هل تلوح في الأفق إجراءات عزل ترامب بسبب قصفه لإيران وتجاهل الدستور الأمريكي؟

أحدث إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تنفيذ ضربات عسكرية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية ردود فعل متباينة وحادة داخل الكونجرس الأمريكي، حيث انقسم المشرعون إلى مؤيدين يرون في الخطوة ضرورة أمنية وعرضًا للقوة، ومعارضين يعتبرونها تصعيدًا غير دستوري قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.

هل تلوح في الأفق إجراءات عزل ترامب بسبب قصفه لإيران وتجاهل الدستور الأمريكي؟
هل تلوح في الأفق إجراءات عزل ترامب بسبب قصفه لإيران وتجاهل الدستور الأمريكي؟

في خطاب متلفز من البيت الأبيض، قال ترامب: “المنشآت الأساسية لتخصيب اليورانيوم في إيران قد تم تدميرها بالكامل”، واصفًا العملية بـ”النجاح العسكري المذهل”، مضيفًا: “لا يوجد جيش في العالم كان يمكنه تنفيذ هذه المهمة بهذه الدقة والفعالية”، واختتم تصريحاته بشعار السلام المعتاد بالقول: “الآن هو وقت السلام!”

تزايد التوتر بشكل كبير بعد هذا الهجوم، خصوصًا أن ترامب لم يطلب تفويضًا من الكونجرس، وهو الأمر الذي اعتبره عدد من النواب، خاصة من الحزب الديمقراطي، انتهاكًا خطيرًا للدستور الأمريكي وصلاحيات الحرب المنصوص عليها فيه.

1_1_11zon

مواقف داعمة من الجمهوريين

جاءت أبرز التصريحات المؤيدة من رموز بارزة في الحزب الجمهوري الذي يتبعه الرئيس، حيث قال السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا، ليندسي جراهام، عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “جيد. هذا هو القرار الصحيح. النظام الإيراني يستحقه. أحسنت، الرئيس ترامب”

أما السيناتور تيد كروز، عن ولاية تكساس، المعروف بدعمه للضربات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، فقال في بيان رسمي: “طالما كانت إيران قادرة على استخدام منشأة فوردو، فإنها كانت ستملك إمكانية الإسراع نحو إنتاج ترسانة نووية”، مضيفًا أن الضربات التي نُفذت أغلقت هذا الاحتمال إلى حد كبير، ووجهت ضربة لـ “التهديد الكارثي الذي يشكله السلاح النووي الإيراني”

2_2_11zon

بدوره، قال النائب الجمهوري ريك كروفورد، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، إنه كان على اتصال بالبيت الأبيض قبل تنفيذ الضربة، مؤكدًا أنه سيتابع التطورات مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام المقبلة.

أما النائب توماس ماسي عن ولاية كنتاكي، فقد شارك منشور ترامب حول الضربة وعلق عليه بكلمة واحدة: “غير دستوري”، وكان ماسي قد قدم مشروع قرار في وقت سابق من الأسبوع الجاري، يحظر أي تدخل عسكري أمريكي في الحرب بين إسرائيل وإيران، مشددًا على أن “سلطة إعلان الحرب تعود للكونجرس، وليس للرئيس”، وأضاف عبر “إكس”: “هذه ليست حربنا، وإن كانت كذلك، فعلى الكونجرس اتخاذ القرار وفقًا للدستور”

الديمقراطيون يردون

على الطرف الآخر، جاءت ردود فعل الديمقراطيين غاضبة ومنددة، حيث أصدر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، بيانًا شديد اللهجة قال فيه إن الرئيس ترامب “ضلل البلاد بشأن نواياه، ولم يسع للحصول على تفويض من الكونجرس لاستخدام القوة العسكرية”، محذرًا من أن الرئيس الجمهوري يعرض الولايات المتحدة لخطر التورط في حرب كارثية جديدة في الشرق الأوسط.

أما السيناتور تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، فقد طالب بتفعيل “قانون صلاحيات الحرب”، مؤكدًا أن الرئيس يجب أن يقدم “تفسيرًا واضحًا للكونجرس والشعب الأمريكي بشأن الضربات وتداعياتها على أمن البلاد”، وقال شومر: “لا ينبغي لأي رئيس أن يقود البلاد إلى حرب عبر تهديدات متهورة ودون أي استراتيجية، التصدي لإرهاب إيران وطموحاتها النووية وعدوانها الإقليمي يتطلب وضوحًا استراتيجيًا، لا قرارات فردية، لقد زادت الآن احتمالات اندلاع حرب أوسع، أطول، وأكثر دمارًا”

3_3_11zon

وجاءت تحذيرات أخرى من جر واشنطن إلى نزاع مفتوح دون خطة، بسبب قرارات ترامب، حيث صرح السيناتور مارك وارنر، نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، بالقول إنه لا شك في أن إيران تشكل تهديدًا جادًا لاستقرار المنطقة، لكنه شدد على أن قرارات الرئيس تهدد بجر الولايات المتحدة إلى “نزاع مفتوح طويل الأمد، دون الرجوع إلى الكونجرس ودون وجود خطة واضحة”.

من جانبه، دعا النائب الديمقراطي رو خانا، الذي شارك في رعاية مشروع قانون لتقييد سلطات الرئيس العسكرية، إلى عودة الكونجرس إلى الانعقاد فورًا للتصويت على القرار، وقال في بيان صباح الأحد: “يجب أن نعود إلى واشنطن فورًا للتصويت من أجل منع المزيد من التصعيد، ضربات ترامب غير دستورية وتعرض حياة الأمريكيين، وخاصة جنودنا، للخطر”

4

وفي جولة له في ولايات جنوبية محافظة، أعلن السيناتور المستقل بيرني ساندرز أن الولايات المتحدة نفذت ضربات على إيران، ليرد الحضور بهتافات “لا للحرب”، وقال ساندرز في كلمته: “هذا القرار غير دستوري بشكل فاضح، الجميع يعلم أن الجهة الوحيدة التي يمكنها إعلان الحرب هي الكونجرس، الرئيس لا يملك هذا الحق”