أوضح الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن الأسبوع الأول من الحرب شهد حالة من الارتباك الشديد، مما جعل تحليل الموقف وتوقع مساراته أمرًا معقدًا نتيجة تعدد السيناريوهات والتداعيات المحتملة، وخلال حديثه مع الإعلامي تامر أمين في برنامجه “آخر النهار” على قناة النهار، أضاف أن المدة الزمنية للمواجهات وإمكانية دخول أطراف مثل الولايات المتحدة ستحدد مسار الصراع، مشيرًا إلى تصريحات الرئيس ترامب المتناقضة التي زادت من حالة الغموض حول الموقف.

مقال مقترح: وزير النقل يتعاون مع بيلاروسيا لإنشاء مركز لوجستي لتخزين الحبوب وتحسين التجارة
وأكد سلامة أن هناك مشروعين متصارعين، الأول مشروع صهيوني يسعى للتوسع الاستيطاني وإثبات قوة إسرائيل، والثاني مشروع إيراني يهدف إلى الهيمنة الإقليمية، مستفيدًا من الغطاء الديني لتعزيز نفوذه، وأشار إلى أن إيران تمكنت من خداع إسرائيل عسكريًا بعد تلقيها ضربة قوية في اليوم الأول، حيث استخدمت استراتيجية إرسال صواريخ ضخمة غير مؤثرة في البداية، ثم صواريخ باليستية عالية التأثير مثل “فتاح” و”سيجيل”، مما قلل عدد الصواريخ الواصلة لإسرائيل لكنه زاد من فعاليتها.
وشدد سلامة على أن ترامب يسعى لتجنب التورط العسكري المباشر، مفضلًا التفاوض عبر وسطاء لتأمين المصالح الأمريكية في الخليج، خاصة في مواجهة الصين، مستخدمًا العقوبات كأداة لاستنزاف إيران دون الحاجة لمواجهة عسكرية.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية، أن إيران استعادت جزءًا من هيبتها داخليًا من خلال ردودها القوية على إسرائيل، خاصة في استهداف مدن مركزية مثل حيفا وتل أبيب، وأضاف أن عنصر الوقت يصب في مصلحة إيران، التي تعتمد على حرب استنزاف طويلة الأمد، على عكس إسرائيل التي تفتقر إلى “الروح” رغم تفوقها التكنولوجي ودعمها الأمريكي.
وأوضح لاشين أن إيران استنزفت صواريخ إسرائيل الاعتراضية، مما قلل فاعلية القبة الحديدية، حيث تقلصت فترة الإنذار من 10 دقائق إلى دقيقتين، وأشار إلى أن إيران طورت قدراتها الصاروخية بشكل كبير خلال سنوات الحصار، مما قلب العيب إلى ميزة، حيث تمتلك مخزونًا ضخمًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
اقرأ كمان: إسرائيل تحذر خامنئي من مصير مشابه لصدام حسين في ظل التوترات الحالية
وأكد أن تصريحات المرشد الإيراني تهدف إلى ردع أمريكا، محذرًا من استهداف مصالحها في المنطقة إذا تدخلت عسكريًا، وذكر لاشين أن الهدف الإسرائيلي-الأمريكي ليس بالضرورة إسقاط النظام الإيراني حاليًا، لكن قد يصبح هدفًا لاحقًا، خاصة أن إسرائيل تسعى لنظام أكثر مرونة تجاهها، وأضاف أن الداخل الإيراني يشهد تماسكًا نسبيًا، حيث تدعم مظاهرات مليونية النظام بعد صلاة الجمعة، مدفوعة بالأيديولوجية الدينية ومصالح اجتماعية مرتبطة بمؤسسات مثل الحرس الثوري، الذي يسيطر على 40% من الاقتصاد.