”.
قال جاستن برونك، كبير المحللين في معهد الخدمات الملكية المتحدة، إن هذه التحركات “تشير بقوة” إلى أن الولايات المتحدة تضع خطط طوارئ “لدعم عمليات قتالية مكثفة” في المنطقة خلال الأسابيع المقبلة، واستمرت الطائرات السبع التي تابعتها “بي بي سي لتقصّي الحقائق” في رحلتها، حيث شوهدت وهي تحلق شرق صقلية حتى ظهر الثلاثاء، ولم تُحدد وجهة ست منها، بينما هبطت واحدة في جزيرة كريت اليونانية.
اقرأ كمان: وزير المالية يبحث عن أدوات تمويل ميسرة لتعزيز مشروعات البنية التحتية والرقمية
نائب الأدميرال مارك ميليت، الرئيس السابق للقوات الدفاعية الأيرلندية، قال إن هذه التحركات قد تكون جزءًا من سياسة أوسع نطاقًا تعتمد على “الغموض الاستراتيجي”، تهدف إلى التأثير على إيران ودفعها لتقديم تنازلات في المحادثات بشأن برنامجها النووي.
شنّت إسرائيل هجومًا على البنية التحتية النووية الإيرانية يوم الجمعة، بعد يوم واحد فقط من انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإيران للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وتأتي تحركات الطائرات وسط تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة نقلت أيضًا حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” من بحر الصين الجنوبي إلى الشرق الأوسط، حيث أُلغيت فعالية كانت مقررة في فيتنام بمشاركة السفينة، بناءً على ما وصفته السفارة الأمريكية في هانوي بـ”متطلب عملياتي طارئ”.
أظهر موقع “مارين ترافيك” المتخصص في تتبع السفن أن آخر موقع مسجل لحاملة الطائرات “نيميتز” كان في مضيق ملقا متجهة إلى سنغافورة صباح الثلاثاء، حيث تقل “نيميتز” كتيبة من الطائرات المقاتلة، وترافقها عدة مدمرات مزودة بصواريخ موجهة، كما نقلت الولايات المتحدة مقاتلات من طراز إف-16، وإف-22، وإف-35 إلى قواعد في الشرق الأوسط، وفقًا لما ذكره ثلاثة مسؤولين دفاعيين لوكالة “رويترز” يوم الثلاثاء، ويمكن استخدام طائرات التزويد بالوقود التي نُقلت إلى أوروبا خلال الأيام الماضية لتزويد هذه المقاتلات بالوقود.
يعتقد أن طهران تدير موقعين رئيسيين لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، وقد تعرض موقع نطنز لقصف إسرائيلي بالفعل، بينما يقع موقع فوردو في عمق مجمع جبلي قرب مدينة قم، ولإختراق هذه المنشآت، من المحتمل أن تضطر الولايات المتحدة لاستخدام قنابل “جي بي يو-57 آي/بي” الخارقة للتحصينات، وفقًا لما ذكره مسؤولان عسكريان غربيان رفيعا المستوى، وتزن هذه القنابل 30 ألف رطل (13,600 كغم)، وتُعرف أيضًا باسم “القنابل الخارقة للتحصينات”.
تعتبر هذه القنبلة السلاح التقليدي الوحيد المعروف بقدرته على اختراق ما يصل إلى 60 متراً من الخرسانة، ولا تستطيع حملها سوى قاذفة الشبح “بي-2″، ومؤخراً، كان لدى الولايات المتحدة سرب من قاذفات “بي-2” في قاعدتها بجزيرة دييغو غارسيا، ورغم أن الجزيرة تبعد نحو 2,400 ميل عن الساحل الجنوبي لإيران، فإن وجود القاذفات هناك يجعلها ضمن مدى نيران محتمل، قال المارشال الجوي غريغ باغويل، نائب رئيس عمليات سلاح الجو الملكي البريطاني سابقًا، إن بإمكانكم الحفاظ على عملية مستدامة انطلاقًا من دييغو غارسيا بكفاءة أعلى بكثير، ويمكنكم تشغيلها على مدار الساعة.
أظهرت صور أقمار صناعية تمركز قاذفات “بي-2” في الجزيرة في نهاية شهر مارس/آذار، لكن الصور الأحدث لم تُظهر أي وجود لها هناك، ونائب الأدميرال ميليت يتوقع عودة القاذفات إلى الجزيرة قبل أي عملية ضد إيران، واصفًا غيابها بأنه “قطعة مفقودة من اللغز”، وقد وافقه الرأي المارشال الجوي باغويل، لكنه أشار إلى أن طائرات “بي-2” معروفة بقدرتها على العمل المتواصل لمدة 24 ساعة، ويمكنها الإقلاع من البر الرئيسي للولايات المتحدة إذا قرر البيت الأبيض تنفيذ ضربة، وتابع: “لقد جرّدت إيران من أي وسيلة كانت تمتلكها للدفاع عن نفسها، ما يترك بوضوح أي أهداف عسكرية أو حتى نووية تحت رحمة ما تقرر إسرائيل فعله بها”.