ترامب يحتفل بالنصر بمفرده.. هل أسدلت الضربة الأمريكية الستار على البرنامج النووي الإيراني؟

بينما يُصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن الضربات التي أمر بشنها ضد منشآت إيران النووية أدت إلى “تدميرها بشكل كامل” وأنها أعادت برنامج طهران النووي “عقودًا” للوراء، تتزايد مؤشرات دولية وتقارير استخباراتية تشكك في هذا الادعاء، مشيرة إلى أن الضربات لم تكن حاسمة.

ترامب يحتفل بالنصر بمفرده.. هل أسدلت الضربة الأمريكية الستار على البرنامج النووي الإيراني؟
ترامب يحتفل بالنصر بمفرده.. هل أسدلت الضربة الأمريكية الستار على البرنامج النووي الإيراني؟

الوكالة الدولية للطاقة الذرية

على الرغم من الأضرار التي لحقت بالعديد من منشآتها النووية جراء الهجمات الأمريكية والإسرائيلية، فإن إيران مازالت قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم “في غضون أشهر” أو أقل من ذلك، حسبما صرح به مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي.

وقال جروسي، في مقابلة مع شبكة “سي بي إس نيوز” السبت، إن المواقع النووية الإيرانية أُصيبت بأضرار “جسيمة” بعد ضربات قاذفات الشبح الأمريكية الأسبوع الماضي، “لكن الضرر لم يكن كُلّيًا”، على حد وصفه.

صورة 1_6

وسط تكهنات حول إن كانت إيران قد نقلت بالفعل بعض أو كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، المُقدر بـ 408.6 كيلوجرام قبل الهجمات الأمريكية، ذكر أن الوكالة ليست متأكدة بشأن مصير هذه المواد، قائلًا: “لا نعرف أين يمكن أن تكون هذه المواد”

وأشار مدير الوكالة الذرية، إلى أنه “ربما يكون بعضها قد دُمّر جراء الهجوم، لكن ربما يكون قد نُقل بعضها الآخر، لذا، لا بد من توضيحٍ في مرحلة ما”، وتمكنت إيران من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، أعلى من المستويات المخصصة للاستخدام المدني، لكنه لا يزال دون مستوى تصنيع سلاح نووي الذي يلزم تخصيب بنسبة 90%.

إيران

اتهمت إيران مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عقب الهجمات الأمريكية على منشآتها، بأنه “مُسيس ويتصرف بصفته ممثلًا للمصالح الغربية وليس رئيسًا لهيئة دولية يُفترض بها الحياد”، كما اتهمت الوكالة الدولية بأنها تقوم بتسريب المعلومات الخاصة بالملف النووي لطهران إلى الأعداء، وذلك وفق ما جاء على لسان مسؤولين إيرانيين.

ولم يقتصر الأمر على مجرد الاتهامات، بل علقت إيران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحسب ما أبلغ به رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، الوكالة، كما رفضت طهران طلبًا من الوكالة بتفتيش المواقع التي تعرضت للقصف الأمريكي.

صورة 2_7

ومع ذلك، لم تنكر طهران تعرض منشآتها النووية للضرر، إذ قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن حجم الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية “خطير”، لكن التفاصيل غير معروفة.

وفيما يتعلق بمصير المواد النووية، حذر العديد من الخبراء من أن إيران ربما نقلت مخزونًا من اليورانيوم عالي التخصيب من موقع “فوردو” المدفون في عمق الجبل قبل الضربات الأمريكية، وربما تخفيه في أماكن غير معروفة، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.

وأظهرت صور التقطتها أقمار صناعية من شركة “ماكسار تكنولوجيز”، “نشاطًا غير عادي” في فوردو يومي الخميس والجمعة، أي قبل الضربات التي تم شنها فجر الأحد، إذ اصطفت طابور طويل من المركبات أمام مدخل المنشأة، بحسب “رويترز”.

وصرح مصدر إيراني وصفته “رويترز” بأنه “رفيع المستوى”، بأن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60% نُقل إلى مكان غير معلوم قبل الهجوم الأمريكي.

كما أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، في وقتٍ سابق، أن إيران أبلغته في رسالة بتاريخ 13 يونيو أنها ستتخذ تدابير خاصة لحماية المعدات والمواد النووية وأشار إلى أنه أوضح لطهران أنه يجب إخطار الوكالة بأي نقل للمواد النووية من منشأة خاضعة للضمانات إلى مكان آخر.

صورة 3_8

تسريب استخباراتية أمريكية

نفت استخبارات أمريكية، في تقرير مُسرب، ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكرره البيت الأبيض إنهم واثقون من أن المواقع النووية الإيرانية تم تدميرها بالكامل، وقالت المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض: “لدينا درجة عالية من الثقة في أن المكان الذي وقعت فيه تلك الضربات هو المكان الذي تم فيه تخزين اليورانيوم المخصب لإيران”

وكشفت تسريبات استخباراتية أمريكية، نُقلت عن مسؤول في وزارة الدفاع (البنتاجون) لشبكة “سي إن إن”، أن القصف الذي استهدف ثلاث منشآت نووية، “لم يدمر” المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني بل “أخره لعدة أشهر” فقط.

واستندت التسريبات إلى تقييم مبكر لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، أكدت أن الضربة التي شنها سلاح الجو الأمريكي لم “تُبَدِّد” قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، خاصة في منشأة “فوردو” المحصّنة داخل جبل.

صورة 4_9

ووفق التسريبات التي نقلتها “سي إن إن”، فإن تقييم الأضرار التي لحقت بالمنشآت وتأثير الضربات على طموحات إيران النووية “لا يزال جاريًا”، وقد يتغير مع توافر المزيد من المعلومات الاستخباراتية، إلا أن النتائج الأولية تتعارض مع ادعاءات الرئيس ترامب المتكررة بأن الضربات “دمرته تمامًا”.

بينما ذكر اثنان وصفتهم الشبكة أنهم “من المطلعين على التقييم”، أن مخزون إيران من اليورانيوم المُخصب “لم يُدمَّر”، فيما أوضح أحدهما أن أجهزة الطرد المركزي لا تزال “سليمة إلى حد كبير”، ووفقًا لما نقلته “سي إن إن”، أفاد مصدر آخر بأن اليورانيوم المُخصب تم نقله من المواقع المُستهدفة قبل تنفيذ الضربات الأمريكية.

وفجر الأحد 22 يونيو، استهدف سلاح الجو الأمريكي 3 منشآت نووية في إيران، وهم فوردو ونطنز وأصفهان، بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تزامنًا مع الحرب التي كانت دائرة آنذاك بين إسرائيل وإيران.