بدأت القوات المسلحة الإيرانية تنفيذ عملية عسكرية تحت اسم “بشائر الفتح”، حيث شارك الحرس الثوري والجيش الإيراني في هذه العملية، وفقًا لما أعلنته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، وتستهدف الهجمات قواعد أمريكية في كل من قطر والعراق، وهذا يمثل أول رد مباشر من طهران على الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية فجر الأحد الماضي.
مقال له علاقة: ساويرس يرد على باحثة إسرائيلية ويكشف عن عملة ومستند سفر يحملان اسم فلسطين
تأتي هذه الأحداث بعد ترقّب عالمي حذر، حيث كانت الأنظار تتجه نحو طهران مع تصاعد المؤشرات التي رجّحت قرب الرد الإيراني، وسط استعدادات واضحة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في دول الخليج التي شهدت حالة من التأهب وقرارات احترازية، من بينها إغلاق المجال الجوي في قطر.
في وقت سابق، نقلت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية عن مسؤولين استخباراتيين أن هناك تهديدًا وشيكًا بشن إيران هجومًا على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، باستخدام صواريخ كروز قصيرة أو متوسطة المدى، أو طائرات مسيّرة هجومية تطلق في شكل أسراب.
قبيل انطلاق “عملية بشائر الفتح”، برزت عدة مؤشرات قوية تعكس نية طهران بالرد، وتُظهر التحضيرات الميدانية والنفسية لهذا التصعيد، وفيما يلي أبرز تلك المؤشرات.
تصريح رئيس الأركان
أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، أن الهجوم الأمريكي على ثلاث منشآت داخل إيران “لن يمر دون رد”، مؤكدًا أن بلاده سترد بما يتناسب مع “فعل المعتدي”، ووصف الضربة الأمريكية بأنها انتهاك لسيادة إيران ومحاولة يائسة من واشنطن لإنقاذ إسرائيل، مؤكدًا أن الهجمات الإيرانية ستؤدي في النهاية إلى “تدمير الكيان الصهيوني”.
تحذيرات أمن الملاحة
أصدرت شركة “أمبري” البريطانية لأمن الملاحة تحذيرًا من “رد إيراني شبه مؤكد”، مشيرة إلى احتمالية استهداف سفن تجارية مرتبطة بالولايات المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن، ووصف التهديد بأنه “مرتفع”، ودعت الشركات الشحن لاتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.
تحذيرات أمريكية لرعاياها في قطر
حذرت السفارة الأمريكية في الدوحة مواطنيها من التواجد في الأماكن العامة أو المشاركة في التجمعات، وطلبت منهم توخي الحذر ومتابعة التعليمات الأمنية، وجاء هذا التحذير في أعقاب الضربة الأمريكية، ما عكس خشية واشنطن من رد إيراني وشيك.
مواضيع مشابهة: طبيبة الأطفال تتحدث عن فقدان 9 من أبنائها في غارة إسرائيلية على غزة.. ماذا قالت؟
قطر تغلق مجالها الجوي مؤقتًا
أعلنت الدوحة إغلاق مجالها الجوي مؤقتًا حرصًا على سلامة السكان والزوار، وجاء القرار في سياق إجراءات احترازية مرتبطة بتدهور الأوضاع الإقليمية، وسط تنسيق قطري مستمر مع شركاء دوليين، أبرزهم الولايات المتحدة.
نقلت شبكة CNN عن مسؤول إيراني رفيع المستوى أن هناك “مطالبة غير مسبوقة من الشارع الإيراني بتوجيه ضربات إلى إسرائيل والولايات المتحدة”، مضيفًا أن هذه المطالب أصبحت عنصرًا فاعلًا في صياغة الخطط العسكرية الإيرانية.
مغادرة رعايا أجانب من إسرائيل
أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن ما بين 20 إلى 25% من البريطانيين المسجلين في إسرائيل أعربوا عن رغبتهم في مغادرة البلاد، وسط مخاوف من تفجر مواجهة واسعة النطاق تشمل الأراضي الإسرائيلية.
إجلاء موظفي شركات نفط أجنبية من العراق
أعلنت شركة نفط البصرة أن ثلاث شركات أجنبية، بينها “توتال” و”إيني” و”بي بي”، قامت بإجلاء عدد من موظفيها الأجانب من الحقول النفطية جنوب العراق، بسبب تنامي المخاطر عقب الضربات الأمريكية، وتهديدات من جماعات عراقية موالية لطهران.
ترقب أمريكي وتحديد الإطار الزمني
نقلت “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين توقعاتهم بأن الرد الإيراني قد يتم خلال “يوم أو يومين”، وهو ما تحقق بالفعل مساء الإثنين، حين أعلنت طهران انطلاق عملياتها العسكرية ضد القواعد الأمريكية.
زيارة عراقجي إلى موسكو
وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو في زيارة غير معلنة مسبقًا، حاملاً رسالة من المرشد الأعلى الإيراني إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطالبت إيران بدعم روسي أكبر في مواجهة التصعيد الأمريكي، وسط إشارات إلى عدم رضا طهران عن الموقف الروسي الحالي.
صمت واشنطن وترقب دولي
خلال الساعات التي سبقت الهجوم الإيراني، التزمت الإدارة الأمريكية الصمت، دون إصدار أي رد مباشر على تهديدات طهران المتصاعدة، في وقت أظهرت فيه عدة عواصم عالمية حالة من الترقب الحذر، وتحركات احترازية.