في تطور خطير للأزمة بين واشنطن وطهران، أعلنت الولايات المتحدة عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، وذلك وفق ما أفاد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منشور على حسابه في منصة “تروث سوشيال”، حيث أكد ترامب أن العملية نُفذت بنجاح واستهدفت منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان، مشيرًا إلى عودة الطائرات المشاركة بسلام، ودعا إلى “وقت للسلام” بعد هذه العملية.

شوف كمان: شرطة التموين تضبط 17 طن من الدقيق الأبيض المدعم خلال 24 ساعة
وفي تأكيد على حجم العملية العسكرية، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمريكي أن قاذفات الشبح الأمريكية من طراز “بي-2 سبيريت” شاركت في تنفيذ الضربات على الأراضي الإيرانية، وتُعتبر هذه الطائرات من أكثر الأسلحة تقدمًا في الترسانة الأمريكية، حيث لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، وتُستخدم في مهام استراتيجية عالية الخطورة.
من نفس التصنيف: إغلاق مصفاة تكرير البترول في حيفا بعد استهدافها بصاروخ إيراني
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى تحريك قاذفات “بي-2” من قاعدتها في ولاية ميزوري إلى جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ، وهو ما اعتبره مراقبون تمهيدًا لاستخدامها في عمليات محتملة ضد أهداف إيرانية محصنة، وعلى رأسها منشأة “فوردو” المدفونة تحت جبل، وتُعد من أكثر المنشآت النووية حماية في إيران.
تُعرف “بي-2” بقدرتها الفائقة على التخفي عن الرادارات، وهي الطائرة الوحيدة في العالم القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات مثل قنبلة GBU-57 التي تزن أكثر من 13 طناً، والتي صممت خصيصًا لضرب المخابئ والمنشآت المدفونة عميقًا في الأرض، وتُعتبر هذه القاذفات ركيزة أساسية في “الثالوث النووي” الأمريكي، حيث يمكنها حمل الذخائر التقليدية والنووية على حد سواء، وتنفيذ ضربات بعيدة المدى دون الحاجة للتزود بالوقود.
دخلت القاذفات الخدمة فعليًا في نهاية تسعينيات القرن الماضي، إلا أن استخدامها ظل محدودًا في النزاعات الكبرى فقط، مثل حربي كوسوفو والعراق، وأخيرًا في ليبيا وأفغانستان، وعلى الرغم من قِدم تصميمها، فإن القوات الجوية الأمريكية تواصل تطوير قدراتها التكنولوجية لضمان تفوقها في ساحة القتال.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن إرسال هذه الطائرات إلى قواعد أمريكية خارج البلاد لا يُعد مجرد إجراء عسكري، بل هو رسالة سياسية واضحة تعكس جدية واشنطن في التعامل مع التهديدات، ويؤكد محللون أن قاذفة “بي-2” ليست مجرد آلة حرب ضخمة، بل رمز لقوة الردع الأمريكية، بينما يُقدر عددها بـ19 طائرة فقط، مما يجعل استخدامها في أي عملية مؤشرًا على تحول نوعي في مسار المواجهة، كما أن قدرتها على حمل قنابل خارقة للتحصينات تمنحها تفوقًا نوعيًا على أي طائرة أخرى، بما في ذلك “بي-52” الأقدم والأكبر حجمًا.