هل زاد الإقبال على شراء الذهب بعد تراجع أسعاره؟

على الرغم من الانخفاض الملحوظ في أسعار الذهب خلال الفترة الحالية، إلا أن هذا التراجع لم يؤثر بشكل إيجابي على معدلات الشراء في السوق المحلي، كما أشار عدد من الخبراء في هذا المجال لموقع “نبأ العرب”.

هل زاد الإقبال على شراء الذهب بعد تراجع أسعاره؟
هل زاد الإقبال على شراء الذهب بعد تراجع أسعاره؟

وأوضح واصف أمين، الرئيس السابق للشعبة العامة للذهب، لموقع “نبأ العرب”، أن السوق لم يشهد أي تحركات ملحوظة في المبيعات على الرغم من انخفاض الأسعار، حيث أن حركة البيع والشراء لا تزال كما هي، نتيجة انخفاض السيولة النقدية لدى المواطنين، مما يجعل دخلهم موجهًا بشكل أساسي لتلبية احتياجات المعيشة الأساسية مثل الطعام والسكن والخدمات الضرورية.

وأضاف أمين أن تجار الذهب يفضلون الاحتفاظ بأرصدتهم من الذهب بدلاً من النقدية، بمعنى أن التاجر يسعى لتعويض ما يبيعه يوميًا من ذهب بكميات مماثلة للحفاظ على الوزن، لأن الاحتفاظ بالنقدية بدلاً من الذهب يعني خسارة.

وأشار إلى أن التجار يتجهون نحو تصنيع مشغولات بأوزان خفيفة جدًا لتقليل التكلفة على المستهلك، مما يؤثر سلبًا على العاملين في القطاع، لأن أرباحهم تعتمد على عدد الجرامات المباعة وليس على نسبة من قيمة المبيعات.

وقال لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، لموقع “نبأ العرب”، إن الناس تميل لشراء الذهب غالبًا في فترات ارتفاعه أو استقراره، خوفًا من زيادات جديدة، أما عند انخفاضه، فإنهم ينتظرون حتى يتأكدوا من أن السعر بلغ أدنى نقطة له.

وأشار لطفي إلى أن هذا النمط في الشراء يؤدي إلى ضعف الإقبال حاليًا.

واتفق معه نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، مؤكدًا أن السوق لا يشهد حركة بيع وشراء نشطة في الوقت الراهن، لكنه يرى أن الأسعار الحالية مناسبة جدًا للشراء، حيث يمكن أن تعاود الارتفاع لاحقًا، ناصحًا الراغبين في الشراء باغتنام هذه الفرصة.

تراجع سعر الذهب بعد أسبوعين متتاليين من الخسائر، نتيجة تباطؤ الطلب عليه بسبب مزاج الإقبال على المخاطرة السائد، في وقت تسعى فيه الإدارة الأميركية لإبرام اتفاقات تجارية مع عدة دول قبل موعد نهائي يحلّ في 9 يوليو، وفقًا لما ذكرته “الشرق بلومبرج”.

ورغم التراجع، لا يزال الذهب مرتفعًا بنسبة 25% منذ بداية العام، لكنه يتداول حاليًا بأقل نحو 230 دولارًا من أعلى مستوياته القياسية التي سجلها في أبريل الماضي، مدعومًا بالطلب على الملاذات الآمنة خلال فترات التوتر.

تشير البيانات إلى أن الذهب يتجه نحو تسجيل أول تراجع شهري خلال عام 2025، مع تراجع المخاوف بشأن النزاع في الشرق الأوسط، وتحسن مؤشرات ثقة المستهلك، وانخفاض توقعات التضخم في الولايات المتحدة.