كيف يمكن أن تستجيب إيران للهجوم الأمريكي.. استكشاف السيناريوهات المحتملة؟

رغم التحذيرات الإيرانية والدولية للولايات المتحدة من التورط في النزاع القائم مع إسرائيل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الأحد، عن تنفيذ غارات جوية استهدفت مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية، وهو ما أثار ردود فعل متباينة في الساحة الدولية.

كيف يمكن أن تستجيب إيران للهجوم الأمريكي.. استكشاف السيناريوهات المحتملة؟
كيف يمكن أن تستجيب إيران للهجوم الأمريكي.. استكشاف السيناريوهات المحتملة؟

في المقابل، توعدت إيران باستهداف المصالح الأمريكية، بما في ذلك قواعدها في المنطقة، حيث كشف مسؤول أوروبي يوم الجمعة أن طهران حذرت قطر من أن القواعد الأمريكية ستصبح أهدافًا مشروعة في حال تعرضت لهجوم أمريكي، مما يزيد من حدة التوترات الإقليمية.

سرعان ما علقت جماعة أنصار الله “الحوثيين” في اليمن على الهجوم الأمريكي، مشيرة إلى أن على واشنطن تحمل التبعات، مما يفتح المجال أمام عدة سيناريوهات محتملة للرد الإيراني على الهجوم، فما هي أبرز هذه السيناريوهات؟

في تصريحات لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، أكد الباحث الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا عزيزي أن جميع الاحتمالات متاحة أمام طهران للرد على الهجوم الأمريكي على مواقعها النووية، بينما أشار المحلل البحثي الأول في الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران، خسرو صايح أصفهاني، إلى أن التورط الأمريكي المباشر قد يدفع طهران إلى تحريك أذرعها في المنطقة والخلايا النائمة التابعة لمخابراتها حول العالم.

عزيزي أكد أن طهران منذ بدء الهجمات الإسرائيلية يوم 13 يونيو الجاري، قامت باستراتيجية الحفاظ على مخزون كافٍ من الصواريخ تحسبًا لأي هجوم أمريكي محتمل، واستعدادًا لتوسيع نطاق الحرب، إذ تمتلك الولايات المتحدة قواعد عسكرية في 19 موقعًا على الأقل في منطقة الشرق الأوسط، تستضيف ما بين 40 إلى 50 ألف جندي أمريكي.

وبعد الانخراط الأمريكي المباشر في الحرب، لا يستبعد عزيزي ردودًا انتقامية إيرانية تستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة، بالإضافة إلى إمكانية تعطيل حركة نقل النفط العالمية في مضيق هرمز، الذي يعد ممرًا حيويًا لشحن النفط، مما يزيد من تعقيد الوضع.

إلى جانب ذلك، يرى الباحث الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية أن طهران قد تطلق العنان لعمليات تخريبية أخرى، باعتبار المواجهة الحالية صراعًا وجوديًا للنظام الإيراني.

في تطور آخر، أفادت شبكة “إن بي سي نيوز” يوم الجمعة الماضية بأن سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة عززت عمليات المراقبة لعملاء إيران داخل أمريكا، مما يعكس القلق المتزايد من تأثير هذا النزاع على الأمن الداخلي.

قبل أيام، ألمح رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الإيراني إسماعيل كسّاري إلى إمكانية إغلاق طهران لمضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من نفط العالم، قائلاً: “ندرس إغلاق مضيق هرمز بشكل جدي”، مما قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي.

لاحقًا، أبلغت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن زيادة ملحوظة في التداخلات الإلكترونية في الخليج ومضيق هرمز، مما أثر على أنظمة الإبلاغ التلقائي لمواقع السفن، في الوقت الذي حذر فيه المسؤول عن السلامة والأمن في مجلس التجارة البحرية الدولي، من أن التصعيد بين إيران وإسرائيل قد يجبر طهران على توسيع تهديداتها لتشمل سفنًا غير إسرائيلية.

أوضح لارسين أن القوة الإيرانية تتمتع بكفاءة عالية في الحروب غير المتكافئة، حيث استعدت على مدار عقود لهجوم محتمل على حركة الشحن البحري عبر مضيق هرمز، مؤكدًا أن إيران يمكنها شن هجمات بسرعة تفوق الوقت اللازم لعبور السفن للمضيق، مما يزيد من المخاطر على حركة التجارة العالمية.

يعتبر مضيق هرمز البوابة الرئيسية للبحر الأحمر وقناة السويس، ويقع بين جيبوتي واليمن، بعرض 15 ميلاً عند أضيق نقطة، مما يتيح لأنصار الله الحوثيين في اليمن تكثيف هجماتهم الصاروخية على السفن، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على سلاسل الإمداد العالمية.

قبل أيام من تنفيذ الهجوم الأمريكي، ذكر المحلل البحثي الأول في الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران، خسرو صايح أصفهاني، أن النظام الإيراني في حالة تأهب، ومستعد لإطلاق هجوم متعدد الجبهات يشمل إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف أمريكية في المنطقة، كما أوضح أن طهران ستوجه وكلائها مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والفصائل العراقية بما في ذلك الحشد الشعبي.

على الرغم من تأكيد حزب الله اللبناني في بداية الصراع بين إيران وإسرائيل على أنه لن يبادر بالهجوم على إسرائيل، إلا أن الأمين العام للجماعة اللبنانية صرح لاحقًا بأن الحزب إلى جانب إيران ولن يكون محايدًا، مما يعكس تعقيدات الوضع الإقليمي.

في أبريل الماضي، ذكرت مجلة “التايمز” البريطانية أن إيران نقلت صواريخ “أرض/أرض” بعيدة المدى إلى الفصائل العراقية، مما يوفر لها القدرة على تنفيذ ضربات شديدة للقواعد الأمريكية في محيطها حال تلقيها توجيهات بذلك من طهران.

فيما يتعلق بالحوثيين، قالت لارا تاندي، مسؤولة استشارات أمنية وسيبرانية، إن الانخراط الأمريكي المباشر قد يُنهي وقف إطلاق النار الذي أبرمته واشنطن مع الجماعة اليمنية في مايو الماضي، مما يمنح الحوثيين الفرصة لاستهداف السفن في البحر الأحمر وباب المندب، كما توقعت تاندي أن تستهدف إيران القوات الأمريكية وبعثاتها الدبلوماسية في المنطقة.

يعتقد المحلل البحثي الأول في الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران أن طهران قد تلجأ إلى احتجاز مواطنين أمريكيين على أراضيها أو في الدول التي تتواجد فيها أذرعها المسلحة، حيث أكد تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة أن بعض الأمريكيين واجهوا صعوبات خلال مغادرتهم إيران، محذراً مواطنيه من أنهم قد يصادفون نقاط تفتيش واستجوابات من قبل السلطات الإيرانية، مضيفًا أن العديد من مواطنينا أبلغوا عن حالات تأخير ومضايقات خلال رحلتهم مغادرة إيران.