“سنشن هجومًا غير مسبوقًا على إيران”، بهذه العبارة القوية، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الاثنين، النظام الإيراني من دفع ثمن باهظ بعد الهجمات المكثفة التي استهدفت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لترد تل أبيب بعد ذلك بهجوم على البنية التحتية للكهرباء في إيران.

مقال له علاقة: أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم.. تعرف على أحدث الأسعار وأفضل العروض!
في فجر اليوم، شنت إيران هجومًا صاروخيًا واسعًا على إسرائيل، وُصف بأنه الأطول والأكثر كثافة منذ بداية التصعيد العسكري في المنطقة، وذلك ردًا على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران.
خلال 20 دقيقة فقط، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية رصد أربع موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية، أُطلقت من عدة اتجاهات نحو أهداف تمتد من شمال إسرائيل إلى جنوبها، ما تسبب في شلل واسع للبنية التحتية، وأثار حالة من الذعر والاضطراب داخل المؤسسات المدنية والعسكرية على حد سواء.
حرائق وانقطاع للكهرباء
من أبرز الأضرار التي خلفها الهجوم، اندلاع حرائق في مدينة صفد شمالي البلاد عقب سقوط صاروخ أو شظاياه، وفقًا لما أعلنته هيئة الدفاع المدني الإسرائيلية، كما أكدت وزارة الطاقة انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 8 آلاف منزل في مدينة أسدود جنوبي البلاد، عقب إصابة منشأة طاقة تُعتبر “استراتيجية”، وهو ما أكدته أيضًا شركة الكهرباء الإسرائيلية.
في خضم القصف، انطلقت صافرات الإنذار في أنحاء مختلفة من إسرائيل، شملت العاصمة تل أبيب والقدس المحتلة، إضافة إلى مرتفعات الجولان، والسهل الساحلي، وعسقلان في الجنوب.
اضطر الكنيست الإسرائيلي إلى تعليق جلساته إثر دوي صافرات الإنذار، مع توجه أعضائه إلى الملاجئ، في مشهد يعكس حجم التهديد الذي شكّله القصف الإيراني، وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن أربعة صواريخ أصابت أهدافًا مباشرة: ثلاثة في الجنوب وواحد في الشمال، فيما تحدثت تقارير أخرى عن سقوط صاروخ قرب جنوب القدس المحتلة
وأصدرت هيئة الشحن والموانئ الإسرائيلية تعليمات عاجلة لمستوردي السيارات بضرورة الاستعداد لإخلاء جميع المركبات الكهربائية من الموانئ الإسرائيلية، مشيرة إلى أن السيارات الكهربائية والهجينة معرّضة بشكل كبير لاشتعال حرائق شديدة، ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات احترازية لتقليل المخاطر في حال تعرض الموانئ لهجمات، وتشمل التعليمات ضرورة إخلاء تلك المركبات من ميناءي حيفا وأشدود، وهما من أكبر الموانئ الإسرائيلية.
ردت إسرائيل بالإعلان عن شن هجوم واسع على العاصمة طهران، والحديث عن استهداف منشآت الكهرباء الإيرانية، وهو ما أكدته وكالة أنباء “مهر” الإيرانية، التي كشفت عن تعرض أحد خطوط التغذية الكهربائية في منطقة إيفين شمالي العاصمة طهران لأضرار، نتيجة لهجوم إسرائيلي استهدف مواقع داخل إيران في إطار التصعيد العسكري المتواصل بين الطرفين.
ورغم الأضرار التي لحقت بالشبكة الكهربائية، أكدت الوكالة أن الحادث لم يتسبب في انقطاع واسع للتيار الكهربائي في شمال طهران، مشيرة إلى أن خدمات الطاقة ما زالت تعمل بشكل شبه طبيعي في أغلب المناطق.
المطارات بالمطارات
ومن الكهرباء للمطارات، فبعد الهجوم الأمريكي الذي استهدف منشآت الطاقة النووية الإيرانية، قامت طهران بشن هجمات استهدفت مطار “بن جوريون” الإسرائيلي، حيث أعلنت القوات المسلحة الإيرانية أنها شنت هجومًا صاروخيًا واسعًا استهدف عدة مواقع داخل إسرائيل، من بينها مطار بن جوريون، قائلة إنه جاء في إطار عملية الرد على الهجوم الأمريكي.
ونقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية عن بيان رسمي للقوات المسلحة، أن الهجوم جاء ضمن “الموجة العشرين من عملية الوعد الصادق 3″، والتي استخدمت خلالها إيران مزيجًا من الصواريخ بعيدة المدى المزودة بوقود سائل وصلب، وتحمل رؤوسًا شديدة التدمير.
وبحسب البيان، شملت الأهداف الإسرائيلية مطار بن جوريون، ومركزًا للأبحاث البيولوجية، وقواعد لوجستية، وعددًا من مراكز القيادة والسيطرة التابعة للجيش الإسرائيلي.
تلى ذلك إعلان إسرائيل تنفيذ موجة واسعة من الضربات الجوية استهدفت ستة مطارات عسكرية في مختلف أنحاء إيران، في إطار عملية التصعيد المتبادلة بين الطرفين منذ بدء المواجهة قبل 11 يومًا.
ووفقًا لتقرير مفصل نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، فإن الضربات الإسرائيلية طالت منشآت عسكرية استراتيجية في غرب وشرق ووسط إيران، وألحقت أضرارًا جسيمة بمدارج الطيران، ومخابئ تحت الأرض، وطائرات مقاتلة من طراز F-14 وF-5 وطائرات هجومية AH-1، بالإضافة إلى طائرة للتزود بالوقود، جميعها تابعة للجيش الإيراني.
وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان له أن هدف الحملة الجوية هو “تعزيز السيطرة على المجال الجوي الإيراني”، مشيرًا إلى أن الطائرات المستهدفة “كانت معدة للاستخدام ضد إسرائيل”.
ولم تقتصر الهجمات على المطارات، إذ أكدت الصحيفة أن أكثر من 15 مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي نفذت ضربات على مواقع لإطلاق وتخزين صواريخ أرض-أرض في مدينة كرمنشاه غرب إيران، وهي مواقع تقول إسرائيل إنها كانت تشكل “تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الإسرائيلي”.
اقتصاد باقتصاد
وفي إطار سياسة التصعيد بين الطرفين، شنت إسرائيل هجمات مباشرة على مواقع استراتيجية في قطاع الطاقة الإيراني، مستهدفة منشآت نفطية وغازية تعتبر حيوية لاقتصاد طهران، حيث ضربت تل أبيب عدة مواقع للطاقة في إيران، من بينها مستودع وقود وغاز في منطقة “شهران”، والذي يضم ما لا يقل عن 11 خزّانًا للتخزين، إضافة إلى مصفاة “شهر ري”، التي تُعد من أكبر مصافي النفط في البلاد.
ممكن يعجبك: الكنيسة الأرثوذكسية تدين الهجوم الإرهابي على كنيسة القديس إلياس في سوريا وتدعو للسلام
كما استهدفت الهجمات حقل “بارس الجنوبي” للغاز، أحد أكبر الحقول الغازية في العالم، والذي يُعد ركيزة أساسية في إنتاج الطاقة الإيراني، ويقع في الخليج وتتقاسمه إيران مع قطر.
ورغم حجم الأضرار، لم تُمس الضربات الإسرائيلية بعد أكثر المنشآت حساسية في قطاع الطاقة الإيراني، وهي جزيرة “خرج”، التي تُعتبر نقطة التصدير الرئيسية للنفط الإيراني.
من جانبها، وفي إطار سياسة “الندية” المتبعة، قامت إيران بتوجيه ضربات مباشرة، للمولدات الرئيسية في مصفاة حيفا، ما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة داخل المجمع الصناعي، حيث قالت إسرائيل إن طهران أطلقت أكثر من 100 صاروخ في هجوم ذلك اليوم، بعضها استهدف بنى تحتية مدنية، وأبرزها مصفاة حيفا.
في السياق ذاته، أكدت شركة “بازان” المشغلة لمصافي النفط في حيفا أن أحد خطوط الإنتاج تضرر جراء الهجوم، لكنها أشارت إلى أن منشآت التكرير لا تزال تعمل، ورغم ذلك، سجلت أسهم الشركة تراجعًا بنسبة 2.8% في بورصة تل أبيب، في دلالة على القلق من تداعيات الضربة.
وتحمل مدينة حيفا أهمية استراتيجية كبيرة، فهي ثالث أكبر مدن إسرائيل وتضم أكبر ميناء في البلاد، فضلًا عن مجمعات صناعية حيوية تشمل مصافي النفط والصناعات البتروكيميائية، وتُكرر يوميًا نحو 200 ألف برميل من النفط الخام.