ترامب ونتنياهو يتحدان لتقليص نفوذ إيران مما يزيد التوترات في المنطقة

وكالات.

ترامب ونتنياهو يتحدان لتقليص نفوذ إيران مما يزيد التوترات في المنطقة
ترامب ونتنياهو يتحدان لتقليص نفوذ إيران مما يزيد التوترات في المنطقة

رأت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن الأوضاع قد تتفاقم في الولايات المتحدة والشرق الأوسط في ظل سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحد من نفوذ إيران.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي صدر أمس الأحد بعنوان: “قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية هو أكبر مغامرة لترامب حتى الآن كرئيس”، إن ترامب، المعروف بحبه للمخاطرة، قد خاض أكبر المخاطر ليس فقط بسمعته السياسية ومستقبل الشرق الأوسط، بل ربما بمفهوم التدخل العسكري كوسيلة لحل القضايا الجيوسياسية المعقدة

وإذا تمكن الرئيس الأمريكي من تحقيق أهدافه، رغم أن معايير النجاح قد تختلف خلال الأسابيع المقبلة، فمن المحتمل أنه سيضعف إيران ويقلص من نفوذ نظام لطالما شكل تهديدًا للغرب على مدى أربعة عقود، كما سيعزز ذلك مكانته السياسية، مما قد يجعل السنوات الثلاث المتبقية له في الرئاسة أشبه بانتصار، لكنه قد يغذي أيضًا بعض جوانب شخصيته الاستبدادية والاندفاعية، وفق “الجارديان”.

وبحسب الصحيفة، إذا تحقق هذا السيناريو، فإن الولايات المتحدة لن تحظى بالحب بل ستُخشى، ومن هذا الخوف ينبع الاحترام، مشيرة إلى أن بعد إخفاقات التدخلات البرية في أفغانستان عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 وحرب العراق عام 2003، سيكون ترامب قد أعاد ترسيخ قيمة التدخل العسكري المحدود.

لكن في المقابل، ستحرص الصين، ذات المصالح الكبيرة في إيران، على ألا تُمهّد هذه الأحداث الطريق لعالم أحادي القطب، أما روسيا، فستتعلم الدروس، وهي مستعدة بالفعل للاعتراف بخطر انتصار الولايات المتحدة، مُعلنةً لإيران استعدادها لبذل المزيد من الجهود لمساعدتها في تطوير قدراتها النووية، وفق “الجارديان”.

ورغم الضربة الأمريكية على منشآت إيران النووية، فإن الصراع العسكري لم ينتهِ بعد، فحتى الآن، تفوقت إيران في التخطيط والمناورة في هذه الحرب، لكن من الممكن أن يجد ترامب نفسه متورطًا في صراع أطول مما كان ينوي.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أظهر، حتى الآن، تفوقًا واضحًا في بدء الصراعات بدلاً من إنهائها، وبمجرد انخراطه الكامل في الصراع الإيراني، سيتعين على ترامب أن يمضي فيه حتى النهاية، مما سيورطه في صراع خارجي لا نهاية له، وهو النوع الذي وعد خلال حملته الانتخابية بأنه سينبذه.

الخيارات المتاحة أمام إيران

تقول “الجارديان”، إنه إذا رفضت إيران “الخضوع”، فلديها خيارات متعددة، إذ يمكنها الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وترحيل مفتشي الأمم المتحدة، ومحاولة إعادة بناء البرنامج النووي سرًا، وإذا كانت طهران لا تزال تمتلك مخزونًا مخفيًا من اليورانيوم عالي التخصيب، فقد يميل علماؤها النوويون إلى محاولة الحصول على سلاح نووي بدائي، وسيمنح هذا السيناريو لطهران الوقت لحشد الدعم من وكلائها في المنطقة.

وفي هذا السياق، قالت سنام وكيل، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط في مركز تشاتام هاوس البحثي بلندن، إن الرئيس الأمريكي يعتبر هذه الضربة حدثًا منفردًا، مضيفة “كان ترامب حذرًا، فقد أرسل برقيات بشأن الضربات، وأرسل رسائل تحذيرية إلى إيران مسبقًا، أعتقد أنه يريد أن ينتهي هذا الأمر بمفاوضات وباتفاق، وأن يُظهر انتصارًا في كبح جماح البرنامج النووي الإيراني”.

لكن التهدئة الحذرة بعد تصعيد أمريكي كهذا محفوفة بالمخاطر، بحسب ما قالته وكيل، التي أشارت إلى أن “الرئيس الأمريكي غير صبور، ولا يملك الوقت الكافي لمفاوضات مطولة، يريد الإيرانيون تخفيف العقوبات، لكنهم لا يعرفون كيف يمكنهم بعد الآن الثقة بترامب، الرجل الذي يقولون إنه خدعهم مرارًا وتكرارًا”.

ووفق ما رأته “الجارديان”، فإن السيناريو الأفضل هو أن تلجأ إيران إلى “رد رمزي”، كما فعلت في عام 2020 عندما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باغتيال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، في هذه الحالة قد يدفع ترامب إسرائيل إلى إنهاء حربها ويحث إيران على استئناف المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد.