تقرير جديد يكشف حالة “سفاح المعمورة” سليم نفسيًا ومسؤول جنائيًا مع تفاصيل وصور مثيرة

الإسكندرية – محمد البدري ومحمد عامر:

تقرير جديد يكشف حالة “سفاح المعمورة” سليم نفسيًا ومسؤول جنائيًا مع تفاصيل وصور مثيرة
تقرير جديد يكشف حالة “سفاح المعمورة” سليم نفسيًا ومسؤول جنائيًا مع تفاصيل وصور مثيرة

داخل مستشفى العباسية للصحة النفسية، وفي أجواء مشحونة بالتوتر، تم إجراء تقييم شامل لعقل رجل يُعتبر مركز اهتمام العدالة والرأي العام، هو “نصر الدين”، المتهم في قضية جنائية معقدة تُعرف إعلاميًا بـ”سفاح المعمورة”، حيث خضع لفحص نفسي دقيق للتأكد من سلامة إدراكه أثناء ارتكاب سلسلة من الجرائم البشعة.

استمر التقييم لمدة أسبوعين تحت إشراف لجنة ثلاثية تضم كبار الأطباء المتخصصين في الطب النفسي الشرعي، وانتهى إلى نتيجة واحدة، وهي أن المتهم يتمتع بوعي كامل ولا يعاني من أي اضطراب عقلي أو نفسي يُفقده القدرة على الإدراك أو الحكم على الأمور، مما يؤكد مسؤوليته الجنائية عن الأفعال المنسوبة إليه، وفقًا للمادة 62 من قانون العقوبات المصري.

علاقات موثوق بها تحوّلت إلى دائرة دم

كشفت التحقيقات أن المتهم كان له علاقات شخصية ومهنية وثيقة مع ضحاياه الثلاث، حيث كان اثنان منهم موكليه في قضايا قانونية، بينما كانت الثالثة زوجته السابقة، ورغم الثقة التي كانت تربطه بهم، إلا أنها لم تمنع، بحسب الاتهامات، تخطيطه الممنهج لسلسلة من جرائم القتل التي اتسمت بالعنف الشديد والدوافع المتشابكة بين الطمع والخوف من الفضيحة والرغبة في الهيمنة.

فحص دقيق .. ماذا كان يدور في عقل المتهم؟

تم إدخال المتهم إلى وحدة الطب النفسي الشرعي بتاريخ 29 مايو 2025، وبدأت اللجنة الثلاثية، برئاسة أستاذ جامعي وخبيرين استشاريين، فحوصًا متعددة المراحل، حيث خضع لمقابلات إكلينيكية، واختبارات نفسية، وتحليل للسلوك تحت المراقبة، بالإضافة إلى مراجعة شاملة للتحقيقات والملف الطبي والتقارير التمريضية.

على مدار فترة الإيداع، ظهر المتهم في حالة من التماسك النفسي والسلوكي، ولم تُرصد عليه أي اضطرابات في النوم أو الإدراك أو السلوك، كما لم تُسجل عليه نوبات من التشنج أو فقدان الوعي، بل حافظ على انتظامه في الأكل والنوم والاتصال اللفظي المنضبط، ولم يظهر عليه أي علامات تدل على اضطراب عقلي يُخلّ بقدرته على التمييز أو اتخاذ القرار، حيث كان شديد الانتباه وواعي بالأشخاص المحيطين به.

ذكاء طبيعي وغياب الهلاوس

أظهرت نتائج اختبار الذكاء أن معامل ذكاء المتهم بلغ 97، مما يضعه ضمن المعدل الطبيعي، كما جاءت استجاباته متسقة ومنظمة في سياق الحديث، ولم تُظهر عليه أية علامات لهلاوس سمعية أو بصرية أو اضطراب في محتوى أو مجرى التفكير، كما كان يتمتع بذاكرة جيدة للأحداث القريبة والبعيدة وقدرة على التركيز والانتباه وتقدير عواقب الأمور.

لا خلل نفسي .. فقط كذب ومراوغة

رغم رصد ارتفاع معامل “الكذب والمراوغة” في الاختبارات النفسية، أكدت اللجنة أن هذه السمة تُعتبر جزءًا من تركيبته الشخصية، ولا تشكل دليلاً على وجود مرض نفسي يُعفيه من المسؤولية.

الفحوصات الجسدية: كل شيء في النطاق الطبيعي

بالتزامن مع التقييمات النفسية، خضع المتهم لفحوص طبية شاملة شملت تحليلًا للدم ووظائف الكبد والكلى ونسبة السكر، وجاءت جميع النتائج في الحدود الطبيعية، كما جاءت نتائج تحليل البول سلبية تمامًا بالنسبة للمواد المخدرة، رغم إقراره المسبق بتعاطي الحشيش والخمور، مما ينفي تأثر حالته الذهنية أثناء فترة الإيداع بأي مؤثرات كيميائية.

أمام اللجنة: إنكار… وادعاء بالإكراه

أنكر المتهم خلال جلسات الفحص ارتكابه للجرائم المنسوبة إليه، معتبرًا أن اعترافاته أمام النيابة العامة جاءت تحت التهديد والإيذاء البدني، غير أن التقرير أشار بوضوح إلى أن المتهم لم يُظهر ما يدعم هذه الرواية، سواء من حيث العلامات الجسدية أو السلوك أثناء الإيداع، كما لم يُسجل عليه أي تراجع في الإدراك أو تدهور في الحالة النفسية خلال تلك الفترة.

إدراك سليم ومسؤولية جنائية كاملة

بعد مراجعة الملف القضائي والفحص المباشر وملاحظات التمريض والاختبارات النفسية، أكدت اللجنة الثلاثية أن المتهم “لا يعاني من أي أعراض دالة على اضطراب نفسي أو عقلي يفقده القدرة على الإدراك أو الاختيار أو الحكم الصائب على الأمور”، مما يجعله مؤهلًا للمساءلة الكاملة عن الجرائم المنسوبة إليه بموجب المادة 62 من قانون العقوبات.

محامٍ لإحدى الضحايا: التقرير يقطع الشك باليقين

أكد المحامي محمد سامي، وكيل الضحية الثانية في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”سفاح المعمورة”، أن التقرير الطبي الصادر عن مستشفى العباسية للصحة النفسية، الذي أثبت سلامة القوى العقلية للمتهم، يُعتبر عنصرًا حاسمًا في الملف، حيث يقطع الشك باليقين حول أهلية المتهم للمساءلة القانونية، مشيرًا إلى أن التقرير أكد تمتع المتهم بالوعي الكامل والإدراك أثناء ارتكابه للجرائم المنسوبة إليه، ويردّ على محاولات التذرع بالمرض النفسي كوسيلة للتهرب من العقاب.

وكانت الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الإسكندرية قد قررت إيداع المتهم نصر الدين السيد، المعروف إعلاميًا بـ”سفاح المعمورة”، مستشفى العباسية لمدة 15 يومًا للكشف على قواه العقلية وإعداد تقرير بالحالة، وتحديد جلسة 28 يونيو لاستكمال نظر القضية.

تعود تفاصيل القضية إلى اتهام نصر الدين السيد بارتكاب ثلاث جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار، من بينها جريمتان مقترنتان بالخطف والسرقة، حيث كشفت تحقيقات النيابة أن المتهم قتل كلاً من المهندس “م.أ.م”، وزوجته “م.ف.ث” ربة منزل، وموكلته “ت.ع.ر” ربة منزل، ثم أخفى جثامينهم داخل وحدتين سكنيتين مستأجرتين باسمه.

وبحسب ما جاء في أوراق التحقيقات وأمر الإحالة، قام المتهم بدفن جثمان المجني عليه الأول داخل أرضية وحدة سكنية بمنطقة العصافرة، في حين دُفنت الضحيتان الثانية والثالثة داخل وحدة أخرى بالمعمورة، وتم الكشف عن هذه الوقائع إثر تحريات الأجهزة الأمنية وشهادات الشهود.

وكانت الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين، وعضوية كل من المستشارين تامر ثروت شاهين، محمد لبيب دميس، وعبد العاطي إبراهيم صالح، قد قررت في جلستها السابقة إيداع المتهم مستشفى العباسية لمدة 15 يومًا للكشف على قواه العقلية، على أن يُعرض التقرير النهائي يوم 28 يونيو وتُستكمل المحاكمة في الأول من يوليو المقبل.

وضمت قائمة شهود الإثبات في القضية المقيدة برقم 9046 لسنة 2025 جنايات المنتزه ثانٍ، 25 شاهدًا، استمعت المحكمة إلى أقوال عدد منهم، فيما واصل المتهم إنكاره للاتهامات مشككًا في شهاداتهم.

اقرأ أيضا.