إسرائيل تنجو بفضل الله وحده من خطر إيران.. مقال مثير في جيروزاليم بوست

(بي بي سي).

إسرائيل تنجو بفضل الله وحده من خطر إيران.. مقال مثير في جيروزاليم بوست
إسرائيل تنجو بفضل الله وحده من خطر إيران.. مقال مثير في جيروزاليم بوست

في عرضنا اليوم للصحف، نسلط الضوء على مجموعة من المواضيع المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط، حيث تتناول المقالات دور “العناية الإلهية” في الصراع بين إسرائيل وإيران، كما تناقش السيناريوهات المحتملة لتأثير الضربات على البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى تساؤلات حول استمرار التهديد الإيراني لدول الخليج.

يقول الكاتب مايكل فرويند إن “نجاح” الهجمات المنسقة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة على البنية التحتية النووية الإيرانية يثير الإعجاب بالقوة العسكرية والتفوق التكنولوجي، لكنه يحذر من أن ذلك لا يجب أن ينسينا أن “لولا الله القدير”، لما تحقق أي شيء، وفقًا لرأيه.

ويضيف الكاتب أن “معجزات عصرنا لم تعد تتجلى دائمًا في انشقاق البحر أو نزول المنِّ من السماء، بل قد تكون مخفية في مهام طائرات إف-35، أو في الحروب الإلكترونية، أو في القنابل الخارقة للتحصينات، لكن لا شك أن الله هو من يمنح الحكمة لمن يخططون، ويغرس الشجاعة في جنودنا، ويبث الارتباك في صفوف أعدائنا، إنه من أنقذنا”.

ويستند الكاتب إلى الكتاب المقدس ليؤكد وجهة نظره، حيث يذكر أن “الفكرة ليست جديدة، ففي سفر المزامير، يذكر الملك داود: هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل، أما نحن فاسم الرب إلهنا نذكر (مزمور 20: 8)”، ويشير إلى أن التاريخ أثبت مرارًا أن الخلاص لم يكن بقوة السلاح، بل “برحمة من السماء، فحتى من حرب الأيام الستة إلى عملية إنقاذ الرهائن في عنتيبي، عاش الشعب اليهودي معجزات ارتدت الزي العسكري، والهجوم الأخير على إيران ليس استثناءً”.

صورة 1

ويعتبر الكاتب أن قدرة إسرائيل على الوصول إلى العمق الإيراني، وشل دفاعاتها الجوية، وإلحاق أضرار بمواقعها النووية دون إشعال صراع إقليمي شامل، تُعتبر “إنجازًا يتجاوز التفسير الطبيعي”.

ويشير إلى ما قاله الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 22 يونيو/حزيران، خلال كلمته حول الهجمات على إيران: “نحن نحبك يا الله”، ودعوته لله لحماية الجيش الأمريكي، وبارك الشرق الأوسط، حيث يراها الكاتب كلمات تعكس مشاعر صادقة، وليست مجرد تعبيرات دعائية.

ويضيف الكاتب أن التاريخ مليء بالعبر، مشيرًا إلى “أن جيل البرية الذي شهد معجزات يوميًا تاه عندما نسي مصدر تلك البركات، ففي سفر التثنية، يحذر موسى (النبي) قائلاً: ولئلا تقول في قلبك: قوتي وقدرة يدي اصطنعت لي هذه الثروة، بل اذكر الرب إلهك، إنه هو الذي يعطيك قوة لاصطناع الثروة (سفر التثنية 8: 17-18)، ولو استبدلنا كلمة “الثروة” بـ “الأمن”، لبقي المعنى بنفس القوة”.

ويختتم مايكل فرويند مقاله داعيًا إلى “اغتنام تلك اللحظة لتوجيه الشكر للجنود والقادة، ولشكر الخالق أيضًا”، مضيفًا أنه “بعد الهجوم على إيران، يجب أن نتذكر أن جيشنا نعمة، لكن درعنا الحقيقي هو الله، وعندما نسير في طرقه، لن نخاف ظل الموت، فلنحوِّل شكرنا إلى إيمان أعمق، وإلى وحدة أشمل”.

فحين يأتي التحدي القادم، وهو حتمي، وفقًا لرأي فرويند، “لن تنقذنا الطائرات الشبحيّة ولا وحدات الحرب الإلكترونية، بل سيفعل ذلك نفس الإله الذي أنقذ إبراهيم من أتون النار، وأخرج بني إسرائيل من مصر، ذاك الذي لا ينعس ولا ينام، ولا يزال يحرس شعبه، وفي هذه اللحظة المعجزة، يجب أن نتذكر ذلك”، وفقًا لما جاء في مقال جيروزاليم بوست.

“هل دُمّر البرنامج النووي الإيراني بالفعل؟”

صورة 2

ننتقل إلى صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ومقال رأي لهيئة التحرير بعنوان: “ما أهمية التأكد إذا كان البرنامج النووي الإيراني قد دُمّر بالفعل؟”.

يبدأ المقال بطرح سؤال حول الكلمة الأنسب لوصف حالة البرنامج النووي الإيراني بعد استهداف الولايات المتحدة لثلاث منشآت لتخصيب اليورانيوم، هل هي “مُدمَّر” أم “مُقوَّض” أم “ظل باقياً دون ضرر”؟

وتشير الصحيفة إلى أن الإجابة عن هذا السؤال، الذي هزّ الأوساط السياسية في واشنطن، ليست مجرد مسألة لغوية، بل إن مآل الصراع مع إيران يعتمد على تلك الإجابة.

وتضيف الصحيفة أنه إذا كانت الضربة الأمريكية “قضت تمامًا” على البرنامج النووي الإيراني، كما يؤكد الرئيس ترامب، فإن ذلك يعني أن الولايات المتحدة أظهرت قدرتها على تدمير قدرة النظام الإيراني على إنتاج أسلحة نووية متى شاءت، ورغم أهمية الدبلوماسية لتجنب الضربات المتكررة، ستضطر طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات مقدمة تنازلات قد تشمل التخلي عن طموحاتها النووية.

وتتابع المقالة أنه في حال كانت نتائج الضربة دون “القضاء التام” على البرنامج النووي، فقد تشعر إيران بأنها قادرة على الدفاع عن برنامجها حتى أمام القوة النارية الأمريكية الساحقة، وفي هذه الحالة، قد تصبح الدبلوماسية ضرورة وليس مجرد خيار مفضل، مما يجعل المفاوضات أكثر تعقيدًا بالنسبة لترامب.

وتلفت الصحيفة إلى تساؤلات ملحة: هل استطاع الإيرانيون نقل جزء أو غالبية اليورانيوم عالي التخصيب إلى مواقع آمنة قبل الضربة؟ والسؤال الآخر المهم هو إذا كانت الضربة الأمريكية قد دمّرت أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تحتاجها إيران لتخصيب ما تبقى من اليورانيوم أو ما قد تحصل عليه لاحقًا، أو إذا كانت هناك منشآت سرّية غير معلنة تحتوي على أجهزة طرد أخرى خارج نطاق التفتيش السابق؟

وتشير الصحيفة إلى أنه إن لم تكن الولايات المتحدة قد دمّرت تمامًا قدرة إيران النووية، فعلى ترامب أن يُقدِّم حوافز بالتزامن مع احتفاظه بالخيار العسكري، وأن يُبقي الهدف محددًا بإحباط الطموحات النووية الإيرانية، لا بتوسيع الأهداف إلى حد يُعقّد المسار الدبلوماسي، وإذا أصرت إيران على متابعة برنامجها النووي المدني، وهو ما تعتبره حقًا سياديًا، فيمكن تحقيق ذلك بالشراكة مع المجتمع الدولي، تحت رقابة صارمة، وبعمليات تفتيش دقيقة، وبقيود واضحة على مستوى التخصيب المسموح به.

ويضيف المقال أنه إذا كانت إيران لا تزال تُخفي مخزوناً نووياً سرّياً، فيجب إرغامها على الإفصاح عنه وتسليمه، وفي المقابل، قد يُعرَض على إيران تخفيف تدريجي للعقوبات التي أنهكت اقتصادها، مع إعادة أصولها المجمّدة في شتى أنحاء العالم، وذلك شريطة التحقق الكامل من التزامها وعدم خوضها برنامجًا سريًا لصنع قنبلة.

وتختتم صحيفة واشنطن بوست بالإشارة إلى أنه في غياب حل دبلوماسي، فإن أفضل السيناريوهات الممكنة تتمثل في لجوء الولايات المتحدة وإسرائيل إلى استراتيجية “ضرب الهدف عند ظهوره”، أي ملاحقة وتدمير المواقع النووية المشتبه بها بشكل دائم، لكن ذلك قد يدفع إيران لتطوير وسائل أكثر دهاءً لإخفاء برنامجها النووي وتأمينه، وفقًا للمقال.

“التهديد الإيراني يلاحق منطقة الخليج”

صورة 3

نختتم جولتنا بصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية ومقال رأي للكاتبة إيميلي هوكايم بعنوان: “التهديد الإيراني سيظل يلاحق منطقة الخليج لسنوات”.

تلفت الكاتبة إلى مفارقة تتمثل في حالة التفاؤل السائدة في إسرائيل والولايات المتحدة حول اعتقادهم أن تدمير قوة إيران سيحقق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، بينما تسود حالة من الخوف والذهول في منطقة الخليج بعد الهجمات الأخيرة.

وتقول الكاتبة إنه بغض النظر عن حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية، فإن السنوات القادمة ستتحدد بناءً على قرار طهران بالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، وأيضًا إذا ما كانت الولايات المتحدة وإسرائيل ستواصلان القصف، وما إذا كان الإيرانيون سينجحون في تصنيع سلاح نووي بدائي.

وترى الكاتبة أن ما كان يُنظر إليه سابقًا كتهديد يمكن احتواؤه عبر اتفاق، بات اليوم تحديًا مستعصيًا سيؤثر على استقرار دول منطقة الخليج لعقود قادمة، وسيُبقي المستثمرين والمقيمين في حالة قلق دائم.

وتشير إيميلي هوكايم إلى أنه رغم عدم اكتمال جميع التشبيهات، فإن المشهد اليوم يُشبه إلى حدٍ كبير العراق عام 1991، حيث نجا نظام عسكري، وإن كان في صورة أضعف، ولم يعد بإمكانه فرض نفوذه، لكنه لا يزال قادرًا على زعزعة استقرار دول الجوار، بينما قوى المعارضة الداخلية والمنفية ضعيفة، ولا يزال القادة الإيرانيون يعتقدون أن تغيير النظام هو الهدف غير المعلن للولايات المتحدة.

وتعتقد الكاتبة أنه على الرغم من أن سياسة حافة الهاوية النووية التي انتهجتها إيران قد انقلبت عليها، إلا أنها لا تزال ورقة تمتلكها طهران، كما سيتعين عليها إعادة التفكير في منظومتها الدفاعية، بعد فشل خيار الردع والهجوم على إسرائيل عبر الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى والميليشيات، كما سيكون بناء منظومة دفاع داخلي مكلفًا وصعبًا للغاية، وفقًا للكاتبة.

وبحسب المقال، فإن روسيا لن تعطي الأولوية لحاجات إيران، وأثبتت أنها ليست الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه في كل الظروف، بينما تُعتبر الصين، التي يُروّج لها الآن كخيار إيران المقبل، قد استخلصت من هذا الصراع أن تقليل انخراطها في سياسات الشرق الأوسط هو الخيار الأفضل بالنسبة لها، وبالتالي، لم يتبقَ لدى إيران سوى ترسانة من الأنظمة القصيرة المدى، وصواريخ وطائرات مسيّرة، وهي أدوات فعّالة فقط داخل نطاق منطقة الخليج.

وتختتم الكاتبة إيميلي هوكايم مقالها مشيرة إلى أنه ينبغي على دول الخليج الآن تكريس مزيد من الوقت والجهد لإدارة العلاقة مع إيران، ومن المرجح أن تسعى لتعزيز دفاعاتها الجوية لتضاهي الدرع الإسرائيلي، وامتلاك صواريخ تمنحها قدرة ردع حقيقية، وهذا بدوره يضمن علاقات دفاعية دائمة مع الدول الغربية، وفقًا للمقال.