إستخبارات أمريكية تكشف: الضربة على إيران لم تؤثر على برنامجها النووي كما ادعى ترامب

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة مرات بأن الضربة التي أمر بشنها ضد المنشآت النووية الإيرانية أدت إلى “تدميرها بالكامل”، لكن هذا الادعاء قوبل بنفي من قبل طهران، كما تم تكذيبه من خلال تقرير مسرب عن الاستخبارات الأمريكية، حيث أوضحت التسريبات أن القصف الأمريكي الذي استهدف ثلاث منشآت نووية لم يدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل أخره لعدة أشهر فقط، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة “سي إن إن” عن مسؤول في وزارة الدفاع (البنتاجون).

إستخبارات أمريكية تكشف: الضربة على إيران لم تؤثر على برنامجها النووي كما ادعى ترامب
إستخبارات أمريكية تكشف: الضربة على إيران لم تؤثر على برنامجها النووي كما ادعى ترامب

وكشفت التسريبات استنادًا إلى تقييم مبكر لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، أن الضربة لم “تبدد” قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، خصوصًا في منشأة فوردو المحصّنة داخل الجبل، وأشارت التقارير إلى أن تقييم الأضرار وتأثير الضربات على الطموحات النووية الإيرانية “لا يزال جاريًا”، وقد يتغير مع توافر معلومات استخباراتية جديدة، ولكن النتائج الأولية تتعارض مع ادعاءات ترامب المتكررة بأن الضربات “دمرتها تمامًا”.

صورة 1

أوضح اثنان من المطلعين على التقييم أن مخزون إيران من اليورانيوم المُخصب “لم يُدمر”، وأفاد أحدهما أن أجهزة الطرد المركزي “سليمة” إلى حد كبير، بينما ذكر مصدر آخر أن اليورانيوم المخصب نُقل من المواقع قبل الضربات الأمريكية، بحسب شبكة “سي إن إن”.

نفي من ترامب والبيت الأبيض

صورة 2

في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، قال الرئيس ترامب إن معلومات المخابرات حول نتيجة الضربة على المنشآت النووية الإيرانية “غير قاطعة”، بينما وصف البيت الأبيض التقرير المسرّب بأنه مصنف ضمن فئة “سري للغاية”، واعتبرت المتحدثة باسمه كارولين ليفيت أن تقرير “سي إن إن” “خاطئ تمامًا”، متهمة جهات مجهولة بمحاولة “تقويض إنجازات الرئيس ترامب”، وأضافت أنه “يعلم الجميع ما يحدث عندما تُسقط أربع عشرة قنبلة، وزن كل منها 30 ألف رطل، على أهدافها بدقة: تدمير كامل”.

وطالب السيناتور الديمقراطي مارك وارنر إدارة ترامب بتوضيحات عاجلة، محذرًا من ما اعتبره “سباق محتمل نحو قنبلة قذرة” إذا لم تُدار الأمور بدقة، وتم تأجيل جلسة إحاطة سرية للكونجرس الأمريكي كانت مقررة لمناقشة التطورات.

إيران: سنواصل تخصيب اليورانيوم

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم “وليس لأحد أن يُملي علينا ما يجب فعله”، وذلك بعد الضربة الأمريكية على ثلاث منشآت نووية في إيران في 22 يونيو الجاري، لمنع طهران من المضي قدمًا في تخصيب اليورانيوم، كما شدد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف على أن طهران “ستتجاهل مطالب إسرائيل” بشأن وقف التخصيب، مؤكدًا استمرار البرنامج النووي.

وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن طهران “استعدت مسبقًا” للهجوم الأمريكي والإسرائيلي، ولن تسمح بحدوث أي توقف في الإنتاج، وفي هذا السياق، وافق البرلمان الإيراني اليوم على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع الإشارة إلى مقاضاة مديرها العام رافائيل جروسي، وفقًا لما أفادت به وسائل إعلام إيرانية.

وأشار رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إلى أن “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى يتم ضمان أمن المنشآت النووية”، مؤكدًا أن البرنامج النووي السلمي لطهران “سيتقدم بوتيرة أسرع”، عقب العملية العسكرية الأمريكية، اتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها “لم تعد تقوم بوظيفتها بكفاءة”، محذرة من أن “أضرارًا بيئية هائلة” ستنتج عن القصف الأمريكي لمنشآتها النووية، واعتبرت طهران أن الهجوم الذي شنته إسرائيل في 13 يونيو على دولة عضو في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية يُعد “ضربة للقواعد الدولية”.