كيف سترد إيران بعد تغيير الولايات المتحدة لمسار المواجهة؟

(بي بي سي).

كيف سترد إيران بعد تغيير الولايات المتحدة لمسار المواجهة؟
كيف سترد إيران بعد تغيير الولايات المتحدة لمسار المواجهة؟

إذا بدت نبرة نتنياهو متحمسة بالنصر مع ابتسامة لا يستطيع إخفاءها، فهذا ليس مفاجئاً، فقد قضى جزءاً كبيراً من مسيرته السياسية مشغولاً بالتهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل، حيث أمضى نتنياهو سنوات طويلة في محاولة إقناع حلفائه الأمريكيين بأن الحل الوحيد لتدمير البرنامج النووي الإيراني هو العمل العسكري، مع الاعتماد على الذخائر الأمريكية فقط.

بينما يهنئ نتنياهو ترامب على “قرار جريء سيغير مجرى التاريخ”، يجب أن يهنئ نفسه أيضاً على تغيير موقف رئيس أمريكي عارض المغامرات العسكرية الخارجية، وكان أنصاره يعارضون بشدة الانضمام إلى حرب إسرائيل ضد إيران، ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لم تشارك إسرائيل في تقييمها لمدى سرعة إيران في السعي لامتلاك سلاح نووي، ولا حتى ما إذا كانت قد اتخذت قراراً بذلك.

طوال هذه المواجهة التي بدأت منذ عشرة أيام فقط، أصرّت الحكومة والجيش الإسرائيليان على أن إسرائيل قادرة على التعامل مع التهديد الإيراني بمفردها، ولكن لم يكن سراً أن الولايات المتحدة وحدها تمتلك الأسلحة القادرة على اختراق أعلى مستويات الحماية حول المنشآت النووية الإيرانية، خاصة في موقع مفاعل “فوردو” النووي، الواقع في عمق الجبل.

إذا كانت المواقع النووية التي تعرضت للقصف قد تعطلت بالفعل، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيتمكن من إعلان تحقيق هدفه الحربي الرئيسي، مما قد يقرب المواجهة من نهايتها، من جهة أخرى، تقول إيران إنها قد نقلت موادها النووية مسبقاً.

لكن لو لم يحدث القصف الليلة الماضية، لاستمرت إسرائيل في استهداف القائمة الطويلة التي أعدها سلاح جوها على مدار سنوات، حيث كانت ستستمر في استهداف الجيش الإيراني وقادته والعلماء النوويين والبنية التحتية الحكومية وأجزاء البرنامج النووي المعرضة لقنابل إسرائيل.

لكن نتنياهو قد يفتقد نقطة واضحة يمكن لإسرائيل عندها أن تعلن تحييد التهديد النووي بشكل نهائي، فقد يكون تغيير النظام في إيران هو السبيل الوحيد لتحقيق تلك اللحظة.

لا شك أن قاذفات بي-2 قد غيرت مسار المواجهة، ولكن رد فعل إيران وحلفائها هو ما سيحدد ما إذا كانت المواجهة ستأخذ مساراً تصعيدياً آخر.

1

الأسبوع الماضي، تعهد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بالرد على أمريكا إذا دخلت الحرب، قائلاً: “على الأمريكيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري أمريكي سيرافقه حتماً أضرار لا يمكن إصلاحها”، وحتى يوم السبت، هددت جماعة الحوثيين في اليمن، الحليف القوي لإيران، بمهاجمة السفن الأمريكية العابرة للبحر الأحمر إذا دخلت أمريكا الحرب، مما يجعل العسكريين والشركات والمواطنين الأمريكيين في المنطقة أهدافاً محتملة.

يمكن لإيران أن ترد بطرق متعددة إذا اختارت ذلك، مثل مهاجمة السفن الحربية الأمريكية أو القواعد في الخليج، وتعطيل تدفق النفط من الخليج، مما قد يتسبب في ارتفاع أسعار البنزين.

أشارت الولايات المتحدة إلى أن عملها العسكري “انتهى” حالياً، وليس لديها مصلحة في إسقاط النظام في طهران، مما قد يشجع إيران على “تقييد” ردها، ربما بمهاجمة أهداف أمريكية دون إحداث خسائر بشرية كبيرة، أو استخدام وكلائها في المنطقة لتنفيذ ذلك.

اتخذت إيران هذا المسار بعد أن أمر ترامب باغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020، وفي ليلة السبت – الليلة التاسعة من المواجهة، كرر الرئيس الأمريكي تهديده لإيران باستخدام القوة الساحقة لمواجهة أي انتقام، والآن، يحبس الشرق الأوسط كله أنفاسه، منتظراً ما إذا كان هذا يمثل بداية نهاية المواجهة، أم بداية مرحلة أكثر دموية فيها.