تحقيق عاجل على أعلى مستوى في حادث المنوفية بعد الانتفاضة البرلمانية

في خطوة غير متوقعة، طالب عدد من البرلمانيين بفتح تحقيق شامل حول حادث المنوفية الذي أسفر عن وفاة 18 فتاة وسائق، مشيرين إلى أهمية الكشف عن حالة الطريق، وأكدوا أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه.

تحقيق عاجل على أعلى مستوى في حادث المنوفية بعد الانتفاضة البرلمانية
تحقيق عاجل على أعلى مستوى في حادث المنوفية بعد الانتفاضة البرلمانية

جاءت هذه المطالبات خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، التي انعقدت اليوم الأحد، لمناقشة مجموعة من البيانات العاجلة التي قدمها النواب حول الحادث الأليم في المنوفية.

دعوة للتحقيق على أعلى مستوى

طالب النائب فخري طائل، عضو مجلس النواب عن محافظة المنوفية، بفتح تحقيق شامل حول الحادث، مؤكدًا ضرورة تقديم الحكومة تقريرًا مفصلًا عن حالة الطريق والجدول الزمني لإنهائه، بالإضافة إلى نتائج التحقيقات وأسباب الحادث، ومحاسبة المتسببين، مشددًا على أهمية تحديد فترة زمنية للسماح فقط بسير النقل الثقيل على الطريق الإقليمي ليلاً.

ونعى النائب الفتيات، قائلًا: “ما حدث فاجعة أوجعت قلوبنا جميعًا وأدمت قلوب المصريين.. الفتيات كنّ طالبات يسعين للحصول على لقمة العيش الشريفة، وكنّ سندًا لأهاليهن، هن لسن فتيات بل رجال بمعنى الكلمة”

أين المسؤولون عن مقتل الفتيات؟

وجه النائب هاني خضر انتقادات قوية للحكومة خلال البيان العاجل الذي ألقاه أمام الجلسة العامة لمجلس النواب، عقب الحادث المأساوي في المنوفية.

وقال خضر: “باسم الإنسانية وباسم كل أب وأم وباسم الشعب المصري الذي ملّ من التبريرات، يجب محاسبة المقصرين والمهملين”، مضيفًا أن الطريق الإقليمي الذي يمتد لـ400 كيلومتر يعاني إهمالًا رغم مرور 7 سنوات على إنشائه، ما أدى إلى أضرار فنية جسيمة، وتحوله إلى طريق خطر يفتقر للإشارات أو اللوحات الاسترشادية الكافية

فتيات يعملن بشرف

أكد النائب أن الضحايا “كنّ فتيات يعملن بشرف، لا يجلسن على التيك توك، بل يستحققن تمثيل مصر في برلمان المستقبل”، معربًا عن استيائه من غياب أي رد فعل رسمي من رئيس الوزراء أو وزير النقل أو المتحدثين باسم الحكومة.

واختتم النائب بيانه بمطالبة بتحقيق عاجل وشامل لكشف ملابسات الحادث، قائلًا: “ليس كثيرًا أن نطالب ببيان رسمي يعزي الأسر، ويقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) على الأقل”

إهمال متراكم.

ووصف النائب أحمد حجازي حادث المنوفية المأساوي بأنه “ليس مجرد حادث سير، بل تجسيد لإهمال متراكم يحصد أرواح المصريين”.

وأكد حجازي ضرورة فتح تحقيق سريع وشفاف من النيابة العامة مع إعلان نتائجه للرأي العام، مشددًا على أهمية تعزيز دور وزارتَي التضامن والقوى العاملة في دعم أسر الضحايا، واصفًا ذلك بـ”الواجب الإنساني والقانوني”.

وطالب النائب بمحاسبة المسؤولين عن الحادث، قائلًا: “يجب أن يُعاقب كل مَن تسبب في هذا الخلل التنظيمي؛ فما حدث ليس صدفة، بل دليل على إهمال جسيم”، مشيرًا إلى ضرورة تطوير آليات مراقبة الطرق، خصوصًا أن الطريق الإقليمي يربط بين عدة محافظات ويمتد لأكثر من 300 كيلومتر

جرس إنذار

وشدد حجازي على أهمية استخدام أنظمة مراقبة عصرية لمتابعة السائقين والطرق لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة، معتبرًا أن الحادث “جرس إنذار يستوجب تحركًا فوريًّا من الجهات المعنية”.

واستعرضت النائبة سلمى مراد، عن حزب التجمع، بيانها البرلماني العاجل الموجه إلى مجلس الوزراء والفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل والمواصلات، بشأن الحوادث اليومية التي تحدث على الطريق الدائري الإقليمي.

طريق الدم.. ولا تحرك من الحكومة

وقالت النائبة في كلمتها بالجلسة العامة: منذ شهر تقدمت ببيان عاجل لنفس السبب، لأن هذا الطريق يشهد كل يوم نزيف دم دون تحرك من الحكومة، وجاء الحادث الأخير وفقدنا 18 فتاة في عمر الزهور، وهو ما أصاب قلوبنا جميعًا، حيث تقع الحوادث في الوصلة الواقعة بين الخطاطبة مركز السادات ومدينة بنها، مرورًا بمركزَي أشمون والباجور، والتي يجري عليها أعمال صيانة حاليًّا

وقالت النائبة: إن الوصلة على الطريق تشهد يوميًا حوادث بشعة، نفقد فيها وفيات وضحايا من المواطنين الأبرياء بسبب سوء حالة الطريق وعدم كفاية التحذيرات في مناطق الصيانة، مع عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتنبيه السائقين، وعدم وجود رقابة مرورية لمتابعة المتغيرات واتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث تعد فترات الصيانة من فترات الطوارئ التي يجب التشديد على متابعتها

وتساءلت نائبة “التجمع”: هل يمكن للحكومة أن تكف عن التهاون في حماية الأرواح واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أرواح المواطنين ووقف نزيف دمائهم على الطريق؟

أوقفوا تشغيل الطريق

وطالبت النائبة بإيقاف تشغيل الطريق وتشكيل لجنة تقصي حقائق، يضاف إليها متخصصون من كليات الهندسة، وخبراء متخصصون في مجال الطرق والمرور للوقوف على نقاط الخطر على الطريق وإصلاحها بأقصى سرعة، لوقف نزيف الدم المستمر.

مفارقة صادمة

ووصف النائب عبد المنعم إمام حادث المنوفية المروع بأنه “حادث جلل”، كاشفًا عن مفارقة صادمة، حيث إن الطريق الإقليمي الذي وقع فيه الحادث تم صرف 20 مليار جنيه على إنشائه.

وأشار إمام في تصريحاته إلى أن وزير النقل الحالي كان رئيسًا للهيئة المشرفة على إنشاء هذا الطريق، موضحًا أن الطريق تحول إلى “مجموعة من المطبات والمناطق الخطرة” رغم المبالغ الطائلة التي أنفقت عليه.

طريق الآخرة

وقال النائب: “أصبح الطريق يعرف باسم طريق الآخرة”، متسائلاً عن مصير صيانة الطرق ومحاسبة المقاولين المسؤولين، مضيفًا أن الحكومة لم تحضر حتى جنازة الضحايا، وتناسوا أننا ننادي بأن البشر أهم من الحجر

لجنة تحقيق عاجلة

وطالب النائب بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لتقصي الحقائق حول هذا الطريق والطرق الجديدة، قائلًا: “يجب مراجعة كيفية وصول الطرق إلى هذه الدرجة من التردي، والمحاسبة الفورية لكل المقصرين”