ماذا حدث بعد الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية.. تطورات مثيرة في اللعبة السياسية؟

في خطوة أثارت توترًا متزايدًا بين إسرائيل وإيران، تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر في النزاع القائم من خلال قصف ثلاث منشآت نووية في إيران، مما ألحق أضرارًا جسيمة ببرنامج طهران النووي، الذي تسعى واشنطن لإيقافه، وقد يؤدي هذا التصعيد إلى مرحلة جديدة من التوتر في المنطقة.

ماذا حدث بعد الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية.. تطورات مثيرة في اللعبة السياسية؟
ماذا حدث بعد الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية.. تطورات مثيرة في اللعبة السياسية؟

وفقًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية كانت كبيرة، حيث وصلت إلى مستوى “التدمير”، وأشار إلى أن الضرر الأكبر وقع في عمق الأرض، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية مدى التدمير الذي تعرضت له هذه المنشآت.

أدت الضربة الأمريكية إلى رد فعل قوي من إيران، حيث شنت هجمات جوية مستخدمة لأول مرة صواريخ باليستية متعددة الرؤوس من طراز “خيبر شيكان” على إسرائيل، كما وافق البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي.

صورة 1_2

رد إيراني قوي بالصواريخ الباليستية

بعد فترة قصيرة من الضربة الأمريكية، أطلقت إيران دفعتين صاروخيتين على الاحتلال الإسرائيلي، ما تسبب في دمار كبير في عدة مناطق بإسرائيل، بما في ذلك تل أبيب وحيفا، مما أدى إلى إصابة أكثر من 27 شخصًا، ودوت صفارات الإنذار في عدة مناطق.

تضمنت الضربة الإيرانية إطلاق 40 صاروخًا باليستيًا يعمل بالوقود الصلب والسائل، محملة برؤوس حربية شديدة الانفجار وقادرة على المناورة، كرد فعل انتقامي على الهجمات الأمريكية على منشآتها النووية.

توعد الجيش الإيراني الولايات المتحدة بعمليات قوية وعواقب وخيمة ردًا على “جريمتها”، وفق ما نقلته وكالة “تسنيم”، كما أدان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم الأمريكي واصفًا إياه بـ”العدوان الشرس وغير القانوني”، محملاً الإدارة الأمريكية مسؤولية التداعيات الخطيرة.

صورة 2_3

خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول، أكد عراقجي أن إيران سترد على الهجمات من باب الدفاع عن النفس، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل “تجاوزتا خطًا أحمر كبيرًا” بمهاجمة المنشآت النووية.

وفي سياق متصل، حذر علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، من أن “اللعبة لم تنتهِ” حتى وإن نجحت الضربات الأمريكية والإسرائيلية في تدمير المنشآت النووية، وذلك وفق ما نقلته وكالة أنباء “فارس”.

من جهة أخرى، صرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، بأن “عددًا من الدول مستعدة لتزويد إيران بأسلحة نووية”، كما ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية.

إغلاق مضيق هرمز

رغم أن إيران هددت سابقًا بإغلاق مضيق هرمز، إلا أنها هذه المرة نفذت تهديدها، حيث وافق البرلمان الإيراني على إغلاق المضيق، والذي يعتبر شريانًا حيويًا للاقتصاد العالمي.

صورة 3_4

لكن القرار لا يزال مرهونًا بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، وأكد القائد بالحرس الثوري إسماعيل كوثري أن المسألة مطروحة، وأن “القرار سيتُخذ إذا اقتضى الأمر”.

دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الصين للضغط على إيران لمنع إغلاق مضيق هرمز، مشيرًا إلى اعتماد الصين الكبير على هذا المضيق في إمداداتها النفطية.

يُعتبر مضيق هرمز من أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يمر من خلاله حوالي 20% من صادرات النفط والغاز العالمية، مما يجعله نقطة حساسة في الأسواق الدولية، ويربط بين خليج عمان وبحر العرب.

الضربات الإسرائيلية على إيران

صورة 4_5

في الساعات الأولى من صباح الأحد، أعلنت إسرائيل عن رفع حالة التأهب وزيادة القيود في جميع أنحاء البلاد، حيث واصل سلاح الجو الإسرائيلي هجماته على إيران، مستهدفًا موقعين عسكريين في بوشهر، مما أسفر عن انفجارات قوية في المحافظة التي تحتوي على المحطة النووية الوحيدة العاملة.

كما شنت غارات على محافظة يزد، بينما أفادت وكالة “مهر” الإيرانية بأن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف معادية في أجواء محافظة أصفهان، كما تصدت لهجوم إسرائيلي آخر على مدينة دزفول.

أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالهجوم الأمريكي على المنشآت النووية، لكنه أكد أن “لن ننجر إلى حرب استنزاف، لكننا لن ننهي هذه العملية التاريخية قبل تحقيق جميع أهدافنا”.

كما زار نتنياهو الحرم القدسي الشريف لأداء صلوات شكر لله على “النجاح الكامل” في مواجهة إيران بعد الضربة الأمريكية.

قلق أمني داخلي في الولايات المتحدة

صورة 5_6

عززت السلطات الفيدرالية في عدة مدن أمريكية الإجراءات الأمنية لمراقبة التهديدات المحتملة للرد الإيراني على الغارات الأمريكية، حيث تم رفع حالة التأهب القصوى في صفوف القادة وأجهزة إنفاذ القانون.

صرحت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي كريستي نويم بأنهم سيعملون بلا كلل لحماية الوطن، كما أكدت شرطة نيويورك أنها تتابع الوضع في إيران، وقامت بنشر موارد إضافية في المواقع الدينية والثقافية.

في لوس أنجلوس، زادت الشرطة الدوريات بالقرب من أماكن العبادة، وأكدت رئيسة بلدية المدينة على ضرورة اليقظة في حماية المجتمعات.

ستحافظ شرطة العاصمة الأمريكية واشنطن على “تواجد مكثف” في المؤسسات الدينية، حيث دعت عمدة المدينة الجميع إلى توخي الحذر ومتابعة المعلومات الاستخباراتية.