في تصعيد خطير شهدته المنطقة، تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، حيث قام سلاح الجو الأمريكي بقصف ثلاث منشآت نووية داخل إيران، تضمنت فوردو ونطنز وأصفهان، مما يثير مخاوف من عواقب وخيمة.

مقال مقترح: الجيش الإيراني يهدد بقصف منازل القادة الإسرائيليين في تصعيد جديد للتوترات
وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منشور على منصته “تروث سوشيال”، ليل الأحد، من أن “أي ردٍّ انتقامي من إيران ضد الولايات المتحدة سيُقابل بقوةٍ أكبر بكثير مما شهدناه الليلة”.
من جانبها، تعهدت إيران بالرد السريع من باب الدفاع عن النفس ضد الضربات العسكرية الأمريكية على منشآتها النووية، حيث قال أحد المعلقين في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إن “كل مواطن أمريكي أو عسكري في المنطقة أصبح الآن هدفًا”، وفق ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”.
أبرز القواعد الأمريكية بالمنطقة التي قد تستهدفها إيران
هددت إيران أكثر من مرة في الأيام الأخيرة التي سبقت الهجوم، بأنه في حال توجيه واشنطن أي ضربة لمنشآتها النووية؛ ستنتقم طهران وترد بضرب القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة التي تضم نحو 40 ألف جندي أمريكي.
وفي 11 يونيو الجاري، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده، إن “جميع القواعد الأمريكية في متناول أيدينا وسنستهدفها بجرأة”.
ممكن يعجبك: ترامب يحذر من تقليص العقود الحكومية والدعم المالي لشركات إيلون ماسك
بعد الضربات الأمريكية على منشآت طهران النووية، ما هي أبرز القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط التي قد تتعرض للهجوم من قِبل إيران؟
العديد في قطر
تُعد قاعدة العديد الجوية أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، أُنشئت عام 1996، وتقع على بعد 20 ميلًا جنوب غرب العاصمة الدوحة، تستوعب حوالي 100 طائرة عسكرية وطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الجناح الجوي 379، الذي يشمل “النقل الجوي، والاستخبارات والتزود بالوقود جواً، والمراقبة والاستطلاع، وأصول الإخلاء الطبي الجوي”، وتضم القاعدة نحو 10 آلاف جندي أمريكي.
تحتوي قاعدة العديد على المكونات الأمامية للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، بالإضافة إلى قواتها الجوية وقوات العمليات الخاصة في المنطقة، وقد لعبت القاعدة دورًا محوريًا في العمليات العسكرية في كل من العراق وسوريا وأفغانستان.
معسكر عريفجان في الكويت
تضم الكويت عدة قواعد أمريكية، منها معسكري بوهرينج وعريفجان، ويقع معسكر عريفجان على بُعد حوالي 55 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الكويت، تم إنشاؤه في عام 1999، ويعمل كمقر للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، كما يحتفظ الجيش الأمريكي بمخزونات من المعدات المُجهزة مسبقًا في البلاد.
بينما تستضيف قاعدة علي السالم الجوية الجناح الجوي الاستكشافي 386، وهو “مركز النقل الجوي الرئيسي وبوابة إيصال القوة القتالية للقوات المشتركة وقوات التحالف” في المنطقة، كما تمتلك الولايات المتحدة طائرات مُسيّرة، بما في ذلك طائرات MQ-9 Reapers في الكويت، بحسب “أ.ف.ب”.
نشاط الدعم البحري في البحرين
تستضيف مملكة البحرين منشأة تُعرف باسم “نشاط الدعم البحري في البحرين”، حيث يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية ويضم نحو 8300 بحار، ومقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، حيث تستخدم البحرية الأمريكية القاعدة منذ عام 1948، عندما كانت المنشأة تديرها البحرية الملكية البريطانية.
يمكن لميناء البحرين العميق أن يستوعب أكبر السفن العسكرية الأمريكية، مثل حاملات الطائرات، وتتخذ عدة سفن أمريكية من البحرين مقرًا لها، بما في ذلك 4 سفن لمكافحة الألغام وسفينتان للدعم اللوجستي، كما يمتلك خفر السواحل الأمريكي سفنًا في البلاد، بما في ذلك 6 سفن للاستجابة السريعة، وفق “أ.ف.ب”.
الظفرة في الإمارات
تستضيف قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات الجناح الجوي الأمريكي 380، وهي قوة مكونة من 10 أسراب من الطائرات وتشمل أيضًا طائرات بدون طيار مثل MQ-9 Reapers، كما تستضيف أيضًا مركز حرب الخليج الجوي للتدريب على الدفاع الجوي والصاروخي، وفق الوكالة الفرنسية ذاتها.
الأسد وأربيل في العراق
للولايات المتحدة قوات في منشآت مختلفة بالعراق، منها قاعدتا عين الأسد وأربيل الجويتان، ويوجد نحو 2500 جندي أمريكي في العراق ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)، وقد اتفقت بغداد وواشنطن على جدول زمني للانسحاب التدريجي لقوات التحالف من البلاد، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس “أ.ف.ب”.
تُستخدم قاعدة أربيل، بإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق، من قِبل القوات الأمريكية لتنفيذ عمليات جوية، خصوصًا في شمال العراق وسوريا، إذ تقدم القوات الأمريكية الدعم والاستشارات للقوات الكردية والعراقية.
أما قاعدة الأسد الجوية، فهي منشأة عراقية تقع على بعد 150 ميلًا غرب العاصمة بغداد، وتديرها القوات الجوية العراقية والأمريكية بشكل مشترك، تضم آلاف القوات الأمريكية، وهو أكبر انتشار أمريكي في البلاد، وقد هاجمتها إيران ووكلاؤها أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
بعد اغتيال الولايات المتحدة الجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني في يناير 2020، شنت طهران هجومًا بـ16 صاروخًا على القواعد التي تستضيف القوات الأمريكية في العراق، وسقط 11 منها في عين الأسد، مما أسفر عن إصابة العشرات من القوات الأمريكية، كما أطلقت إيران صواريخ على القاعدة العسكرية في أربيل خلال ذلك الهجوم.
تحتفظ الولايات المتحدة منذ سنوات بوجود عسكري في سوريا كجزء من الجهود الدولية ضد (داعش)، وفي أبريل الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستخفض عدد قواتها في سوريا إلى النصف تقريبًا، ليصل إلى أقل من ألف جندي في الأشهر المقبلة، كجزء من “توحيد” القوات الأمريكية في البلاد.
قبل الضربة الأمريكية هذا الأسبوع، حذر مسؤولون إيرانيون القطريين من أن القواعد الأمريكية في منطقة الخليج ستكون أهدافًا “مشروعة” ردًا على أي هجوم أمريكي، وفقًا لمسؤول أوروبي مطلع، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لصحيفة “واشنطن بوست”.
كما يمكن أن تصبح السفارات الأمريكية والمجمعات الدبلوماسية في المنطقة أهدافًا، ومن جانبها، قامت الولايات المتحدة بإجلاء بعض الموظفين وأفراد عائلاتهم من بعثاتهم في العراق وإسرائيل.
هل تستطيع إيران ضرب الولايات المتحدة؟
رغم أن إيران تمتلك مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية والمجنحة، فإن أيًا من ترسانتها، بما في ذلك الصواريخ قيد التطوير، لا يمكن أن يقترب من الوصول إلى الولايات المتحدة، وفقًا لمشروع الدفاع الصاروخي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
أشارت “واشنطن بوست” إلى أن القوات الجوية الإيرانية ليس لديها المدى الكافي للوصول إلى الولايات المتحدة، ولهذا السبب فإن الأعمال الانتقامية ضد القوات المنتشرة في المنطقة ستكون الشغل الشاغل للولايات المتحدة.
وحذرت ميليشيا كتائب “حزب الله” الشيعية المدعومة من إيران ومقرها العراق، على لسان مسؤولها الأمني أبو علي العسكري، من أن القواعد الأمريكية في المنطقة سوف تصبح أشبه بما وصفه بـ”مناطق صيد البط… ناهيك عن المفاجآت غير المتوقعة التي قد تنتظر طائراتها في السماء”، بحسب ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي بيت هيجسيث في منشور على منصة “إكس”، إنه تم “نشر قدرات إضافية” في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن “حماية القوات الأمريكية هي أولويتنا القصوى وتهدف عمليات الانتشار هذه إلى تعزيز وضعنا الدفاعي في المنطقة”.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، شون بارنيل في بيان يوم الاثنين، إن “القوات الأمريكية تحافظ على موقفها الدفاعي وهذا لم يتغير”.
منذ 13 يونيو الجاري، تشن إسرائيل بدعم أمريكي هجومًا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وقد ردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
شنت إسرائيل، فجر 13 يونيو الجاري، هجومًا عسكريًا واسع النطاق على مناطق مختلفة في إيران استهدفت فيه منشآت نووية واغتالت قادة عسكريين وعلماء نووين، وقد ردت طهران هي الأخرى بضربات قوية طالت العمق الإسرائيلي.
لمتابعة تغطيتنا الشاملة :