جدل كبير حول الرسوب الجماعي.. خبير تربوي يكشف الأسباب ويقدم الحلول الفعالة

أحدث رسوب جماعي لعدد من طلاب إحدى المدارس الإعدادية ضجة كبيرة في الأوساط التعليمية، حيث اعتبر الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن هذه الظاهرة تمثل مشكلة خطيرة تستدعي النظر إليها بجدية، إذ تعكس تدهورًا في مستوى التحصيل الفعلي للطلاب، والذي يظهر بوضوح في الشهادات العامة التي تُصحح خارج المدرسة، مما يعني أن النتائج لا تتأثر بتدخلات المعلمين.

جدل كبير حول الرسوب الجماعي.. خبير تربوي يكشف الأسباب ويقدم الحلول الفعالة
جدل كبير حول الرسوب الجماعي.. خبير تربوي يكشف الأسباب ويقدم الحلول الفعالة

التلاعب في نسب النجاح يزيد من تفاقم الأزمة، حيث أشار شوقي إلى أن بعض إدارات المدارس والإدارات التعليمية تتدخل لرفع نسب النجاح بشكل صوري في صفوف النقل، مما يؤدي إلى تفاقم ضعف الطلاب، حيث لا يتم معالجة المشكلة بشكل جذري، مما يظهر بوضوح عند أول امتحان خارجي حقيقي في الشهادة الإعدادية.

منع الغش الجماعي ساهم في كشف المستوى الحقيقي للطلاب، حيث أكد الخبير التربوي على أهمية ضبط الامتحانات كخطوة أولى لتحديد أسباب الرسوب الجماعي بدقة، مشددًا على أن العقاب وحده لا يكفي، بل يجب التعامل مع الأسباب الجذرية بطريقة تربوية علمية.

الدروس الخصوصية لا تعتبر حلاً فعالًا لتعويض ضعف التحصيل، بل هي مجرد “مسكنات” قصيرة المدى لا تعالج جذور المشكلة، حيث لم يستفد هؤلاء الطلاب من المناهج القديمة التي كانت تعتمد على الحفظ والتلقين، مما يبرز الفجوة بينهم وبين مناهج البكالوريا المتقدمة.

رفض الدكتور شوقي اختزال ظاهرة الرسوب الجماعي في سبب واحد، مؤكدًا أن هناك مجموعة من العوامل المتداخلة، مثل غياب الأسرة عن متابعة أبنائها، وانعدام التنسيق بينها وبين المدرسة، بالإضافة إلى نقص التشخيص النفسي والتربوي في سن مبكرة، رغم أن الوزارة بدأت حاليًا في التركيز على هذا الجانب.

غياب التقييم الحقيقي للطلاب في الصفوف الدراسية الأولى كان أحد أبرز العوامل، حيث كان النجاح تلقائيًا، ولكن هذا العام شهد عودة التقييم في تلك الصفوف لضمان اكتساب الطلاب الحد الأدنى من المهارات المطلوبة.

ارتفاع كثافات الفصول كان له تأثير مباشر على ضعف التحصيل، كما أن عدم اتخاذ المدارس إجراءات رادعة تجاه الطلاب المتغيبين ساهم في تفاقم الغياب، مما دفع الوزارة لاتخاذ خطوات لتقليل الكثافات وتفعيل لوائح الانضباط.

هناك مشكلة في مؤهلات معلمي الصفوف الأولى، حيث يمتلك العديد منهم مؤهلات تعليمية أقل، على الرغم من أنهم مسؤولون عن تأسيس الأطفال، وبعض الدول المتقدمة تشترط حصول هؤلاء المعلمين على درجات علمية متقدمة مثل الماجستير.

عوامل اقتصادية مثل الفقر وسوء التغذية وبعد المدارس عن أماكن السكن تُعتبر من أبرز أسباب ضعف التحصيل، مما يستدعي وضع خطط لتوسيع بناء المدارس وتقديم تغذية صحية للطلاب، وهي خطوات بدأت الوزارة بالفعل في تنفيذها.

اختتم الدكتور تامر شوقي تصريحاته بمطالبة وزارة التربية والتعليم بإعادة الصف السادس الابتدائي كشهادة عامة، بهدف الكشف المبكر عن المتأخرين دراسيًا، ووضع خطط علاجية فعالة لهم قبل أن يتفاجأ الجميع بمستويات متدنية في الصف الثالث الإعدادي، مما يصعب معه أي تدخل إصلاحي متأخر.