أشار خبراء أسواق المال الذين تحدثوا مع “نبأ العرب” إلى أن معظم البورصات الخليجية ومصر أغلقت على ارتفاع، وذلك بدعم من تصريحات دونالد ترامب بعد القصف الإيراني، حيث أكد أنه هناك أهداف لم يتم استهدافها، وهو ما يستدعي إجراء مباحثات سريعة للعودة إلى السلام، كما أن اختفاء البائعين ووضوح الرؤية لدى القوى الشرائية المؤسسية في السوق المحلي ساهم في هذا الارتفاع، وفقًا لما ذكره مسؤولو أسواق المال.

ممكن يعجبك: مجزرة جديدة في قطاع غزة تودي بحياة 8 فلسطينيين وتسبب إصابة 55 آخرين
في بداية جلسة اليوم، هبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 1.53%، إلا أنه عكس اتجاهه ليغلق على ارتفاع بنسبة 2.67%، متبعًا نفس الاتجاه الذي شهدته البورصات الخليجية باستثناء السعودية.
طاولة المفاوضات
قال حسام عيد، عضو مجلس إدارة شركة “كابيتال فاينانشال” القابضة، إن تصريحات رئيس الولايات المتحدة بشأن العودة إلى طاولة المفاوضات بعد الضربة التي وجهت لإيران أدت إلى نوع من الطمأنينة للمؤسسات المالية، مما دفعها للعودة إلى الشراء في السوق، وأوضح عيد أن ظهور بوادر لحل سياسي ودبلوماسي كان مؤشرًا إيجابيًا، ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين وزيادة التدفقات النقدية داخل أسواق الأوراق المالية.
وأضاف أن حجم السيولة في السوق المحلي خلال جلسة اليوم بلغ نحو 3 مليارات جنيه، وهو ما شجع المؤسسات على الدخول مجددًا، خاصة بعد كسر مستوى الدعم عند 30 ألف نقطة في بداية التعاملات، وأشار عيد إلى أن المؤسسات المالية، وخاصة المصرية والعربية، عادت للشراء بقوة، رغم كسر المؤشر الرئيسي لمستوى 30 ألف نقطة وتسجيله أدنى مستوى له عند 29740 نقطة خلال الجلسة.
وأكد على أن المؤشر الرئيسي تمكن من تجاوز هذا التراجع، وأغلق فوق مستوى 30 ألف نقطة، لينهي جلسة اليوم أعلى من مستوى 31 ألف نقطة، مما يعد مؤشرًا إيجابيًا لتحسن الأداء في الجلسات المقبلة.
قال سعيد الفقي، العضو المنتدب لشركة أصول القابضة، إن جلسة اليوم في البورصة المصرية شهدت تحولًا ملحوظًا، حيث بدأت على هبوط حاد نتيجة الأحداث الجيوسياسية العالمية، قبل أن تستعيد توازنها وتغلق على ارتفاع قوي، مما يعكس استجابة السوق لتغير المشهد السياسي وتزايد التوقعات بحلول دبلوماسية محتملة.
وأوضح الفقي أن السوق شهد تراجعات حادة وغير مبررة في نهاية الأسبوع الماضي، بالتزامن مع التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أن السوق المصري تأثر بشكل أكبر من البورصات العالمية وحتى بورصات دول النزاع المباشر، مما يظهر حجم الحساسية المفرطة تجاه الأحداث الإقليمية.
وأضاف أن البورصة المصرية استبقت الأحداث وهبطت بشكل عنيف، رغم أن الأسواق العالمية كانت أكثر تماسكًا، وبعد التصعيد العسكري، جاءت تصريحات عن نية جميع الأطراف الدخول في مفاوضات، مما أعاد بعض الاطمئنان وأدى إلى ارتداد المؤشر بقوة في جلسة اليوم.
وأشار الفقي إلى أن جلسة اليوم كانت بمثابة تصحيح إيجابي لما حدث في الجلسات السابقة، حيث أغلق السوق على مستويات مرتفعة قرب أعلى نقاطه خلال اليوم، مما يعزز فرص استمرار التعافي، بشرط استمرار التهدئة السياسية.
إختفاء البائعين
قال باسم أبو غنيمة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن جلسة تداول اليوم شهدت تعافيًا ملحوظًا في أداء السوق، بعد أن سجل المؤشر الرئيسي للبورصة تراجعًا في بداية الجلسة متأثرًا بالتوترات الجيوسياسية، قبل أن يعود للصعود والإغلاق فوق مستوى 31 ألف نقطة.
وأوضح أبو غنيمة أن التغيرات السياسية الأخيرة سببت حالة من الترقب والقلق لدى المستثمرين، خاصة بعد صدمة المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل مطلع الأسبوع الماضي، مما أدى إلى موجة بيع عشوائية في البداية، نتيجة الخوف وليس استنادًا إلى أداء السوق ذاته، وذلك منذ بداية الأسبوع الماضي.
وأشار أبو غنيمة إلى أن السوق كان يمر بموجة “اهتزاز أخير قبل الصعود”، حيث عادة ما يتم إخراج حائزي الأسهم من ذوي القلوب الضعيفة أو غير المستعدين لتحمل تقلبات السوق، وهو ما حدث خلال الجلسات السابقة للحرب.
وتابع أن الأحداث الراهنة ساهمت في زيادة الهبوط، نظرًا لزيادة تخوف المستثمرين مما خلق بيعًا عشوائيًا مع بداية الأسبوع الماضي.
وذكر أبو غنيمة أنه خلال جلسة الخميس الماضي شهدت ضغوطًا إضافية بسبب مراجعة مؤشر “فوتسي”، مما دفع المستثمرين الأجانب لتعديل مراكزهم المالية والخروج من بعض الأسهم القيادية، وهو ما لا يرتبط بشكل مباشر بالسوق المصري، بل يرتبط بتغيرات في أوزان المؤشر العالمي.
وأكد أن المؤشر الرئيسي أظهر قدرة على التماسك رغم هذه الضغوط، وأغلق الأسبوع الماضي فوق مستوى 30200 نقطة، ما يشير إلى أن كثيرًا من البائعين قد أنهوا عملياتهم البيعية، خاصة مع وضوح الرؤية لدى القوى الشرائية المؤسسية التي تعيد ترتيب محافظها استعدادًا للنصف الثاني من العام.
وأضاف: “بدأ السوق جلسة اليوم على تراجع مقتربًا من مستوى 29700 نقطة، لكنه سرعان ما عكس الاتجاه وصعد بقوة، مدعومًا بقلة البائعين وارتفاع الطلب من جانب المستثمرين الراغبين في اقتناص الفرص عند الأسعار الحالية”
وأكد أن السوق حاليًا يشهد حالة من إعادة التجميع عند مستويات سعرية منخفضة، وأن كثيرًا من الأسهم القيادية أغلقت جلسة الخميس الماضي عند مستويات دعم قوية، مما عزز من احتمالات ارتداد السوق واستعادة مساره الصاعد مع هدوء الأحداث الإقليمية.