تثير الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية، فجر الأحد، العديد من التساؤلات حول تأثيرها على البرنامج النووي الإيراني وما تبقى منه بعد هذا الهجوم المفاجئ، ورغم تأكيدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الضربات “ناجحة للغاية”، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بحجم الضرر الحقيقي الذي لحق بالبنية التحتية النووية الإيرانية، مما يطرح علامة استفهام كبيرة حول مستقبل هذا الملف الذي يعد واحدًا من أكثر القضايا تعقيدًا في الشرق الأوسط.

مقال له علاقة: تأهيل 300 صيدلي جديد للعمل في المستشفيات بالشرقية من خلال برنامج تدريبي متميز
يُعتقد أن تحديد ما تبقى من البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات قد يكون له دور حاسم في رسم ملامح المرحلة المقبلة للمنطقة، بل وربما يؤثر على القرار الأمريكي بشأن المضي في مواجهة مفتوحة أو الاكتفاء بتلك الضربة المحدودة، ولكن الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة، إذ إن طبيعة البرنامج النووي الإيراني معقدة للغاية، وتعتمد بشكل كبير على أنشطة سرية بعيدة عن أعين المراقبة الدولية.
مواضيع مشابهة: هيئة الدواء تحذر من 13 نوعًا من الأدوية المغشوشة في رقم قياسي جديد
وفي هذا السياق، أشارت شبكة (سي إن إن) الأمريكية إلى أنه على الرغم من أن المواقع المستهدفة مثل فوردو ونطنز وأصفهان تُعد من أبرز المنشآت المعروفة، إلا أن تقارير عدة تشير إلى أن إيران كانت تدرك حجم التهديد، وقد تكون نقلت أنشطتها الحساسة إلى أماكن غير معلنة، وذكرت الشبكة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أبلغت في تقارير سابقة بأنها رصدت جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 83%، وهي نسبة تقترب من الحد المطلوب لتصنيع سلاح نووي، على الرغم من تأكيد إيران الدائم أن برنامجها لأغراض سلمية فقط.
وفي حال صحة الاتهامات الإسرائيلية بأن البرنامج النووي الإيراني يحتوي على مكونات سرية، فإن هذه المكونات بالتأكيد لن تكون داخل منشآت تخضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو في مواقع تخضع لنقاش علني حول نوع القنابل التي يمكن أن تخترقها، مثل منشأة فوردو التي بُنيت داخل جبل محصّن، وبناءً على ذلك، قالت الشبكة إن كل ذلك يجعل من الصعب الجزم بما إذا كانت الضربة الأمريكية قد أصابت جوهر البرنامج النووي الإيراني، أم أنها اقتصرت على منشآت شبه خالية من المواد النووية.