أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السد العالي يبقى الدرع الأساسي لحماية مصر من الجفاف الناتج عن تخزين إثيوبيا لمليارات الأمتار المكعبة من مياه النيل خلف سد النهضة، وأشار خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر” إلى أن مصر كانت تعتمد مؤخرًا على جزء من مخزون بحيرة السد العالي لتلبية احتياجاتها المائية، وأوضح شراقي أن إثيوبيا حجزت 19 مليار متر مكعب من المياه العام الماضي، وملأت بحيرة سد النهضة بحوالي 60 مليار متر مكعب حتى الآن، لكنها لم تشغل سوى توربينين دون افتتاح رسمي للسد، وأشار إلى أن عدم نقصان المياه في البحيرة من سبتمبر 2024 حتى 14 يونيو 2025 يدل على عدم تشغيل التوربينات، مما يعكس صعوبات تشغيل السد، وأكد أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي وصف فيها تمويل سد النهضة بـ”الغبي”، تحمل تناقضًا، حيث قدمت إدارته معظم التمويل الأمريكي لإثيوبيا، بقيمة مليار دولار سنويًا لمشروعات البنية التحتية، وأضاف أن تكلفة السد ارتفعت من 4.7 مليار دولار في 2011 إلى أكثر من 10 مليارات دولار حاليًا، بمساهمات من دولة عربية قدمت 3 مليارات دولار، منها مليار تم إيداعه في البنك المركزي الإثيوبي، بالإضافة إلى تمويل بعض الدول مثل الصين وعدد من رجال الأعمال من أصول إثيوبية، وأوضح أن السد العالي يولد 3000 ميجاوات، تمثل 7% من كهرباء مصر، مما يعزز دوره الحيوي في تأمين الطاقة والمياه، وأشار إلى أن إيراد النيل هذا العام سيصل كاملًا لمصر، بالإضافة إلى جزء من إيراد العام الماضي المشترك مع السودان، محذرًا من أن استمرار إثيوبيا في التخزين دون تنسيق قد يهدد الأمن المائي الإقليمي.

مقال مقترح: موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025 حسب التوقعات الفلكية