أكد خبراء أسواق المال في حديثهم مع “نبأ العرب” أن استئناف برنامج الطروحات الحكومية في الوقت الحالي قد يؤدي إلى ضعف أو فشل الطرح، خاصة مع حذر المستثمرين في أسواق المال نتيجة تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل، والتي بدأت منذ الجمعة الماضية، مما تسبب في خسائر فادحة للبورصات في المنطقة على مدار الأسبوع الجاري.

مواضيع مشابهة: أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور بتاريخ 28 مايو 2025 وارتفاع أسعار البطاطس
كشفت وزارة المالية في تقريرها المالي أن مصر تستهدف جمع ما بين 4 و5 مليارات دولار من طرح حصص مملوكة للدولة في 11 شركة خلال العام المالي المقبل الذي يبدأ في يوليو، ومن بين هذه الشركات 5 مملوكة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة.
كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد أشار في مؤتمر صحفي سابق إلى أن مصر عازمة على استئناف برنامج الطروحات خلال العام المالي المقبل، بشرط استمرار الأوضاع الحالية في المنطقة وعدم تصعيد التوترات الجيوسياسية الراهنة.
التعامل بحذر.
قالت حنان رمسيس، خبيرة سوق المال، إن السوق المحلي لا يستطيع تحمل أي طروحات حكومية جديدة في ظل الأزمة الحالية وتصاعد الحرب، مما أدى إلى خسائر فادحة للمستثمرين في أسواق المال الإقليمية، بالإضافة إلى تراجع قيم التداول في البورصات، بما في ذلك السوق المصري.
أضافت أنه من الضروري التريث في الوقت الحالي حتى تستعيد المؤشرات عافيتها، إلا إذا كانت هناك مؤسسات محددة ستدخل الاكتتاب وتغطي نسبة الطرح، مما يدعم نجاحه، أو يتم التوجه نحو مستثمر استراتيجي بشرط تقديم تقييم عادل للسعر، وليس بسعر متدنٍ.
أكدت رمسيس أن الاعتماد على الترويج الخارجي للاكتتابات أصبح صعبًا في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، مشيرة إلى أن نجاح الطروحات الحكومية في هذه المرحلة يعتمد على عدة محفزات، أبرزها ارتفاع قيم التداول اليومية، وتحسن أداء المؤشر الرئيسي ليعود مجددًا إلى مستوى 33 ألف نقطة.
مقال له علاقة: سعر الذهب اليوم في البورصة المصرية 26 مايو 2025: كل ما تحتاج معرفته
أوضحت أن المستثمر الأجنبي الموجود حاليًا في السوق المصري يتعامل بحذر شديد، ويرى أن الوضع قد يتأزم أكثر، لذا يفضل الاحتفاظ بسيولته النقدية دون الدخول في استثمارات جديدة خلال الفترة الراهنة.
تخوف المستثمرين وخسائر متوقعة.
واتفق معه حسام عيد، خبير أسواق المال، حول أن السوق المحلي غير قادر على استيعاب الطروحات الحكومية في الوقت الحالي، موضحًا أن هذه الظروف تمثل عائقًا مباشرًا أمام نجاح أي طرح جديد.
وأشار إلى ضرورة أن تتريث الحكومة المصرية وتؤجل الطروحات حتى تتحسن الأوضاع، خاصة وأن الحديث عن برنامج الطروحات بدأ منذ عام 2017، مؤكدًا أن الإصرار على تنفيذ الطرح في ظل تصاعد الأحداث قد يؤدي إلى عزوف المستثمرين.
استشهد عيد بطرح شركة “طيران ناس”، أول شركة طيران قطاع خاص تدرج في السوق السعودي، خلال جلسة أمس، والذي لم يشهد الإقبال المتوقع، نتيجة الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وارتفاع حدة الصراع بين إيران وإسرائيل.
شدد على ضرورة اختيار توقيت الطرح بعناية، بعد استقرار الأوضاع وهدوء الأزمات، لافتًا إلى أن أداء المؤشر الرئيسي للبورصة في بداية الربع الثاني من العام الجاري كان قد نجح في اختبار مستوى مقاومة هام عند 33 ألف نقطة، بدعم من ارتداد أغلب الأسهم القيادية، ما كان يمثل فرصة جيدة لطرح إحدى الشركات، قبل أن تتأثر الأسواق سلبًا بأزمة الرسوم الجمركية التي أثارها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي ساهمت في موجة هبوط حادة بالبورصات، بما في ذلك السوق المحلي.
أوضح أن الطروحات الجديدة تعد وسيلة آمنة وفعالة لجذب تدفقات نقدية واستثمارات إلى سوق المال المصري، مؤكدًا أن الأزمات الجيوسياسية تلقي بظلالها على أداء البورصات، بما فيها السوق المحلي، وتمثل عائقًا رئيسيًا أمام جذب الاستثمارات وتؤثر بشكل مباشر في قرارات رؤوس الأموال.
اقرأ أيضًا :