(بي بي سي).

اقرأ كمان: قضية نجل عبد العزيز مخيون بالبحيرة.. تفاصيل حادث الدهس والصلح بالجلباب!
لقب “الشبح” يثير فضول الجميع تجاه طائرة “بي-2″، إذ أن مميزاتها الفريدة تجعلها محط أنظار العالم، خاصة بعد أن نفذت قاذفاتها تدخلاً أمريكياً لافتاً في إيران، مما أثار الكثير من الدهشة والاهتمام.
سبع طائرات من طراز (B-2 Spirit) قامت بقطع مسافات شاسعة عبر ثلاث قارات، ونفذت عملية “مطرقة منتصف الليل” حاملةً 14 قنبلة من طراز “جي بي يو-57” التي تملكها الولايات المتحدة فقط، حيث استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، ثم عادت إلى قواعدها بسلام.
يقول الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، واصفاً الضربة: “كانت هذه أكبر ضربة عملياتية لطائرة بي-2 في تاريخ الولايات المتحدة وثاني أطول مهمة لطائرة بي-2 على الإطلاق”.
سابقاً، قامت الطائرة بأحد أطول مهامها من قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري إلى أفغانستان وعادت بأمان.
الميزة الشبحية وحمل أثقل القنابل تجعل من هذه الطائرة واحدة من أكثر الأسلحة الاستراتيجية تطوراً لدى الولايات المتحدة، فهي قادرة على حمل أثقل القنابل الأمريكية، بما في ذلك القنبلة جي-بي-يو-57، التي يمكنها اختراق التحصينات بعمق 200 قدم (61 متراً) تحت الأرض قبل الانفجار.
تتميز قاذفة بي-2 بقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية المتطورة وتنفيذ هجمات دقيقة ضد أهداف محصنة، مثل شبكة المنشآت النووية الإيرانية الواقعة تحت الأرض، كما أنها قادرة على حمل ذخائر تقليدية ونووية.
تتمتع هذه الطائرات بقدرة التخفي لتجنب اكتشافها من قبل رادارات الدفاع الجوي، حيث تشمل تقنية التخفي فيها موادّ تمتص موجات الرادار وميزات تصميمية تقلل من رصدها، مما يجعل ظهورها على شاشة الرادار يشبه رصد طائر صغير، مما يجعلها غير مرئية تقريباً لأجهزة الرادار التقليدية، بحسب رويترز.
وبعض الأرقام التي تصف الطائرة وقدراتها تشمل طاقم صغير يتكون من طيارين اثنين فقط، طيار في المقعد الأيسر وقائد المهمة في المقعد الأيمن، كما تحتوي القاذفة على أربعة محركات من طراز جنرال إلكتريك، ويبلغ طول الطائرة 20.9 متر (69 قدماً) وارتفاعها 5.1 متر (17 قدماً).
تعتبر طائرة بي-2 عنصراً أساسياً في الثالوث النووي الأمريكي، حيث يمكنها حمل ما يصل إلى 16 قنبلة نووية من طراز بي-83، مما يتيح لها تنفيذ ضربات نووية بدقة وتخفي.
يوجد 19 طائرة بي-2 في أسطول القوات الجوية الأمريكية، حيث تم إنتاج 21 طائرة في تاريخها، لكن تم تدمير واحدة في حادث تحطم في قاعدة أندرسن الجوية في غوام عام 2008، بينما خرجت أخرى من الخدمة بعد تعرضها لأضرار في حادث تحطم عام 2022.
مواضيع مشابهة: بعد الضربة الأميركية لإيران.. ارتفاع الدولار إلى 51 جنيها بشكل مفاجئ
أرقام مثيرة
تستطيع القاذفة إصابة أهداف متعددة في وقت واحد بدقة عالية، وتُوسع أسلحة المواجهة المشتركة مدى اشتباك الطائرة مع الحفاظ على خصائص التخفي أثناء الاقتراب، حيث توفر صواريخ المواجهة المشتركة جو-سطح (جيه.إيه.إس.إس.إم) قدرة على توجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى.
الطراز المطور لصواريخ المواجهة المشتركة جو-سطح (جيه.إيه.إس.إس.إم-إي.آر) يتيح خيارات توجيه ضربات ضد أهداف تبعد أكثر من 925 كيلومتراً من مكان تحليق الطائرة، بينما تبلغ السرعة القصوى للطائرة 628 ميلاً (1010 كم) في الساعة، وفق دائرة المعارف البريطانية، حيث يصف الجيش الأمريكي سرعتها بأنها “عالية دون سرعة الصوت”.
عُرضت أول طائرة بي-2 علناً في نوفمبر/تشرين الثاني 1988، وصنعتها شركة نورثروب غرومان، وكانت أول رحلة لها في 17 يوليو/تموز 1989.
أهداف حول الكوكب
تتمكن الطائرة من الطيران لمسافة 6 آلاف ميل بحري (9600 كيلومتر) دون الحاجة إلى التزود بالوقود، ومع إعادة التزود بالوقود جواً، يمكن للقاذفة الوصول إلى أي هدف تقريباً في جميع أنحاء العالم، كما أثبتت ذلك في مهمات من ميسوري إلى أفغانستان وليبيا، وفق رويترز.
تقول القوات الجوية الأمريكية إن الطائرة كانت مسؤولة عن تدمير 33 في المئة من الأهداف الصربية خلال التدخل العسكري في كوسوفو عام 1999، كما نفذت 22 طلعة جوية من موقع عمليات أمامي خلال الحرب الأمريكية على العراق عام 2003، بالإضافة إلى 27 طلعة جوية من قاعدة وايتمان الجوية، وأطلقت أكثر من 1.5 مليون رطل من الذخائر، وفق الجيش.
يمكن للقاذفة الطيران على ارتفاع 15,240 متراً (50 ألف قدم)، ويبلغ أقصى وزن للطائرة عند إقلاعها 152,634 كغم (336,500 رطل)، بما يشمل وزن الطائرة وهو 72,575 كغم (160 ألف رطل)، وتبلغ تكلفة الطائرة قرابة 2.1 مليار دولار، مما يجعلها أغلى طائرة عسكرية على الإطلاق، وفق المعلومات المتوفرة.