تراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين، وذلك بعد موافقة إسرائيل على مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار مع إيران، مما ساهم في تخفيف المخاوف بشأن تعطل إمدادات النفط في منطقة الشرق الأوسط، التي تُعتبر واحدة من أكبر مصادر الطاقة في العالم، وهذا التراجع قد يستمر وفقًا لما أشار إليه خبراء اقتصاديون لـ”نبأ العرب”.

مواضيع مشابهة: ارتفاع صادرات مصر بنسبة 20.7% في مارس.. تعرف على الأسباب والتفاصيل!
التهدئة أنهت أسباب صعود النفط
أوضح أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، لـ”نبأ العرب”، أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران قد أزال السبب الرئيسي الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، مما دفع السوق إلى تراجع الأسعار فور إعلان الهدنة، حيث فقد برميل النفط الذي بلغ 78 دولارًا خلال فترة التصعيد، حوالي 10 دولارات بعد الإعلان عن التهدئة.
مقال مقترح: أدكو للأدوية تتوقع ارتفاع سوق الدواء إلى 400 مليار جنيه بحلول 2025-2026
وأشار معطي إلى أن الأسعار قد تتجه لمزيد من الانخفاض في الفترة المقبلة، وقد تقترب من مستوى 60 دولارًا للبرميل، موضحًا أن الإدارة الأمريكية تسعى لخفض أسعار النفط بشكل مدروس، حيث أن استمرار الأسعار المرتفعة يعزز من موقف خصوم الولايات المتحدة من الدول المنتجة مثل إيران، بينما يضر بالصناعة الأمريكية المعتمدة على الطاقة.
وأضاف معطي أن “أسعار النفط المرتفعة تعرقل خطط التصنيع الأمريكية، لذلك طلبت إدارة ترامب من الشركات النفطية زيادة الإنتاج للضغط على الأسعار نحو الهبوط”، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تمتلك مخزونات استراتيجية تصل إلى 400 مليون برميل، وغالبًا ما تلجأ إلى السحب منها للسيطرة على الأسعار وكبح جماح التضخم وتحفيز عجلة التصنيع.
وتابع معطي بأن هذه العوامل ستدعم انخفاض أسعار برميل النفط من المستويات التي وصلت إليها أثناء الصراع بين إيران وإسرائيل.
الأسعار في مرحلة جني الأرباح
قال وائل النحاس، المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال لـ”نبأ العرب”، إن الهبوط الأخير في الأسعار يعكس تصحيحًا في الأسواق الآجلة، حيث أشار إلى أن معظم التعاملات الحالية تعتمد على المضاربات وليست بيعًا حقيقيًا، وأضاف أن تراجع الأسعار إلى مستويات منتصف 60 دولارًا يمثل مرحلة لجني الأرباح، مع تأكيده على أنه من المتوقع أن تعاود الأسعار الارتفاع مجددًا إلى مستوى 70 دولارًا مع عودة الطلب الفعلي.
وأكد النحاس على أن الوصول إلى سعر يتراوح بين 70 و80 دولارًا للبرميل يمثل سعرًا توازنيًا يرضي جميع الأطراف، سواء الدول المنتجة أو المستثمرين أو شركات النفط العاملة في الولايات المتحدة، التي لن تستطيع تحمل مستويات أقل من 67 دولارًا بسبب التغيرات الضريبية الجديدة.
في وقت سابق، قال الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول والطاقة، لـ”نبأ العرب”، إن أسعار الطاقة عادة ما ترتفع بشكل فوري ومتسارع عند حدوث أزمات كبرى أو اندلاع حروب، وتستمر في التصاعد طالما استمر التوتر، بينما تعود لمستوياتها الطبيعية بعد تهدئة الأوضاع.
أسعار النفط تتراجع بأكثر من 3% بعد وقف إطلاق النار، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.68 دولار، أو 3.75%، لتصل إلى 68.80 دولار للبرميل، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.58 دولار، أو 3.77%، ليصل إلى 65.93 دولار للبرميل، حتى وقت كتابة هذا التقرير.
هذا وقد انخفضت عقود النفط بأكثر من 7% في الجلسة السابقة بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، عقب هجوم الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أثار المخاوف من اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وإيران.
كما أدى التدخل الأمريكي المباشر في الحرب إلى تركيز المستثمرين على مضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوي بين إيران وسلطنة عمان في الخليج العربي، الذي يمر عبره ما بين 18 و19 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والوقود، وهو ما يعادل تقريبًا خمس استهلاك العالم.
تزايدت المخاوف من أن أي خلل في النشاط البحري عبر المضيق قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، ربما إلى مستويات مكونة من ثلاثة أرقام، ولكن حاليًا، بدأ التجار في التقاط أنفاسهم بعد الارتفاع الأخير في أسعار النفط.